رأي

جنوب كردفان بين مسيرات القتل وتشريد الأبرياء ونهب أموالهم في الطرق بنكك هو الحل

شاذلية حسن عبد الله

جنوب كردفان لم يعد السؤال كيف يعيش المواطن بل كيف سينجو من يوم آخر في أرض تحولت إلى ساحة مفتوحة للموت والخوف وانعدام الأمان
المليشيا الإرهابية المتمردة تمارس ضد المدنيين واحدة من أبشع الجرائم الجماعية قصف الأحياء السكنية بالمسيرات وقتل الأبرياء داخل بيوتهم وتشريد قسري وحصار خانق يمنع الغذاء والدواء ثم فتح الطرق لتتحول إلى مصائد نهب وسلب واعتقال
في طريق كادقلي والدلنج يُجبر المواطن على الاختيار بين البقاء تحت القصف أو الخروج إلى طرق محفوفة بالموت من يخرج يُفتش ويُهان وتُنهب أمواله وممتلكاته وقد يُعتقل أو يُقتل بلا ذنب ومن يبقى يواجه المسيرات والجوع ونقص الدواء
الجريمة لا تتوقف عند القتل والتشريد بل تمتد إلى استهداف الأرزاق والمدخرات حيث تُصادر الأموال وتُجبر التحويلات وتُسرق الحسابات المصرفية تحت لافتة بنكك وكأن سرقة أموال الناس أصبحت سياسة ممنهجة
نقاط التفتيش لا تعرف قانوناً ولا عدالة السؤال واحد والنتيجة واحدة هل أنت مؤتمر وطني هل تعرف عسكري وهي ذريعة تُستخدم لتبرير السجن والقتل بينما المفارقة أن غالبية عناصر وقيادات المليشيا كانوا جزءاً من النظام السابق من أمن ودفاع شعبي وعسكريين وولاة ومعتمدين وأعضاء مجالس تشريعية
هذا التناقض الصارخ يكشف أن الشعارات ليست سوى غطاء لجريمة منظمة تستهدف المواطن الأعزل لا مشروعاً سياسياً ولا تأسيساً ولا عدالة
ما يجري في جنوب كردفان عقاب جماعي كامل الأركان هدفه كسر إرادة الناس وإفراغ المدن من سكانها وتكرار سيناريو الجنينة والفاشر بأدوات جديدة ونتائج واحدة
الخروج لا يعني النجاة والبقاء لا يعني الأمان المواطن محاصر بين الموت والجوع والسجن والنهب في غياب كامل للحماية وانهيار لمعنى الدولة والقانون
نحمّل المليشيا الإرهابية المتمردة المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم سالت وكل أسرة شُردت وكل مال نُهب وكل حساب سُرق وكل مواطن قُتل أو سُجن بلا ذنب
كما نحمّل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مسؤولية الصمت والتقاعس الذي شجع استمرار هذه الجرائم وسمح بتمددها دون رادع
جنوب كردفان اليوم ليست ساحة حرب بل ساحة جريمة مفتوحة والمواطن هو الضحية الأولى
هذه الجرائم موثقة ومستمرة ولن تسقط بالتقادم ولن تمحوها الشعارات ولا التبريرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى