تفاصيل ليلة أثارت الرعب في دنقلا.. اشتباكات بين الجيش وفصيل مسلح يحمل إسم “أولاد قمري”

تقرير – الأحداث
فجأة ودون مقدمات تشير إلى معركة قد تندلع في دنقلا دوى صوت إنفجارات وتبادل للذخيرة في مكان ما تسبب في ربكة كبيرة للسكان المحليين دون معرفة ما يحدث في محيطهم وهي أجواء من المعتاد أن تنشط فيها الشائعات والاقاويل التي فسرت مايحدث هنا وهناك بمعركة مع خلايا للمليشيا تم اكتشافها وتمت مداهمتها .. إلى أن تم الكشف عن حقيقة مايحدث وهو اشتباكات في محيط الميناء البري بين قوة من الجيش وقوات يعرفها أهل المنطقة بـ (اولاد قمري) وهذا الاسم متداول بصورة كبيرة في دنقلا على وجه الخصوص إذ ينسب السكان المحليون جرائم كثيرة إلى مليشيا تنشط في المنطقة باسم اولاد قمري كما يمكن بسهولة تمييز وجودها من خلال سياراتهم التي تجوب المنطقة والتي اصبحت سيارات عسكرية مجهزة باسلحة ثقيلة ترتكز هنا وهناك .. مع تداول السكان لاحاديث كثيرة وقصص كثيرة عن اولاد قمري الذين أسسوا لمليشيا مسلحة أصبحت ترعب السكان ومن الصعب بطبيعة الحال الحصول على حق معهم شانهم شان أي مليشيا مسلحة في السودان تحصل على ماتريد من خلال القوة والسلاح.
لكن من هم أولاد قمري؟ المصادر المحلية تقول إنهم من قبيلة الدناقلة وقادة المليشيا هما التوأم حسن وحسين لذا يطلق على القائد (حسين) اسم التوم قمري وهو اسم غالبا مستمد من نفوذ التوأم على المليشيا .. ويطلق على المليشيا بالاضافة الى أولاد قمري اسماء اخرى مثل كتيبة الاستطلاع الاستراتيجية وأولاد البلد وغيرها من الأسماء وكانت موجودة من قبل مع تضارب الروايات حولها بين من يتهمهم بتجارة المخدرات ومن يتهمهم بالتهريب عبر الحدود ومن يتهمهم حتى بالعمل والتنسيق مع مليشيا الدعم السريع وهناك من يتحدث عن خلافات بينهم واخرين يطلقون على أنفسهم اسم (الاسود الحرة) أو أولاد شاذلي وهؤلاء يتحركون في منطقة الدبة ومحيطها . .. لاتوجد رواية واحدة يمكن الاعتماد عليها والقول انهم كانوا يعملون في هذا المجال أو ذاك لكن ظهورهم الاخير كقوة داعمة للجيش كان مختلفا وشهوده كثر اذ دخلوا مباشرة عبر بوابة الاستنفار وأصبحوا قوة عسكرية تابعة للاسناد تنسق مع الجيش وقيل إنها خاضت عمليات ضد المليشيا وكانت تعمل في محور الصحراء.
يقول نور أبو محمد (اعتدنا على تغول أولاد قمري على المواطنين فمجرد مشادة صغيرة قد تتحول الى مقتلة بسبب السلاح المنتشر لديهم وبسبب معارك النفوذ التي تندلع هنا وهناك يومياً)، وأضاف (لا أحد في دنقلا لا يعرفهم ولا يعرف اولاد شاذلي ولن أذيع سرا لو قلت ان معظم سكان دنقلا وحتى الدبة طالبوا مرارا بايقاف اولاد قمري واولاد شاذلي لكن السلطات كانت تتجنبهم لامر لا نفهمه)، وقال (تورطوا في النهب والابتزاز وتجارة المخدرات والتهريب هذا معلوم للجميع)، وتابع (مع اندلاع حرب الكرامة انتقلنا من السيارات الصغيرة والكلاشات والطبنجات إلى السيارات العسكرية والملابس العسكرية والأسلحة الثقيلة والرعب اليومي).
ماذا حدث يوم الجمعة؟ كما تتضارب الأراء والمعلومات حول حقيقة عمل أولاد قمري وما إذا كانوا يعملون في التهريب أم التعدين أم غيره تتضارب المعلومات حول أسباب اندلاع معركة أمس الأول بين أولاد قمري وتشكيلات من الجيش وجهاز المخابرات عددها محدود. يقول سعد النمير وهو من مواطني المنطقة التي اندلعت فيها المعركة جوار الميناء البري ( لا اعتقد أن المعركة بدأت هنا لان ماحدث هو تبادل لاطلاق النار مباشرة) واضاف (شيء ما حدث يبدو لي قبل الحادثة اذ ارادت القوات الرسمية تسلم سيارات كانت بحوزة المليشيا أو شيء من هذا القبيل ورفض قائد المليشيا التوم قمري تسليمها ما أدى لاشتباكات أصيب على اثرها التوم قمري ونقل إلى المستشفي ويبدو لي أن اصابته بالغة حسب ما علمت) . وهناك حديث عن توأمه ايضا وحديث عن وفاتهما أو وفاة احدهما لكن الراسخ هنا ان القوات النظامية استعادت الهدوء في دنقلا بعد فترة وجيزة واستعادت عدد من السيارات قيل ان المليشيا رفضت تسليمها قبل الانضمام إلى درع السودان بقيادة كيكل) .. المدينة استعادت هدوئها وسط مطالبات بمغادرة كل التشكيلات المسلحة المساندة للجيش بما فيها قوات المشتركة التي تتمركز في المدينة مع الابقاء على القوات النظامية الرسمية.



