تقارير

حرب السودان.. عندما يتحول الانسان إلى مجرد سلعة

تقرير – الأحداث

مع تطاول الحرب واتساع رقعتها وتمددها ومع اتساع رقعة الفظائع التي ظلت ترتكبها قوات المليشيا التي نهبت كل شيء من بيوت السودانيين.. سياراتهم واثاثاتهم وحتى بلاط المنازل والأسقف وسلوك الكهرباء وصولا إلى الانسان نفسه الذي أصبح هدفاً للبيع ودفع الفدية فالمليشيا اختطفت آلاف الفتيات من بيوتهن في أم درمان وبحري والخرطوم والجزيرة والفاشر وحولتهن إلى مورد مالي ببيعهن في أسواق خصصت لهن في سرف عمرة ومليط وزالنجي والجنينة وخور جهنم وغيره ووصلت الان الى التجارة في الشباب والرجال خصوصاً من يعرفون أن أسرته تملك المال ومن يعمل في التجارة وهو أمر تمدد من المليشيا ليشمل الشفشافة الذين عملوا معها خلال فترات وجودها في المدن وغادرت وتركتهم هؤلاء ايضاً بالاضافة الى كونهم عيون لها عملوا ولا زالوا على أهدافها وطرقها في جمع المال عن طريق الاختطاف ثم المطالبة بفدية وهي طريقة معروفة انتهجتها المليشيا ولا زالت إذ سجل الاسبوع الماضي فقط ما لايقل عن (55) بلاغ اختطاف في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا وهم أشخاص استطاعت أسرهم من خلال تواصلها مع الجناة تحديد أنهم لا زالوا أحياء وأن الجناة اختطفوهم طلباً للفدية والحصول على أموال فقد أصدرت غرفة طوارئ دار حمر مثلاً بياناً قالت فيه إنها رصدت سلسلة من الانتهاكات التي قامت بها مليشيا الدعم السريع في محلية ود بندة بغرب كردفان شملت الاختطاف بغرض الحصول على فدية، وقالت إن المليشيا اختطفت أحد العاملين في برج (اريبا) وطلبت فدية كبيرة مقابل اطلاق سراحه كما أشارت إلى اختطاف المواطن ناصر علي كرم الله وهو تاجر قطع غيار سيارات وطلبت من أسرته دفع مبلغ ملياري جنيه لاطلاق سراحه، وقالت غرفة طوارئ مدينة غبيش بولاية غرب كردفان إن المليشيا اقتحمت قرية أبومليسي واعتقلت كبار تجار المواشي والمحاصيل بالمنطقة واقتادتهم إلى جهات غير معلومة، وأكدت أن العملية تمت بارشاد من بعض الشراتي الموالين للمليشيا بغرض ابتزاز الأسر مادياً وأبرزهم صلاح محمدين دنقرة وبشير موسي ويوسف الهندي وعبدالجليل ضو النور وحامد عجب ضو النور وهم تجار مواشي ونصر الدين يحي دنقرة ومحمدين محمد ادم وبريمة حمد تلكادوك وهم تجار محاصيل بالاضافة الى اخرين وهناك حادثة اختطاف المواطن الطيب عمر محمد من قرية أم البدري التابعة لريف محلية النهود ولا أحد يعلم مصيره حتى الان في انتظار أن يحمل هاتف أحدهم شروط خاطفيه والمبلغ الذي يطلبونه من أجل اطلاق سراحه من خلال اتصالهم به وهو الإجراء المتعارف عليه هنا أن يختطف ثم يتصل خاطفيه بالأسرة أو أحد أفرادها من خلال هاتف المختطف لابلاغهم بالمبلغ المطلوب، هذا سلوك بات من أفعال المليشيا اليومية الذي مارسته في كل المناطق التي دخلتها لكن بعض المناطق التي عرفت هذا السلوك لا زالت الممارسات موجودة فيها إذ فككت الشرطة خلال هذا الاسبوع قضية اختطاف طالب بجامعة التقانة من منطقة الحلفايا محطة سيزر وهي قضية ضمن قضايا عديدة لمختطفين اختفوا من هنا وهناك، وقالت الشرطة إنها تقصت ووصلت إلى أن من اختطفوا الطالب شبكة تنشط في المجال عليه داهمت ثلاثة مواقع ووجدت الطالب في عمارة بحي البستان بام درمان والقت القبض على عنصرين من الشبكة، كما داهمت مقار للشبكة في حي الروضة وحي المنارة وهي أحياء في محلية كرري والقت القبض على عناصر من الشبكة ومعهم كاميرات وواقي رصاص وهواتف، كما القت القبض على شخص يحمل رتبة الرائد بالدعم السريع في منزله بطيبة الحسناب وبحوزته عربة بوكس وبندقية كلاش.  وكان المتحدث باسم الشرطة فتح الرحمن محمد توم قد أكد القبض على خمسة آلاف متهم مطلوب للعدالة خلال الفترة من يوليو حتى نوفمبر الماضي، وقال إن الشرطة تمكنت من ضبط مائتي شخص ينتحلون صفة القوات النظامية وقامت باغلاق (40) مكتبا بمناطق جنوب الخرطوم وغرب أم درمان وهي مناطق كانت نقاط تمركز مهمة للمليشيا إبان تواجدها في الخرطوم وضبطت (35) ألف قطعة سلاح، ولاحظ هنا أن العدد كبير جدا في رقعة جغرافية صغيرة وكانت الشرطة قد اعتقلت في وقت لاحق شخص وبحوزته عدد اثنين مسيرة انتحارية وأوقفته في شرق النيل كما وجدت سيارات قتالية مكتملة التسليح بمناطق غرب أم درمان وصالحة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى