تقارير

قتال المليشيا باللصوص ومدمني المخدرات.. تلاشي قوة التمرد.. (الأحداث) تستنطق خبراء عسكريين وقادة حركات

العدل والمساواة: المليشيا تستعين بمرضى ولصوص مستعدون لتلبية حاجات التمرد اللا أخلاقية

مدير مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية: الدعم السريع استعانت باللصوص وقطاع الطرق أمثال كيكل والبيشي

اللواء أمين إسماعيل: المليشيا في وضع غير طبيعي وهي غير مسيطرة فقط مسألة انتشار

التحالف السوداني: المليشيا تريد تحقيق مشروعها من خلال عديمي الضمير الإنساني

بعد هلاك عدد كبير من قوتها الصلبة على يد القوات المسلحة السودانية في المعارك المختلفة ظلت مليشيا الدعم السريع تمضي في مساعيها لتغذية صفوفها بالمرتزقة من الخارج والمساجين لخوض المعارك، فضلاً عن قيام المليشيا بتجنيد الأطفال إضافة للاستعانة باللصوص ومدمني المخدرات، (الأحداث) فتحت ونقبت في هذا الملف ودفعت بعدد من التساؤلات على طاولة خبراء عسكريين وقادة حركات مسلحة وخرجت بالحصيلة التالية.

الأحداث – آية إبراهيم

كشف الجيش السوداني عن استخدام مليشيا الدعم السريع للصوص ومرتادي السجون ومدمني المخدرات للقتال في صفوفها.
وقال قائد منطقة أم درمان العسكرية قائد سلاح المهندسين اللواء الركن ظافر عمر عبد القادر إن مليشيا الدعم السريع أصبحت تقاتل حالياً باللصوص ومدمني المخدرات ومرتادي السجون وغيرهم من المجرمين وليس لها هوية أو عنوان.
وأكد ظافر بحسب الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية على “فيس بوك” أن القوات المسلحة لها تاريخ وتأسست قبل قيام الدولة السودانية، وأضاف “القوات المسلحة مؤسسة بها تراتبية عسكرية ودفعات تلو الدفعات وتبادل للخبرات وتبادل للقيادة وكل برامجها مستمرة رغم الحرب ولن تتوقف”، وقال إن المليشيا الإرهابية تتبع أسرة دقلو ولا حظ لغيرها في تولي المناصب العليا والشركات.

تلبية حاجات
المتحدث الرسمي بإسم قوات حركة العدل والمساواة عضو الغرفة الإعلامية لقوات الكفاح المسلح العميد حامد حجر عزا استعانة المليشيا في القتال باللصوص ومدمني المخدرات إلى أن من يستعينون بهم مرضى ومستعدون لتلبية حاجات التمرد اللا أخلاقية بسهولة وتحت ضغط الإدمان والهلوسة.
وقال حجر لـ(الأحداث) : “اللصوص وأصحاب السوابق الذين أطلق سراحهم هم كذلك يفتقدون لروح المواطن السوي الذي يتعامل بوعي كعضو في المجتمع، وبالتالي استخدام هؤلاء في الجريمة ضد المواطنين إنما هو إنتهاك لحقوق هؤلاء وكذلك إنتهاك لحقوق الإنسان وتعتبر جريمة حرب وتعدي علي القانون الدولي الإنساني”.

قلة خبرة
الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الدعم السريع إضافة لإصرارهم على تدمير البنية التحتية للبلاد وغير ذلك دليل على استعانتها بعناصر لايمكنهم خوض عمليات القتال في ميادينه لقلة خبرتهم العسكرية.
وحذرت وزارة الخارجية من دخول السودان في مجاعة على خلفية تدمير مليشيا الدعم السريع للبنية التحتية، وتعطيل الموسم الزراعي في مشروع الجزيرة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، الثلاثاء، إن “المليشيا” تستمر تحت إشراف رعاتها الإقليميين، في مخططها الخبيث لإحداث مجاعة في البلاد، وذلك بالتعطيل المتعمد والممنهج للنشاط الزراعي في مناطق إنتاج الغذاء وترويع المزارعين، وتدمير البنيات الأساسية للقطاع الزراعي، ونهب الآليات الزراعية والتقاوي ومحاصيل الموسمين الشتوي والصيفي.
وقال البيان إن الهدف النهائي للمخطط هو إفراغ مناطق الإنتاج من أهلها واستبدالهم بـ”عناصر المليشيا ومرتزقتها الأجانب”.

