تقارير

حكايات الدعامة في الخرطوم.. قصة البيت السفينة

تقرير – الأحداث
كثير من القصص تروى هنا عن فترة وجود مليشيا الدعم السريع في الخرطوم تفضح طريقة تفكيرهم التي لا تنتمي إلى منظومة القيم السودانية ولا تهتم لا بدين ولا عادات أو تقاليد، ومن بين قصصهم في الخرطوم مارواه أحد الأصدقاء عن والده الذي تعرض هو وبعض سكان الحي وسط أم درمان إلى تعذيب مستمر ابان وجود الدعامة في الحي.

وقال جاء أحدهم إلى منزل يجاورنا خرج أهله بداية الحرب واتجهوا إلى مصر وظل الخفير موجوداً ..جاء الدعامة إلى المنزل لسرقة السيارة ففتح لهم الخفير الباب ودخلوا، حاولوا تشغيل السيارة وهي من الموديلات الحديثة فاستعصت عليهم.. ضربوا الخفير وطالبوه بالمفتاح لكنه اخبرهم أنه مجرد خفير ولا يملك مفاتيح السيارة .. المهم ذهبوا واخبروه انهم سيعودون صباح اليوم التالي لرفعها بالونش.. اتصل الخفير بصاحب المنزل الذي أرسل أبناء اخته واستطاعوا في ليلهم الخروج بالسيارة من المنطقة ودخول منطقة كرري التي يسيطر عليها الجيش وكرري ليست بعيدة من الحي الذي يقيمون فيه… في الصباح جاء الدعامة ولم يجدوا السيارة فتهيجوا … ضرب أحدهم رصاص كثيف واعتدى على الخفير الذي ادعى أن من خرجوا بالسيارة اشخاص لايعرفهم هددوه وقادوها … ظل احدهم يبكي ويطلق الرصاص فيى الهواء وهو يصرخ لقد سرقوا سيارتي .. سرقوا سيارتي … ورفاقه يهدئونه ويؤكدون له أنه سيحصل على سيارة أفضل منها … بعدها اقتادوا عدد من السكان والخفير إلى منزل يعرفه أهل حي الملازمين يسمى بـ (السفينة) تروى عنه حكاية صعبة ويتهم بان الجن يسكن هناك .. وهو منزل هجره أهله بسبب وجود الجن عندما دخل الدعامة إلى هناك حولوه إلى مكتب شرطة … تم نقل المتهمين إلى هناك بتهمة سرقة السيارة .. ضربوهم وقرروا احتجازهم بالمبني حتى يعترفوا ويقروا بمن سرق السيارة … احدهم قال للقائد المسؤول هناك ياجماعة لو عايزين تسجنونا اسجنونا في مكان تاني البيت ده مسكون انتو قاعدين كيف؟ ناس بسم الله ديل ماجوكم؟ الدعامة نططو عيونهم.. القائد قال له “انا سمعت روايات عن البيت ده لكن نحنا كدعامة أقوى من الجن.. الله أكبر.. هو يا زول نحنا الجن ذاتو بخاف مننا.. مافي حاجة بكون هرب لما شافنا الله اكبر… القائد قال الكلام ده وكبر وهو بتلفت لي روحو.. المهم الراجل عارف القصة دي مابحلوها كده قال ليهم انتو فعلا الجن بخاف منكم.. دعامة وكده.. لكن نحنا عارفنا مواطنين مابخاف مننا لذلك ممكن يقتلنا ويعملكم قتلتونا الجن ده مامضمون وانتو ناس باين عليكم اولاد ناس الجن ده ماعندو اخلاق زيكم … القائد قال ليهم ديل ناس خوافين ساي فكوهم … وتم الإفراج عنهم”.

بص الأقباط :

أيام تهديد كرري ودخول الدعامة إلى معظم الخرطوم خرج الناس بالبصات التي كانت تحضر إلى مكان تجمعهم وتنقلهم إلى شمال السودان ثم ينتقل بعضهم إلى مصر.. وقتذاك كان الأخوة الاقباط قد استقلوا بص سياحي لمغادرة الخرطوم عندما اوقفهم الدعامة … صعد أحدهم إلى البص وسألهم “إنتو منو كمان؟ قالوا ليهو نحنا أقباط … شنو ضباط انزلوا وعمر كلاشوا … قالوا ليهو نحنا ما ضباط نحنا اقباط يعني مسيحيين يعني الجماعة بتاعين الكنائس العندهم صليب … قال ليهم طيب ما تقولوا من أول .. انتو كفار يعني”.

أسرة عائلية :
في ارتكازات الدعامة كل شيء ممكن وطييعي .. أسرة كانت تسعى للخروج ومغادرة الخرطوم أوقفها ارتكاز دعامة ومع ما يصلهم عن اختطاف الفتيات واغتصابهن كانت الشفشفة هي الحل السهل .. اوقف الدعامي حافلتهم وبدأ يدور حولها في حين صوب رفاقهم الأسلحة نحو الركاب … وصل قائدهم واتجه مباشرة إليهم وبدأ يتفرس وجوههم وسط حالة رعب وصمت قاتل … فجأة سألهم “إنتو أسرة ولا عائلة … كلهم هزو رؤوسهم … يعني نحنا القلتوا ده… مافي زول طبعا ممكن يقول ليهو الاتنين ديل معناهن واحد… ممكن عادي يضربك رصاص … المهم هزو رؤوسهم وسكتوا .. قال للمعاهو خلهوهم يمشو ديل الظاهر عليهم عائلة”.

وصفة مجربة :

في إحدى ارتكازات الدعامة أوقف الأشوز الحافلة وكانت ممتلئة عن اخرها ومتجهة من الخرطوم بحري إلى مستقر لها في شندي .. سالهم الاشوز “وين ماشين؟ قالوا ليهو عندنا ناس عيانين ماشين نعالجهم في شندي … قال ليهم انزلوا الرجال يقيفوا براهم والعوين براهم.. نزلوا من الحافلة في عمك راجل كبير بدل يمشي يقيف مع الرجال وقف مع العوين … الأشوز قال ليهو انت ياحاج ما بتسمع ولا شنو قلنا الرجال براهم والعوين براهم .. قال ليهو ياولدي هي البلد دي فيها رجال غيركم … الأشوز اتبسط منه نادى رفاقه قال ليهو ياحاج قول لهم كلامك… عمك قال ليهو ياولدي البلد دي مافيها رجال غيركم … الأشوز عاين للركاب قال ليهم اركبوا توصلوا بالسلامة … عمك بعد الحافلة اتحركت قال للركاب الوصفة دي مجربة ماحصل استعملتها الأشاوز ديل وقفوني”.

شر الطريق:

في ارتكاز توقفت حافلة ركاب تقل عدد كبير ممن يسعون لمغادرة المنطقة التي سيطر عليها الدعامة … أوقفهم عناصر المليشيا وطلبوا منهم النزول … “نزلوا وقاموا بشفشفتهم لدرجة واحد فيهم عندو ضفارة شالوها … خلوهم بي ملابسهم فقط … بعدها طلبوا منهم الصعود للحافلة والمغادرة … اشوز حاول يتظارف قال ليهم ربنا يوصلكم بالسلامة ويكفيكم شر الطريق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى