في ذكرى شاعر البسطاء.. محمد طه القدال.. سيرة ومسيرة
الأحداث – ماجدة حسن
مرة أخرى في ذكرى رحيله نصب محبوه سرادق عزاء على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، الشاعر محمد طه القدال امتدت حياته من 12 ديسمبر 1951 – 4 أغسطس 2021م.
القدال شاعر سوداني معاصر اشتهر بكتابة الشعر الغنائي العامي، وتغنى بشعره كبار المغنيين السودانيين. بدأ القدال مسيرته الشعرية في نهاية ستينيات القرن العشرين، لكن نجمه سطع بقوة في بداية الثمانينات حيث برز كشاعر ثوري وجد شعره صدى كبيرا في الشارع السوداني في ذلك الوقت وكان أحد الملهمين لانتفاضة أبريل 1985 التي أطاحت بالرئيس جعفر النميري، كما كان أيضاً أحد الملهمين لثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الإنقاذ في أبريل 2019.
ووُلد القدال عام 1951، في قرية حليوة بولاية الجزيرة، ودرس الإدارة في جامعة الخرطوم، وعمل في بداية حياته بتلفزيون السودان القومي، ولمع نجمه في عقدي السبعينات والثمانينات وكان أحد أبرز شعراء الانتفاضة الشعبية، التي أسقطت حكم جعفر النميري عام 1985.
وعرف محمد طه القدال، الذي هجر دراسة الطب من أجل التفرغ للشعر، بمفرداته الخاصة المستمدة من البيئة الثقافية واللغوية التي نشأ فيها في منطقة “الجزيرة” وسط السودان، وصنفه الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي كواحد من أفضل الشعراء العرب، رحلة باذخة من البذل والعطاء والعمل العظيم، فقد انحاز الفقيد بصدق إلى قضايا الغلابة والمحرومين بأشعاره الخالدة التي شكَّلت وجدان السودانيين، ومواقفه الصلبة والراسخة تجاه القضايا الوطنية الكبرى، إذ لم يكن محمد طه القدال مجرد شاعر عبر التاريخ، فهو صاحب مشروع شعري وإنساني ووطني عظيم، غني بالمعاني والقيم الجميلة، وظل طوال حياته صادحاً بأغنيات الحب والخير والجمال، شادياً بأغنيات الحرية.
ولم يعرف عن الراحل انتماؤه لحزب معين، لكنه كان مناهضاً للدكتاتوريات وللحكم الشمولي في عهد النميري وعمر البشير، داعياً للحريات، مهموماً بوطنه وقضاياه، مترجماً ذلك في قصائد نشرت في دواوين وتغنى ببعضها مطربون اتصفوا بحمل الهمّ السياسي، أمثال الراحل مصطفى سيد أحمد وفرقة عقد الجلاد.
في ذلك الإطار كتب الفنان والإعلامي طارق جويلي عضو فرقة عقد الجلاد “كان سندا وعضدا منيعا وعزيزا وفيا
لعقد الجلاد منذ نشأتها في منتصف الثمانينات وأسهم اسهاماً كبيراً في تماسكها في مرات عديدة، وكانت علاقته بجميع أفرادها علاقة تفوق حد الوصف بأنها أسرية، وبقي هذا الود والسند حتى مفارقته الدنيا.