اقتصاد
طباعة عملة سودانية.. الاصطدام بالعقبات
تقرير – رحاب عبدالله
تباينت ردود أفعال الاقتصاديين حول حديث محافظ بنك السودان المركزي برعي الصديق مؤخرا بشأن ترتيبات لتغيير العملة، وتأكيده بأنها عملية معقدة جدا وتحتاج إلى موارد مالية ضخمة، فيما يتم توجيه الموارد حاليا للمجهود الحربي.
أسرار عسكرية
وانتقد الخبير المصرفي وليد دليل اعلان محافظ البنك المركزي عن تغيير العملة، وقال يجب أن يكون تغيير العملة من الأسرار العسكرية خاصة في ظل الظروف الراهنة.
ارتفاع التكلفة
في وقت استهجن فيه الخبير المصرفي أيمن أحمد محمد حديث المحافظ، وبرر استهجانه خلال مداخلة في قروب “منتدى السودان الاقتصادي” على تطبيق “واتساب” لأن المحافظ في أخر لقاء نفى تغيير العملة، وعزا ذلك بقوله لأنها مكلفة وأن الأموال التي سُرقت تم تبييضها، وأردف”الان يقول سنغيرها لكن بعد ان نوفر الموارد” .
وأشار أيمن إلى أن المحافظ ربط ذلك ببدء عمل المحفظة نهاية الأسبوع وهو خبر يتوقع معه أن يهبط سعر الدولار في السوق وقد يستمر ذلك وصولا للسعر المستهدف وهو 1200 جنيه.
ورجح أيمن أن يكون المحافظ خانه التعبير ، وتابع “ولكن الأرجح عندي التصريح مقصود للتأثير على سعر الدولار”.
قضية اقتصادية خطيرة
بينما أكد الخبير الاقتصادي د.عثمان البدري أن تغيير العملة من القضايا الاقتصادية الكلية الخطيرة جدا، مؤكدا أنها ليست قضية مالية فقط، وشدد البدري على ضرورة دراستها دراسة شاملة تامة، وأمن على حديث وليد دليل بان القرار في حالة مثل الوضع الحالي في البلاد يجب أن يكون من أسرار أمن الدولة العليا، وأن يتم التعامل معه فى اتخاذه وإعلانه وانفاذه بهذه الصفة.
300 مليون دولار تكلفة الطباعة
من ناحيته قال الخبير الاقتصادي عمر مضوي إن محافظ البنك المركزي يفكر خارج الواقع، وأضاف في مداخلة بقروب “تجمع أصحاب العمل” على تطبيق “واتساب” أن تغيير العملة يحتاج إلى ما لايقل عن ثلاثمائة مليون دولار تقريبا، وانتقد عدم الاستجابة لنداءات الخبراء الاقتصاديين بإلغاء الفئات الكبيرة (500 و 1000) جنيه بعد تعرض البنوك للسرقات من قبل مليشيا الدعم السريع ، بغرض تقليل الضرر.
تحذيرات من ارتفاع الدولار
في وقت حذر فيه رئيس تجمع اصحاب العمل السوداني معاوية أبايزيد من مردود سلبي لتداول خبر تغيير العملة، مبينا أن تغيير العملة يجب أن يكون سريا لأن الاعلان عنه سيرفع سعر الدولار بعد أن يحاول كل من يملك عملة سودانية تبديلها بالدولار، وأبدى تخوفه من احتمالات ارتفاع معدل التضخم بشكل قياسي ان تمت الطباعة، وبالتالي رأى أن النتيجة المباشرة هي زيادة الأسعار، وهو أمر يؤثر على المواطنين بشكل متفاوت.
منهوبات البنوك
يذكر أن 121 فرعا من البنوك والصرافات بالخرطوم تعرضت للنهب الكامل من مليشيا الدعم السريع وتدمير مبانيها ونهب المعدات والأثاث، وعدد من السيارات ووسائل العمل المختلفة.
وشهدت ولايات السودان شح كبير في السيولة الأمر الذي بموجبه دعا البعض لطباعة الأوراق النقدية.