مؤتمر القوى السياسية السودانية بالقاهرة.. (الأحداث) تستنطق خبراء وسياسيين
الشعبي: المؤتمر يمثل خطوة مهمة في الطريق الصعب لحل الأزمة السودانية
الأمة القومي: القاهرة نجحت في التنظيم لأنها اتبعت الطريق السليم في التشاور مع الأطراف المشاركة
تنسيقية القوى الوطنية: مصر حريصة على المساهمة بصورة إيجابية في حل الأزمة السودانية
قيادي بالكتلة الديمقراطية: مؤتمر القاهرة يمكن أن يكون بداية لتحريك المياه الراكدة في بركة الجفاء وتباعد المواقف
محلل سياسي: المؤتمر فرصة للاتفاق حول العديد من القضايا التي تخص السلام
من جديد تفتح جمهورية مصر العربية أبوابها للقوى السياسية والمدنية السودانية للتفاكر والتشاور لأجل حل الأزمة السودانية واستكمالاً لجهودها ومساعيها المستمرة من أجل وقف الحرب الدائرة في البلاد في إطار من التعاون والتكامل مع جهود الإقليميين والدوليين وذلك باستضافة أعمال مؤتمر القوى السياسية والمدنية، فهل يمكن أن يشكل مؤتمر القاهرة أرضية صلبة يمكن الإنطلاق منها لحل الأزمة السودانية وإحداث إختراق فيها؟، (الأحداث) طرحت ذلك على خبراء ومحللين سياسيين وخرجت بالحصيلة التالية.
الأحداث – آية إبراهيم
مشاركة ومقاطعة
انطلقت أعمال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، بجمهورية مصر العربية، السبت، وسط مشاركة عدد من القوى السياسية والمدنية وحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم، عبر حوار وطني سوداني- سوداني يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
طريق صعب
ويؤكد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. محمد بدر الدين أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة في الطريق الصعب لحل الأزمة السودانية المستفحلة.
وقال بدر الدين لـ(الأحداث) إن لمصر ثقل كبير ومعرفة بالواقع السوداني أفضل من بقية دول الإقليم والمجتمع الدولي، ولمصر تأثير على جل الأحزاب والقوى السياسية السودانية بالإضافة إلى أن مصر تمتلك وسائل ضغط فعالة على طرفي النزاع، وأكد أن هذه عوامل تساهم لإنجاح المؤتمر إذا توفرت الإرادة الصادقة لدى أصحاب المصلحة الحقيقية.
تشكيل خطر
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن تبعات الأزمة السودانية تشكل خطراً على المنطقة والعالم، داعياً لوقف العمليات العسكرية في السودان فوراً.
وقال عبد العاطي لدى مخاطبته المؤتمر إن على المجتمع الدولي التحرك العاجل لإيقاف حرب السودان، وأعتبر أن أي حل للأزمة في السودان يبدأ من الداخل فقط، لافتاً إلى أن المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخية فارقة في حياة السودانيين.
خطوة أولى
من جهته يستبعد المحلل السياسي مصعب محمد علي إنهاء مؤتمر القاهرة لأزمة البلاد بصورة نهائية لكنه قال يمكن أن يكون أساس يتم البناء عليه لحل مشكلة الحرب في السودان.
ولفت محمد علي في حديث لـ(الأحداث) إلى أن الإختراق الوحيد الذي يمكن أن يحدثه المؤتمر في الوقت الحالي هو قدرته على جمع القوى السياسية التي كانت على خلاف من قبل وأن المؤتمر فرصة للاتفاق حول العديد من القضايا التي تخص السلام، وتابع: يمكن القول إن مؤتمر القاهرة يعتبر تمهيداً لمنابر أخرى منها منبر جدة، لذلك يعتبر خطوة أولى من خطوات يمكنها أن تساهم في حل مشكلة الحرب في السودان.
تأكيد دعم
مدير إدارة السودان والقرن الأفريقي بجامعة الدول العربية زيد الصبان قال إن نيران الحرب في السودان تحيط بمستقبل الملايين من مواطنيه.
وأكد “الصبان”، خلال كلمته في المؤتمر دعمه إطلاق حوار سوداني شامل يؤدي إلى تشكيل حكومة سودانية.
وأضاف أن الحوار بين الخصوم السياسيين لا بد منه لحل الأزمة، محذراً القوى السياسية من إضاعة الوقت.
