رسائل العطا.. التأكيد على تماسك قادة الجيش..(الأحداث) تستنطق خبراء وقادة حركات مسلحة
تحرير السودان “المجلس القيادي”: أماني المتمردين وأعوانهم وقوع خلافات داخل الجيش
خبير إستراتيجي: المليشيا فشلت في الإستيلاء على السلطة وتعمل لإحداث شرخ في المؤسسة العسكرية
العدل والمساواة: تأكيدات العطا ضرورية لإسكات الأصوات المعزولة التي تحاول إطلاق إشاعات حول وحدة قيادة الجيش
إستضاف تلفزيون السودان ، السبت، عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ركن ياسر العطا الذي أجاب خلال الحوار على عدد من الإستفهامات بكل شفافية ووضوح، وأرسل عدد من الرسائل خصوصاً فيما يلي العلاقة التي تربط قيادة الجيش وتأكيده على عدم وجود أي خلاف بينه وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أو نائبه الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ووحدة قرار القيادة في القضاء المليشيا، (الأحداث) طرحت تساؤلات على خبراء عسكريين وقادة حركات مسلحة حول ما أدلى به العطا ودلالاته في المساحة التالية.
الأحداث – آية إبراهيم
وضع النقاط
الحديث الذي أدلى به مساعد قائد الجيش الفريق أول ركن ياسر العطا وتأكيده على عدم وجود خلافات بينه والبرهان وكباشي وضع النقاط على الحروف في ظل الأحاديث التي تتجدد من حين لآخر حول وجود خلافات داخل قيادة الجيش خصوصاً فيما يتعلق بإدارة المعارك والعمليات العسكرية إضافة للمسار السلمي والمفاوضات مع مليشيا الدعم السريع.
بدء حديث
وبدأ الحديث عن خلاف بين العطا وكباشي حينما دافع الأول عن المقاومة الشعبية، وشدد على أنه “لا يوجد ما يمنع إنخراط أعضاء حزب الرئيس السابق عمر البشير في العمليات العسكرية دعماً للجيش وقال العطا إن “وجود عناصر النظام السابق ضمن صفوف المقاومة الشعبية، مثل وجود باقي عناصر التنظيمات السياسية الأخرى”، ما فسره البعض بأنه رد على كباشي الذي حذر من سيطرة سياسيين على معسكرات المقاومة الشعبية بعد إنتقادات وجهها كباشي، إلى المقاومة الشعبية حينها، مشيراً إلى أنها “يمكن أن تتحول إلى أكبر خطر على السودان، إذا لم يصدر قانون ينظم عملها، ويضبط توزيع السلاح على المتطوعين.
أماني متمردين
يقول مساعد الرئيس للشؤون السياسة لحركة جيش تحرير السودان (المجلس القيادي) أسامة مختار عمر مختوم أن أماني المتمردين وأعوانهم ، وقوع خلافات وإنقسامات في قيادة القوات المسلحة، وأضاف فعلياً لن تكن هنالك مشكلة تستدعي الخلاف بين قادة القوات المسلحة فالجيش واضح ومهماته واختصاصاته بينة بيان الليل من النهار والمرحلة المهمة الموكلة للقوات المسلحة في الوقت الحالي أهم وأسمى من أي خلاف إن وقع هذه الجزئية يعلمها جميع ضباط وضباط صف القوات المسلحة والمواطنين المؤمنين بوطن خالي من المليشيا والمرتزقة.
وقال مختوم لـ (الأحداث) : “يهيأ لعملاء السفارات من بعيد أن هنالك خلاف في القوات المسلحة بين قادة الجيش والحقيقة أن الرئيس البرهان وشمس الدين الكباشي وياسر العطا إتضح أنهم من أمهر القادة العسكريين حالياً نتيجة لصمودهم وبسالتهم وثباتهم ومواجهتهم لغزو العالم على السودان ومن جميع المحاور ونجاحهم في توحيد السودانيين في صفوف المقاومة وإدارة الدولة في أصعب الظروف”، وتابع “لهذا تأتي الشائعات من زوايا ومواقع الخذلان لكن هذه أضغاث أحلام، هذه السفينة ستبحر بقوة وسيُحرر الوطن شبر شبر بعزيمة وتماسك السودانيين من كل أركان البلاد وبمختلف إثنياتهم وأعراقهم وأديانهم”، وزاد “جميعنا متفقين على إنهاء التمرد وحسم الجنجويد”.
إنتصارات متتالية
الرسائل التي أرسلها عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ركن ياسر العطا في حواره بتلفزيون السودان وتأكيده على تماسك القوات المسلحة السودانية تجئ بالتزامن مع تحقيق الجيش لإنتصارات متتالية في مختلف مواقع القتال ضد مليشيا الدعم السريع حيث تمكن أبطال الجيش مطلع هذا الإسبوع من صد أكبر هجوم بري شنته مليشيا الدعم السريع على الفاشر والقضاء على القوة المهاجمة ومقتل قائد المتحرك “المقدم خلا” موسى حمدون كما نجحت الفرقة الرابعة مشاة في صد هجوم آخر للمليشيا على منطقة “قلي” بمحلية التضامن بولاية النيل الأزرق وغيرها من الإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة خلال الفترة الماضية ولازالت تمضي في تحقيقها.