معاناة نقص
بدوره يشير الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء أمين إسماعيل إلى أن مليشيا الدعم السريع تعاني من نقص كبير في القوة الضاربة البشرية بعد هلاك عدد كبير من قواتها الصلبة في المعارك التي خاضتها خلال العام الماضي.
وقال إسماعيل لـ(الأحداث) إن النقص تم إكماله بما يعرف بالفزع الذي يأتي من مناطق حواضن الدعم السريع ومن المرتزقة من خارج البلاد ومن المستنفرين محلياً في مناطق سيطرة الدعم السريع.
وأضاف: “هذه العناصر بدون تمحيص بالتالي تسربت أعداد كبيرة من الإصابات والمدمنين من الذين خرجوا من السجون وأصبحت عناصر هشه ليس لديها إرادة قتالية أو رغبة في العمل سواء جمع المال”، ولفت إلى أن الدوافع لاستخدام هؤلاء الحوجة لوجود قوات في مناطق سيطرة المليشيا وتوسيع دائرة العمليات والاشتباكات في مناطق عديدة ما جعلها أحياناً تفقد السيطرة على بعض المناطق سواء التواجد الإعلامي لتغطية النقص، وقال إن مثل هؤلاء يتم الدفع بهم في معارك خاسرة من أجل الكسب الإعلامي، وأكد أن مليشيا الدعم السريع الآن في وضع غير طبيعي من الناحية العسكرية وأنها غير مسيطرة هي فقط مسألة إنتشار لتحقيق كسب إعلامي وموقف تفاوضي إذا بدأ التفاوض في أي وقت من الأوقات.

تجنيد وفوضى
إلى ذلك قال شهود عيان بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور إن مليشيا الدعم السريع قامت بتجنيد أطفال دون سن 18 عام تتراوح أعدادهم بين 400 إلى 500 طفل.
وأشاروا إلى أن الأطفال تم جمعهم بمدرسة الشعبية بالجنينة ومن ثم نقلهم إلى داخلية البنات بحي المدارس بعد أن أثاروا الفوضى، وطالب أهالي المنطقة والي الولاية بنقلهم.

سمة مميزة
بدوره يقول الخبير العسكري الفاتح محجوب إن قوات الدعم السريع تمردت قيادتها على القيادة العامة للجيش والحكومة السودانية واستعانت في سبيل تنفيذ تمردها بالمرتزقة من كل حدب وصوب ثم استعانت بنزلاء السجون من اللصوص وقطاع الطرق أمثال كيكل والبيشي وشيريا وأمثالهم ومع استمرار الحرب لأكثر من عام لم تعد لتلك القوات المتمردة التي تقاتل بإسم الدعم السريع أي علاقة بقوات الدعم السريع المسجلة في كشوفات القوات النظامية.
وأشار محجوب لـ(الأحداث) إلى أن معظم الجنود الحاليين للدعم السريع إما لصوص أو مرتزقة أو كسابة أي لصوص قبليين وهو ما نتج عنه إنفلات كامل لقوات الدعم السريع عن أي قانون وبات النهب والقتل والاغتصاب هو السمة المميزة لقوات الدعم السريع ولذلك يهرب المواطنون من أي منطقة يسيطر عليها الدعامة تاركين خلفهم ممتلكاتهم خوفاً على أعراضهم وحياتهم متجهين إلى الولايات والمدن التي يسيطر عليها الجيش السوداني.
وقال “لهذا في أي اتفاق سياسي لإنهاء الحرب ستبرز مشكلة هؤلاء اللصوص وقطاع الطرق والمرتزقة وغالباً يتسببون في إعاقة فرص التوصل إلى تسوية سياسية سودانية تنهي الحرب”.

ضغط وحرمان
وفي الجزيرة أجبرت مليشيا الدعم السريع مئات الرجال وعشرات الأطفال على التجنيد في صفوفها قسراً بعد سيطرتها على الولاية العام الماضي وفقاً لتحقيق نشرته شبكة “سي إن إن” في وقت سابق.
وقالت الشبكة إن تحقيقها كشف أن الدعم السريع جند نحو 700 رجل و65 طفلاً قسراً لزيادة قواته في ولاية الجزيرة وحدها.
ونقلت عن شهود عيان قولهم إن القوات تستخدم الجوع سلاحاً، حيث تحرم من يرفضون الانضمام لصفوفها من الطعام والإمدادات الغذائية، وقالت سي إن إن إن تحقيقها اعتمد على شهادات أدلى بها نحو 30 شخصاً.

تجنيد مبكر
المتحدث الرسمي بإسم التحالف السوداني محمد السماني قال إن المليشيا جندت اللصوص ومدمني المخدرات منذ بداية تمردها بإطلاق سراح السجناء من سجن الهدى وإستقطاب عدد كبير منهم.
وبرر السماني لجوء المليشيا لذلك في حديثه لـ(الأحداث) إلى إنها ليست لديها مشروع لحكم الدولة السودانية إنما كان مشروعها تدمير الدولة السودانية والبنية التحتية وذلة المواطن السوداني وسياسة القهر التي مارستها المليشيا وحتى يتحقق ذلك لابد من وجود عناصر لا يتوفر فيها الضمير الذي يحاسب الإنسان أو الوازع الديني والأخلاقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى