تقارير

قبل وبعد مطاردتها في مجلس الأمن.. الإمارات قتلت استثماراتها بـ(دانات وصواريخ) الدعم السريع

الأحداث – أمير عبدالماجد

لاشك إن مايحدث الآن لدولة الإمارات في مجلس الأمن جديد عليها في سياق اعتدائها على عدد من الدول العربية التي تدخلت فيها ودعمت أطرافاً ضد أخرى لأهداف مختلفة وبلافتات مختلفة.. صحيح أن الإمارات منيت بفشل ذريع في قطر عندما خططت للإطاحة بالسلطة هناك لكنها نجحت في تقسيم دول مثل اليمن وليبيا على سبيل المثال.. ليبيا واليمن تعرضتا لتدخل إماراتي سافر انتهى بوجود سلطتين في كل دولة وجيشين في كل دولة.

تدخل أبوظبي

تدخلت الإمارات حالياً في السودان بالوجه نفسه وربما باللافتة نفسها التي تدخلت بها في ليبيا وهي محاربة الأخوان المسلمين دعمت هناك اللواء المتقاعد خليفة حفتر واستثمرت فيه للسيطرة على مناطق النفط ودعمت هنا حميدتي ومليشيا الدعم السريع للسيطرة على الذهب والثروات الأخرى ولإقامة ميناء أبوعمامة الذي سعت له الإمارات خلال الأربعة أعوام التي تلت سقوط نظام البشير بصورة وصفها البعض بـ(المتهافتة) ولولا أن من حكموا في تلك الفترة توجسوا من رد فعل أهل الشرق لكانت الإمارات موجودة الآن وميناء أبوعمامة يعمل ويمد المليشيا بالأسلحة والذخائر والمرتزقة وهي – أي الإمارات – لاشك أن ميناء أبوعمامة على رأس تفاهماتها مع الدعم السريع.

انهيار حليف عسكري

يقول د. أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان إن الإمارات خططت للدعم السريع وراهنت على نجاح مخططها المؤسس على خطاب محاربة الكيزان كما حدث في ليبيا ومن فرط ثقتها بأن مخطط حميدتي لاستلام السلطة ناجح، لم تضع حتى خطط بديلة لذلك أزعجتها التطورات وفاجأتها لأنها لم تضع السيناريو الحالي في حسبانها أن يتصدى لها الجيش وأن تنضم وحدات مقاتلة أخرى وتدخل معه مثل جهاز المخابرات وهيئة الأمن والعمليات المحلولة وحركات دارفور وغيرها وأن يتم استنفار الشعب وأن يعلن الجيش التعبئة العامة وأن يحصل الجيش على أسلحة نوعية من بعض الدول لذا سارعت بالتدخل لمنع انهيار حليفها العسكري في مسار واتجهت للضغط عبر حلفائها الغربيين للجلوس على طاولة المفاوضات حتى تبقي على حليفها في المشهد وتضمن بالتالي مصالحها الاقتصادية، وتابع (الإقتصاد هو مايحرك الحرب وهو دافعها هنا وهناك)، وأضاف (ميناء أبوعمامة على رأس أولويات الإمارات لأنه رأس الرمح في نقل ثروات البلد وفي إيجاد منفذ للإمارات وسط البحر الأحمر)، وقال (ليست لدي معلومات كثيرة عن تفاصيل هذا الميناء لكنه مهم للإمارات).

حوجة موانئ

المعلومات عن ما وصلت إليه الأمور موجودة في الشرق يقول عبدالقادر باكاش المتخصص في قضايا الشرق إن مصير مشروع الميناء الذي يقع شمال مدينة بورتسودان غامض، وأضاف (الميناء نفسه لازال مجرد مشروع لم توقع اتفاقات رسمية بشأنه كل ما أنجز عبارة عن دراسات ومذكرة تفاهم يمكن إلغائها بجرة قلم، لكن السؤال هنا هل يحتاج السودان إلى موانئ فعلاً على البحر الأحمر يقول باكاش إن السودان بحاجة ماسة إلى زيادة عدد الموانئ على البحر الأحمر ويمكن أن يتم ذلك عبر تمويل من الصين أو أي دولة لإقامة الميناء نفسه – يقصد ميناء أبوعمامة – وهو الرأي الذي اتفق معه د. أسامة حنفي الذي يرى أن السودان يجب ألا يتخلى عن ميناء أبوعمامة وأن يحول التمويل إما لتمويل ذاتي أو لتمويل عبر شركات عالمية أو بالاتفاق مع دول ليست لديها طموحات سياسية في السودان كما حدث في تجربة الإمارات، وأضاف (لا أعتقد أن الإمارات لديها الآن فرصة للاستثمار في السودان على المدى القصير والمتوسط لأن أسلحتها التي قتلت السودانيين قتلت مشروعاتها في السودان وقتلت مستقبل أي استثمارات قد تطرحها بل ومن الصعب عليها الآن أن تواصل حتى عمل مشروعاتها الزراعية في شمال السودان وفي قطاع المصارف وغيره من القطاعات لأنها ضربت بمجازفتها هذه كل مصالحها في السودان وأعتقد أن الخروج المتكرر لعضو مجلس السيادة ياسر العطا واتهامه للإمارات وما يحدث الآن في مجلس الأمن يؤكد أن الإمارات فقدت أراضيها في السودان ولم يعد مقبولاً لدى المواطن البسيط الذي حمل فرشاة وعلبة بوهية لتغطية اسم مدرسة في منطقة شعبية لأنها حملت اسم الإمارات لا اعتقد أن هذا المواطن سيقبل وجود الامارات بعد اليوم كمستثمر أو كمؤسسة استثمارية ناهيك عن وجودها في مشروع استراتيجي كميناء أبوعمامة، وتابع (ما الذي عطل إقامة الميناء كل هذه السنوات… لاشك أن عوائق كثيرة أخرى غير الحرب موجودة في ملف هذا المشروع).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى