رأي

تعدد المليشيات …. أو المجتمع الدولي في ثياب الواعظين

قرشي عوض

تتعدد المليشيات في السودان . والجيش كي يقضي عليها عسكريا فأنه مضطر للتحالف مع بعضها للقضاء علي البعض الاخر. ثم يتفرغ لمواجهة صديق اليوم بعد القضاء علي عدو ألامس والذي لايوجد مايمنع ان يكون صديق اليوم  .ولا نختلف مع بعض الأقلام حول عبثية هذه الدوامة .  وإن الحل تكوين نظام سياسي مدني يكون في قلب اهتماماته تصفية الواقع المليشياوي .هذا جيد . لكن السوال كيف نصل الي هذا النظام  ؟ بالحديث المكرور عنه ؟ بوحدة قوى الثورة حوله ؟ وهب ان ذلك حدث … ماهي ادواتنا التي نتمكن من خلالها من القضاء علي المليشيات ؟ هل بالتفاوض معها واقناعها بضرورة تسليم سلاحها ووضع نفسها  تحت تصرف حكومة مدنية ؟ مالذي يجبرها علي ذلك ؟ أم  ترانا نراهن علي وعيها الوطني وتغليبها لمصلحة المجتمع والدولة علي اجندتها الخاصة  في الوقت الذي لا نختلف فيه بان تلك المليشيات تقاتل من اجل السلطة والثروة ؟

يجب ان نتحلى بالوضوح ونعلن صراحة باننا نراهن علي الضغوط التي يمكن ان يمارسها المجتمع الدولي علي تلك المليشيات . وفي الحقيقة المجتمع الدولي لن يمارس اكثر من خداعنا وبالطريقة التي تجعلنا نحن نصغط علي الجيش بقبول حل نفسه والقبول بتكوين جيش جديد بعقيدة قتالية وطنية بعد تخليصه من سيطرة الفلول  . وهذا يمكن ان يحدث ولكنه لن بضمن لنا ان يكون الجيش بعقيدة وطنية تحددها القوى المدنية . ونكون فقط استبدلنا السيطرة الحزبية علي الجيش بالسيطرة القبلية.   إلا اذا  كنا سندخل في مغالطة حول الطبيعة الاثنية للاصطفاف داخل المليشيات التي نتحدث عنها الان . والمجتمع الدولي لن يكون متحمسا لانجاز هذه المهمة بالقدر الذي يتجاوز تحقيق مصالحه. وفي هذه الناحية هو (ماعنده قشة مرة ) . ومن الممكن ان يقبل بقوات اسلامية في سوريا. وافغانستان  وقوات مناطقية في ليبيا ومن الممكن ان يقبل بقوات عشائرية في السودان .

لكن هل  سيكون الجيش الجديد والمزمع تكوينه تحت سيطرة الحكومة المدنية ؟ هذا ما ننادي به مع علمنا إلتأم بأن الحكومة المدنية حتى وإن التف حولها كل الشعب فأنها لا تملك ادوات السيطرة التي تجعلها تخضع لسلطتها من يحملون السلاح .

فالمجتنع الدولي الذي يخرج علينا اليوم في ثياب الواعظين ويمشي في الأرض ويسب الماكرين  والديكتاتوىيين ليس من الحكمة ان نطمئن إليه وهو الذي نراه يدعم القتلة والمجرمين في مناطق اخرى من العالم . كما اننا يجب ان لاننسى انه هو من دعم وساند وسلح تلك المليشيات . وإن قيادات تلك المليشيات كانت قد هبطت مطار الخرطوم صبيحة الثورة وهي قادمة من عواصم أوربية تقف الان الي جانب تحقيق العدالة الانتقالية  أو حماية المدنيين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى