رغم فظائع المليشيا… الاتحاد الأوروبي.. الكيل بمكيالين
الأحداث – آية إبراهيم
يُصر الاتحاد الأوروبي على المساواة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع منذ تمردها على الجيش في أبريل من العام الماضي على الرغم من الانتهاكات الواضحة والفظائع المروعة التي ترتكبها المليشيا في مناطق سيطرتها خلافاً عن الجيش الذي ظلت مناطق سيطرته محل أمن وأمان للمواطن السوداني، ووضح ذلك جلياً بعد عودة عدد من الأسر إلى مدينة أم درمان بعد الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة السودانية ودحر التمرد في عدد من المناطق.
رفض مساواة
الاتحاد الأوروبي اتهم في بيان أخير له الاسبوع الماضي القوات المسلحة السودانية بالقصف العشوائي لمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وهو ما رفضته الخارجية السودانية، وعدته مساواة بين الجيش والمليشيا.
وقالت الخارجية في بيانها إن الاتحاد الأوروبي عجز عن تسمية من يهاجم مدينة الفاشر ويستهدف المدنيين ومعسكرات النازحين، وأن «المليشيا» نفسها أعلنت مراراً عن خططها لمهاجمة المدينة ومنع وصول المساعدات الإنسانية، ونفذت ذلك دون أن يقابل هذا بما يستحق من إدانة من الاتحاد الأوروبي.
أدوات سياسة
ويقول الباحث في العلوم الاستراتيجية والعلاقات الدولية د.حسن شايب دنقس إن مساواة الاتحاد الأوروبي للقوات المسلحة السودانية مع مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة ليس بغريب بسبب انقسام العالم لمعسكرين الشرقي والغربي، المعسكر الشرقي بقيادة روسيا
ويضم كل الدول التي ترفض التبعية والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ويضم الاتحاد الأوروبي والدول الحليفة له.
ويرى دنقس في حديث لـ(الأحداث) أن الاتحاد الأوروبي أحد أدوات السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في ظل نظام الهيمنة العالمية الذي سيطرت عليه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وقال إن رفض الخارجية السودانية للبيان طبيعي لأنه يمس السيادة الوطنية والقانون الدولي ينادي باحترام سيادة الدول إلا أنها سياسة الكيل بمكيالين من دول الغرب لذلك لابد من تبني سياسة خارجية للدولة السودانية تُجرّم مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة وتعريها أمام المجتمع الدولي وذلك بتقديم وثائق وملفات التطهير العرقي الذي مارسته في دارفور والتهجير القسري بالإضافة للانتهاكات التي تتنافى مع حقوق الإنسان من جرائم الاغتصاب والنهب والسرقة التي طالت حتى مقرات المنظمات الدولية العاملة في السودان.
مصالح تجارية
الخارجية السودانية تأسفت على عدم مطالبة الاتحاد الأوروبي للمليشيا بالكف عن عدوانها على الفاشر، وقالت بدلاً من ذلك يُشرك الاتحاد الأوروبي القوات المسلحة التي تدافع عن المدينة وأهلها في الإدانة، وأشارت إلى أن المصالح التجارية التي تربط بعض دول الاتحاد الأوروبي بـ«رعاة المليشيا» تلجمه عن إدانتها والضغط عليها للتوقف عن إشعال نار الحرب في السودان.
دور سلبي
بدوره يرى الأمين السياسي لحركة المستقبل للإصلاح والتنمية هشام الشواني أن الأطراف الأوروبية دورها سلبي منذ فترة طويلة وبطريقة مباشرة تسببت في الحرب من خلال دور المجموعة الرباعية ومن خلال مشروع البعثة الأممية الذي كان مشروعاً أوروبياً بامتياز بعد نشوب الحرب استمرت في عدائها للدولة السودانية من خلال تبني سردية طرفي النزاع في مساواة بين مؤسسة الدولة الجيش الوطني وبين مليشيا.
وقال الشواني لـ(الأحداث): دوافع ومصالح كثيرة وراء الموقف الأوروبي وذاكرة استعمارية متجددة نحو السودان ولا ننسى أن هناك دعم أوروبي قديم لمليشيا الدعم السريع فيما عرف بعملية الخرطوم (Khartoum process) التي صممت لمنع الهجرة غير الشرعية وقد انطلقت الرؤية الغربية بأن دعم مليشيا الدعم السريع سيساهم في وقف الهجرة خصوصاً وأن النظام الإماراتي تربطه صلات قوية بالبريطانيين والأوروبيين، وأضاف “الاتحاد الأوروبي بموقفه هذا هو جزء من الأزمة وليس جزء من الحل ويمكنني أن أقول بثقة هم طرف معادي للسودان بشكل عميق”.
عقوبات مماثلة
وتُعيب الخارجية السودانية على الاتحاد الأوروبي عدم وقوفه الموقف الأخلاقي الصحيح الذي يمكنه من المساهمة في وقف الحرب وتقديم المواعظ للآخرين حول القيم الإنسانية والقانون الدولي الانساني. وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 3 كيانات تابعة للجيش السوداني، من بينها شركة «زادنا» التي تعد كبرى الشركات ذات الصلة الوثيقة بالمؤسسة العسكرية وساوتها في الخطوة بعقوبات مماثلة على مليشيا الدعم السريع شملت شركة (الجنيد) التي تعمل في استخراج وتعدين الذهب وتساهم في الحصول على الأموال لاستمرار الحرب.