خطوة مهمة
وقال القيادي بحزب الأمة القومي مصباح أحمد إن مجرد انعقاد المؤتمر بهذا الطيف من القوى السياسية يشكل خطوة مهمة ونجاح المبادرة وتوقع أن يخرج بتوصيات مهمة في الأجندة المطروحة وخطوة للأمام في رتق النسيج السياسي في السودان.
وأشار أحمد لـ(الأحداث) إلى أن القاهرة نجحت في التنظيم لأنها اتبعت الطريق السليم في التشاور مع الأطراف المشاركة في الأجندة والأطراف وهو ما مهد الطريق لقبول المشاركة من الكتل الرئيسية، وأكد أن القاهرة يمكن أن تلعب دوراً مهما في الضغط مع المجتمع الدولي على الأطراف المتعنتة للعودة لمسار التفاوض في جدة.
تقريب رؤى
بدورها قالت نائبة رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي المعنية بالسودان سبشيوزا وانديرا، أن الاتحاد سيستمر في عمله من أجل تقريب الرؤى لحل الأزمة، فضلاً عن أنه يعمل على وقف القتال بشكل فوري.
وتابعت: وانديرا، خلال كلمتها في المؤتمر “نسعى لاستمرار المحادثات لإيجاد الآليات اللازمة لحل الأزمة، ونحث جميع الأطراف على دعم حلول وقف إطلاق النار في السودان”.
وأكدت على أهمية تعزيز تنسيق الجهود الدولية من أجل إيجاد حل مستدام للأزمة، مشيرة إلى أن المؤتمر المنعقد في مصر يأتي في إطار رغبة دول جوار السودان والدول الصديقة من أجل إنهاء الأزمة.
وذكرت أن المؤتمر يهدف إلى إنهاء الأزمة في السودان، وتقريب وجهات النظر بين السودانيين.
رفض إقصاء
أمين عام الجبهة الثالثة تمازج مقرر تنسيقية القوى الوطنية د. محمد إسماعيل زيرو قال إنهم يرحبون بأي جهد تقوم به دول الجوار يصب في سبيل معالجة أزمة البلاد.
وقال زيرو لـ(الأحداث) إن مصر حريصة على أن تساهم بصورة إيجابية في حل الأزمة السودانية، وتمنى أن يكون المؤتمر بداية حقيقية لحل الأزمة السودانية بجمع الأطراف السياسية المختلفة، وتأسف على إقصاء بعض القوى السياسية وقال المؤتمر لم يكن مكتمل الأركان، ودعا دول الجوار إن أرادت حل أزمة السودان إستصحاب جميع القوى السياسية بالداخل والخارج لأن الإقصاء لايؤدي لحلول دائمة.
عامل مؤثر
وأكدت كبيرة مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان نائلة حجار إن الحوار السوداني الشامل سيكون العامل المؤثر في صنع السلام.
وطالبت حجار خلال كلمتها في المؤتمر بإنهاء القتال وإيصال المساعدات، مؤكدة دعم الأمم المتحدة الكامل لكافة الجهود التي تصب في مصلحة إنهاء الحرب.
تحريك مياه
ويرى القيادي بحركة العدل والمساواة والكتلة الديمقراطية حسن إبراهيم أن مؤتمر القاهرة يمكن أن يكون بداية لتحريك المياه الراكدة في بركة الجفاء وتباعد المواقف بين القوى المناهضة للمليشيات المتمردة وبين قوى أخرى متماهية مع المليشيات بل أن بعضها تعبر عن المليشيا بشكل صريح سياسياً.
وقال إبراهيم لـ(الأحداث) إن المؤتمر سيحقق الكثير خاصة إذا أخذنا موقف الكتلة الديمقراطية والقوى الأخرى التي تتفق معها في المواقف والتي أعلنت موقفاً صريحاً صارماً حول جلوسها إلى تنسيقية (تقدم) قبل إدانتها للتمرد فضلاً أن الجلسة الافتتاحية لم يحدث حتى تبادل التحية بين التحالفين بالتالي هذا يعكس مدى تباعد المواقف، وأكد مع ذلك أن مثل هذه الجهود مهمة ومطلوبة والدور المصري مهم كذلك لوعي ومعرفة مصر تعقيدات المشهد السوداني بالتالي مصر قادرة أن تحدث اختراقاً على الأقل في الجولات اللاحقة.