في ذكرى حرب السودان الأولى.. (الأحداث) تستنطق قيادات أحزاب سياسية
الشواني: نهدف من خلال الحوار السوداني السوداني لإحداث إصلاح شامل وتوافق عريض
فتح الرحمن فضيل: لابد من توحيد مركز الفعل السياسي الوطني والعسكري
كمال كرار: القوى السياسية السودانية في حالة تشظي
عمار السجاد: الجيش كسب اصطفافاً غير مسبوق من الشعب
في ذكرى مرور عام على الحرب في السودان أبدى قادة سياسيون أسفهم لما حدث من قتل وتشريد ودمار من قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة ومن يساندها من القوى السياسية الموالية.
وأكدوا في استطلاع أجرته (الأحداث) أن هدفهم إجراء حوار سوداني سوداني لإحداث إصلاح شامل وتوافق عريض يزيد من فرص الاستقرار السياسي ووضع القضايا التأسيسية للبلاد في مكانها المهم، ونوهوا إلى حالة التشظي التي تشهدها الساحة السياسية يقابل ذلك زيادة في التكتلات.
استطلاع – آية إبراهيم
حوجة وعي
يرى الأمين السياسي لحركة المستقبل للإصلاح والتنمية هشام الشواني أن الساحة السياسة ستتغير جذرياً وأن هناك بعث وطني كبير يجب أن يتطور فكرياً وعملياً لتغيير شروط السياسة وجعلها أكثر ارتباطاً بالأجندة الوطنية وأكثر أخلاقية، وقال “لا أقصد فقط من نصفهم بالعملاء ووكلاء الاستعمار في جبهة (تقدم) وهم كذلك بل أقصد كل المجال السياسي فهناك قوى داعمة للجيش لكنها أيضاً باحثة عن السلطة بشتى الطرق دون أن تحمل مشروع”.
وأوضح الشواني أن خططهم للمستقبل تتمثل في وجود موقف نحو السياسة ونحو الدولة، وقال “في مسألة الدولة نحن لا نرى أن الفترة الانتقالية هي فترة للتنافس السياسي على السلطة وبالتالي فإن خطتنا تنبني على دعم مؤسسات الدولة واستمرار فاعليتها بالكادر الوطني أما تجاه السياسة فإننا نهدف من خلال الحوار السوداني السوداني لإحداث إصلاح شامل وتوافق عريض يزيد من فرص الاستقرار السياسي ووضع القضايا التأسيسية للبلاد في مكانها المهم كأولوية تاريخية وشرط للمستقبل، وأضاف هذه قضايا كبيرة تحتاج وعي عالي وعمل كثير”.
قطيعة سياسية
بدوره تأسف رئيس حزب بناة المستقبل د.فتح الرحمن محمد الفضيل
لما حدث من قتل وتشريد ودمار من قبل المليشيا المتمردة ومن يساندها من القوى السياسية وما أسماه بالكفيل الذي يدير حربه في السودان.
وأشار الفضيل إلى أن ماحدث سيكون له انعكاسات كبيرة على الساحة السياسية التي كانت في الأصل منقسمة لكنها الآن أكثر انقساماً وتشتتا وأصبح جزء كبير منها موالياً للمليشيا بينما القوى السياسية الوطنية الأخرى التي تدعم الجيش بين محاصر بالداخل وبين نازح في مصر مما زاد من حالة القطيعة السياسية.
وقال إن الأحزاب السياسية في ظل الحرب يتضاءل دورها بشكل عام لأن لغة الحرب تمنع الفعل السياسي وتحوله إلى فعل هامشي إذ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة إلى جانب ذلك ضعف إرادة القيادة العسكرية سياسياً وهو مايعتبره أكبر التحديات، ويقول إن القيادة العسكرية لها جهد في الميدان لكنها بلا جناح سياسي وبلا رؤية سياسية.
ونوه رئيس حزب بناة المستقبل إلى أن هذه الصفحة لكي يطويها السودانيون لابد من توحيد مركز الفعل السياسي الوطني والعسكري وعدم الإلتفات أو الخوف من الخارج والحفاظ على ماتبقى من جبهة داخلية ثم تكون هناك حكومة حرب لها جهد دبلوماسي ملموس.
حالة تشظي
وحول دور الأحزاب السياسية في الأزمة يرى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار أن موقف الأحزاب السياسية والتكتلات كان متبايناً إزاء الحرب بعضها رفعت شعار لا للحرب مطالبة بوقف إطلاق النار واللجوء للحلول السياسية، والبعض الآخر وقف مع الاستقطاب الحربي مع وضد.
وقال “الساحة الآن تشهد المزيد من التكتلات السياسية بالداخل والضغط الخارجي من أجل وقف الحرب التي باتت تهدد دول الجوار والإقليم في ظل وضع مضطرب يشهده الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، بيد أن القوى السياسية السودانية في حالة تشظي، بالذات فيما يتعلق بأوضاع ما بعد إيقاف الحرب”، ولفت إلى أن الصراع الأساسي لا زال بين قوى الثورة، وأعدائها.
وأوضح كرار أنه بعد عام من الأزمة لا يلوح أي إنتصار مؤكد لطرف على الآخر، بل خسر الوطن والشعب الكثير واتسعت رقعة الحرب حتى صارت بالوكالة قياساً على تدخلات الأطراف الخارجية فيها.
قوة وتماسك
من جانبه يقول القيادي بحزب المؤتمر الشعبي عمار السجاد إن الحرب
أثبتت أن السودان “بلد عضمه قوي” وعصي على التفتت والتشرذم، ويرى أن الحرب كشفت كل عيوب السودان الاجتماعية والتخطيطية والسياسية، كما كشفت ضعف الأحزاب السياسية.
وأكد السجاد أن الحرب تمثل فرصة كبيرة لإعادة الهندسة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفرصة كبيرة لإطلاق النهضة الشاملة، وقال
“نحن في المؤتمر الشعبي في دورة الأمانة الجديدة نستصحب كل هذه المعطيات لتقديم وصفة جديدة لنهضة السودان”، ولفت إلى أن القوات المسلحة السودانية استطاعت كسب اصطفاف غير مسبوق من الشعب.
ودلل على حديثه بأن الجيش لم يصيبه ما أصاب اليمن والعراق وسوريا وليبيا من انقسام وتشتت، وقال “العكس تماماً فقد زادت لحمته قوة وتماسكت صفوفه لذا سوف يخرج الجيش السوداني من هذه الحرب ضمن القوائم الأوائل في جيوش العالم”.