رأي موجه
مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والإستراتيجية د. حسن شايب دنقس قال إن أحد أهم أهداف مليشيا الدعم السريع في الحرب الدائرة الآن بعد فشلها في الإستيلاء على السلطة هي إحداث شرخ في المؤسسة العسكرية من خلال الوسائط الإعلامية المختلفة وتشكيل رأي عام موجه.
وأشار دنقس لـ(الأحداث) إلى أن حديث مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا بنفيه وجود خلافات في هرم الجيش صحيح والدلالة على ذلك تماسك كل وحداته وفرقه العسكرية، وقال إلا أن ذلك يدل على خلل في الرؤية الإستراتيجية الإعلامية لإدارة الحرب فهرم المؤسسة العسكرية الآن مهمته توفير الإحتياجات ووضع الخطط والسياسات لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية التي تحدق بالبلاد وأن الإعلام العسكري والوطني من ضمن مهامه إبراز التماسك العسكري ودحض الشائعات عنه ومكافحة التضليل الإعلامي من قِبل الأعداء فهذه تعتبر من أوجب الواجبات في هذه المرحلة.
معاني وطنية
التأكيد على تماسك ووحدة قيادات الجيش يتزامن كذلك مع إحتفالاته بالذكرى السبعون لتأسيسه تحت شعار “شعب وجيش فداك ياوطن ” الذي يصادف الرابع عشر من أغسطس الجاري.
ونقلت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية على “الفيسبوك “:عيد الجيش ..ذلك اليوم الخالد الذي تحتشد فيه معاني الوطنية وقيم التضحية والفداء في لحظة كونية وذكرى أبدية تضافر فيها تاريخ البطولات والملاحم وبأس وقدرة الإنسان السوداني الذي تسكنه روح النخوة والشموخ والإعتزاز بالذات.
وأضافت: “ذلك الميلاد الذي إرتبط بأول قوة عسكرية برزت إلي حيز الوجود في عشرينيات القرن الماضي وبانت قسماتها الواضحة كجيش وطني حديث في الرابع عشر من أغسطس للعام أربعة وخمسون وتسعمائة وألف (14 أغسطس 1954م) .. بإستلام أول قائد سوداني لقوة دفاع السودان الفريق أحمد محمد .. لتبدأ مسيرة من العطاء كان مهرها الدماء والمهج والأرواح”.
وتابعت “إن ذلكم التأريخ ظل ملهماً لهذا الجيش الأبي عبر الحقب وشادت عبره القوات المسلحة السودانية لهذا الوطن حصناً منيعاً صبت عليه من قطر عزم الرجال صبراً وبسالة يحتضنها شعبها الجسور الصابر المحتسب الذي ما تأخر عنها في موقف نصرة ولا تخلف عنها في مواكب الفداء ظل يرفدها بفلذات الأكباد في مسيرة متصلة رغم الحرب والملمات جيلاً يخلف جيل رجالاً يكتبون الملاحم بالعزمات يرفعون التمام من الميدان إلى الميدان ما لانوا ولا انكسروا ولا انشقت نفوسهم قط”.
وزدات “بنادق وبيارق تملاء مساحات الديار .. واليوم في معركة الكرامة يتجدد ذات العهد فينبثق الشعار مشعاً يملاء الآفاق شعب وجيش فداك ياوطن ومن بين ثنايا الشعار المرسوم تبرز دلالات الألوان التي تشكل ملامح علم الوطن الذي يلتف حوله شعب السودان وقواته المسلحة ليخفق عالياً بتماسكهم في سوح الفداء ويبرق لون الكاكي الأخضر متوسطاً سبعون عاماً من المجد والفداء”.
تبادل أدوار
مواقف ياسر العطا التي وضعها البعض في إطار الخلافات بينه والبرهان وكباشي لاتبدو مختلفة إذ أنها تجئ في إطار تبادل الأدوار
بين قيادات الجيش ، خاصة وأنها تتسق مع التعبئة والتحشيد لكسب قوات مساندة للجيش لتحقيق الانتصار ضد مليشيا الدعم السريع كما أنها لا تنفصل عن توجهات القائد العام للجيش البرهان ونائبه الكباشي.
ويقول القيادي بحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم فضل إن تأكيد ياسر العطا عدم وجود خلافات بين قيادة الجيش هو رد للمحاولات البائسة التي يحاول أبواق المليشيا وقوى تقدم تصورها بأن هنالك خلافات بين قيادة الجيش وتوهمهم بذلك ومحاولة للتأثير على الرأي العام الذي توحد حول معركة الكرامة لقناعتهم بأن المليشيا ومن يدعمها من القوى السياسية هم الخطر الحقيقي على وحدة تراب الوطن والمهدد الرئيسي للمواطن باعتبار أن المليشيا لا تستهدف إلا المواطنين سواء كان بالقصف أو بنهب وسلب ممتلكاتهم واحتلال منازلهم.
وقال فضل لـ (الأحداث) إن تأكيدات العطا ضرورية لإسكات الأصوات المعزولة التي تحاول إطلاق إشاعات حول وحدة قيادة الجيش لصنع نصراً متوهماً وهو بعيد المنال.