رأي

جلحة وجاه الله : فقد مختلف

 

د.إبراهيم الصديق

الرابط بين الشخصيتين ، جلحة والطاهر جاه الله كثير ، مع اختلاف الامكنة والنشاة والشخصية ، وجلحة لم ينال الكثير من التعليم وقليل الحديث عن أمر الدين بينما الطاهر سعدالدين جاه الله اقرب إلى السلفية فى توجهاته ، بل وسبق أن دخل فى مواجهات مع الحكومة بمنطلقات عقدية كما يراها ، ومع ذلك هناك نقاط تشابه كثيرة:

واولها: الدور المجتمعي لكل واحد منهما فى منطقته قبل الانضمام إلى مليشيا آل دقلو الارهابية ، مثلاً جلحة قائد فصيل من اهله المسيرية وكان فى الدفاع الشعبي ، وجاه الله له مواقف كما اسلفنا فى رؤيته ومنظوره السلفي..

وثانيها: كليهما أختلفا مع قيادة المليشيا فى طريقة التعامل الميداني ، ومع أن تركيز جلحة على حفظ حقوق أهله المسيرية ، فهو القائد الوحيد منهم ، وعلا صوته فى انتزاع حقوقهم و واجه تسلط الرزيقات الماهرية ، فإن جاه الله حرس منطقته واهله فى تمبول وما جاورها من أى (شفشافه) ودخل معهم فى مواجهات معلومة وصلت درجة المصادمات العسكرية وأختطف قجة بعض اقاربه..

وثالثها: الاعتزاز الذاتي ، فمن المشهور عن جلحة اقواله عن نفسه وقواته ، وبصراحة أهلنا المسيرية فأقواله (مُرة ) دون (مُحدٍقات) وهو أمر أثار حنق قادة المليشيا وقادتهم فى الميدان ، وبالقدر ذاته منع جاه الله مجموعات المليشيا من دخول مناطقه وعُرف عنه الكثير من المواقف مما يستحق أن يروى ، كما أنه وفر السلاح لكل من يريد للدفاع عن نفسه ومنح كل طالب ذخيرة ما يريد..

ورابعها: استقلالية القرار ، ورغم تعيين جاه الله قائد ثاني الفرقة الأولى فى مدني ، فانه نادراً ما شوهد هناك ، واتخذ من منطقة تمبول وقرى شرق الجزيرة مستقراً ولم يكن يأبه لأى سلطة من المليشيا ، وإن كان الطاهر لا يردخ إلى تعليمات عبدالله حسين مشرف المليشيا فى الجزيرة ، فإن جلحة اعلن حين غضبة انه قائد مثله وحميدتي..

وخامساً: كليهما جاهر أكثر من مرة بفشل المليشيا فى الحرب ، وتم تداول تسريبات حول ذلك..

ومع ارتباك قيادة المليشيا واضطراب قراراتها لم يكن مستغرباً إعدامهما وتصفيتها فى يوم واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى