رأي

عبور الكباري

راشد عبد الرحيم

من أصعب المعارك العسكرية ان يعبر المشاة جسرا سيرا علي الأقدام و يتقدموا بعد إزالة القوة التي تحرس المخرج و هي قوة مسلحة بالمدرعات و الأسلحة الثقيلة .
المهاجمون في هذا الحالة يسيرون رأسيا و في مساحة محدودة و لا يمكنهم التحرك افقيا .
لم يعبر جنودنا جسرا واحدا بل ثلاث .
و توغلوا في صفوف العدو الذي إعتاد ان يتلقي الهجمات من السماء عبر الطيران و المسيرات .
عملية عبور الكباري كانت جزءا من خطة تم إعدادها و تنفيذها بدقة و في كل ساحات المعارك .
شاركت في التحضير المدفعية و المسيرات و الطيران .
إنها عملية خطيرة نفذتها القوات بشجاعة لا مثيل لها .
و هي اول عملية برية لقوات المشاة .
لم تكن ملحمة الكباري محدودة بل شملت تحركا واسعا في كل محاور القتال في كل الخرطوم في وسط السودان في الجزيرة و في الفاو و في النيل الازرق .
سبقت عمليات الخميس إنتصارات كبيرة ممهدة تم فيها قتل العديد من القادة و تشتيت كتل العدو و تدمير اسلحته الثقيلة .
منذ ان إندلعت الحرب كان التخطيط و العمل المرتب و المنسجم هو الأساس .
بدات المعارك بإلتزام الدفاع عن المواقع و الحفاظ علي القوة البشرية و العتاد .
كان الإلتزام هو الأساس لم تسارع قوة بهجوم مهما كان الإغراء و لم تتاخر وحدة عن تحرك و هجوم متي ما تعين عليها ذلك .
حق لنا ان نفخر بجيشنا و ان نطمئن إلي ان النصر التام و الشامل قادم و قريبا بإذن الله .
سيعود السودان بعد الحرب شامخا بقواته المسلحة القوية و القادرة و الواعية و بشعبه الابي المتماسك و الداعم لجيشه ودولته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى