ثقافة وفنون

في أسباب توقف الفرق والجماعات المسرحية السودانية

السر السيد

 

فى المقالة السابقة حاولت أن أتعرض لدواعي التأسيس لبعض الفرق والجماعات بتركيز على ولاية الخرطوم،  وكنت مشغولاً بالقوانين العامة التي حكمت هذه الدواعي وليس بالفرق والجماعات نفسها كما فهم البعض.

في هذه المقالة سأحاول رصد بعض أسباب التوقف والتي أرى أن من بينها:

1- ما يمكن أن أسميه بضعف “الوعي الإداري” والذي يتمثل في أن معظمها كان يعلي من شأن “البعد الإبداعي” ويهمل أو يغض الطرف عن البعد الإداري، ولعل من علامات هذا الإهمال أن معظمها لم يكن مسجلاً رسمياً فبالتالي لم تكن معنية بعقد جمعيتها العمومية أو أن يكون لها حساباً بنكياً، وهو ما يفقدها الكثير من الفرص في التمويل والدعم من الدولة أو من المنظمات  المدنية النظيرة وفي تمثيل الدولة في الفعاليات المسرحية خارج السودان.

2.متصلاً بالسبب السابق     يأتي الغياب التام لرعاية الدولة من حيث تهيئة المناخ الملائم لاستمرارها وتطورها والمتمثل في التمويل والتدريب والحريات والمتابعة.

3- المد والجزر /الاستمرار والانقطاع للنشاط المسرحي، فتوقف المواسم المسرحية التي كانت تقيمها الدولة أو تعثرها ثم التكلفة الباهظة للإنتاج الخاص إضافة للتراجع المشهود لجمهور المسرح خاصة في العشرين سنة الأخيرة من نظام الإنقاذ، كل هذا وغيره يجعل هذه الفرق عاطلة عن العمل مما يؤدي في الأخير إلى توقفها بل موتها في أحيان كثيرة.

4- الطموح الجامح لبعض الأفراد في الفرقة أو الجماعة خاصة ممن جاءتهم النجومية تجرجر أذيالها فهؤلاء ودون سابق إنذار يتمردون على فرقهم وجماعاتهم ويبحثون عن مجدهم الشخصي، والمثال المناسب هنا “فرقة الأصدقاء المسرحية” و”جماعة المسرح التجريبي” فنجوم هذين النموذجين حاضرون وبقوة في سوق الدراما على ضعفه بينما فرقتيهما تدخلان في الغياب.

5- هيمنة نوع من (الأصولية المسرحية) إذا جاز التعبير،  مما قاد إلى ما يشبه التشدد في التعاطي مع بعض الجهات والمؤسسات كمؤسسات الإعلام والمسرح الرسمية بل ومن بعض المسرحيين وبعض المهرجانات المسرحية المحلية، بل في بعض الأحيان وصل الأمر إلى الموقف حتى من بعض أنواع العروض المسرحية ذاتها كما عند الفرق والجماعات التي تصنف نفسها “طليعية” أو “تجريبية” فقد كانت تصر على المحافظة على هذا الخط وتستهجن التعاطي مع الأشكال المسرحية الأخرى كالعروض الجماهيرية الربحية على سبيل المثال.

6- التغيير الذي قد يطرأ على ظروف النشأة للفرقة أو الجماعة المعينة في المكان أو الأهداف أو العضوية خاصة أصحاب التأثير الأكبر منهم.

بالطبع قد تكون هناك أسباب أخرى.

في المقالة القادمة سأتوقف عند أسماء الفرق وعند ما قدمته من إضافات للتجربة المسرحية السودانية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى