(تقدم).. مواجهة العُزلة الخارجية
الأحداث – آية إبراهيم
يأتي المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) الذي انطلقت فعالياته الأحد، بالعاصمه الإثيوبية أديس أبابا في ظل مواجهة التحالف الوليد لموجة من الهجوم والانتقادات الخارجية بعد إعلان الاتحاد الأوروبي النأي بنفسه عن (تقدم) لموقفها من الأزمة التي تمر بها البلاد وعلاقتها بمليشيا الدعم السريع.
تباعد سفارات
وقالت صحيفة “أفريكا انتلجنس” إن الاتحاد الأوروبي نأى بنفسه عن تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” لعلاقتها بمليشيا الدعم السريع.
وكشفت الصحيفة عن تباعد عدد من السفارات الغربية عن رئيس تنسيقية “تقدم” عبدالله حمدوك لعلاقاته بدولة الإمارات “حيث يعيش” والتي تم اتهامها بتسليح مليشيا الدعم السريع والروابط الوثيقة التي يتمتع بها عدد من أعضاء (تقدم) مع المليشيا وقادتها، وأضافت “وذلك أدى إلى الاعتقاد في واشنطن وبروكسل أنه ليس الشريك المثالي لتوحيد الجبهة المدنية”.
نقاط قوة
وقال الباحث في العلوم الاستراتيجية والعلاقات الدولية د. حسن شايب دنقس إن إرهاصات المتغيرات السياسية الداخلية والخارجية للدولة السودانية ستجبر كثير من الدول والتحالفات على تغيير سياستها تجاه البلاد بسبب التقارب السوداني الروسي الذي لم تضع له الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الدوليين بقيادة الاتحاد الأوروبي أي فرضية.
وأشار دنقس لـ(الأحداث) إلى أن دخول الدب الروسي في حلف استراتيجي مع السودان يعني خارطة طريق جديدة لدول الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن تقدم لأن مصالحهم الاستراتيجية أكبر من قوى سياسية عميلة وقعت في براثن المخابرات الأجنبية لذا سيضمحل دور تقدم كثيراً في الفترة القادمة لأنها لم تستطع أن تحقق المصالح الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي، وقال إن صراع القوى العظمى سيُلقي بظلاله في البلاد لكن الخاسر هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط لأن الغرب تعود أن يرضخ السودان للضغوطات التي تمارسها ضده إلا أن السودان ليس لديه ما يخسره في حرب الكرامة وحسناً اتجه مجلس السيادة السوداني شرقاً هذا يعني استغلاله لنقاط القوة التي من شأنها تحقيق مكاسب للدولة السودانية ودرء المخاطر عنها.
عدم ظهور
ولفتت صحيفة “أفريكا انتلجنس” أن المبعوث الأمريكي الدبلوماسي توم بيرييلو منذ تعيينه حرص على عدم الظهور علناً مع حمدوك بسبب علاقاته مع قوات الدعم السريع وكذلك فإن وزير العدل السوداني السابق نصر الدين عبد الباري المحامي، الذي درس في جامعات هارفارد وجورج تاون المرموقة وهو الآن عضو بارز في “تقدُّم”، لم يعد يتم استقباله من قبل المسؤولين الأمريكيين في واشنطن وهو الذي كان حتى وقت قريب يجلس على طاولة مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، ماري كاثرين أو مولي في”، وتابعت يُنظر الآن إلى حاشية حمدوك بنظرة قاتمة، حيث أن الاتحاد الأوروبي ينأى بنفسه عن “تقدُّم” منذ بداية العام.
واقع مختلف
ويرى القيادي بالحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” حسن إبراهيم أن ماجاء في صحيفة “أفريكا انتلجنس” يعكس حقيقة تيارين في (تقدم) الأول مجموعة ضخمت نفسها للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية تعتقد أنها قوى مدنية ذات تأثير، لكن الواقع غير ذلك، وقال ما يقوم به عبد الله حمدوك هو أن الرجل على قناعة بأن تحالف (تقدم) بحالته الراهنة لن يحدث أي اختراق وسينتهي إلى ما انتهى إليه الاتفاق الإطاري.
وأشار إبراهيم لـ(الأحداث) إلى أن إعلان نيروبي كان محاولة يائسة من حمدوك وأن هنالك قوى تسعى للتخلص من حمل اتفاقها مع قائد المليشيا وهو الاتفاق الذي عرى التحالف وأثبت ما كان يقال عن العلاقة بين المليشيا وقادة (تقدم).
خلافات داخلية
داخلياً تواجه تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) خلافات داخلية سبقت انعقاد مؤتمرها التأسيسي وذلك من خلال مقاطعة المجلس الرئاسي لحزب الأمة القومي وحزب البعث العربي الإشتراكي للمؤتمر كما سبق ذلك توقيع عبد الله حمدوك على إعلان نيروبي بصفته الشخصية وليس بصفته رئيس التنسيقية.