تصكيك الذهب.. توفير عملات حرة
تقرير- رحاب عبدالله
تحقيق السودان لصادرات ذهب بمبلغ 428 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي 2024، فضلاً عن توقعاتها بتحقيق عائد بنهاية العام الحالي مبلغ 2 مليار و182 مليون دولار، في ظل ظروف الحرب بالغة التعقيد، أدت لمناداة خبراء اقتصاد بضرورة الاستفادة القصوى من الذهب لدعم الاقتصاد الوطني.
تصكيك الذهب
وجدد رئيس سلطة أسواق المال د.شوقي عزمي رفضه لبيع الذهب سواءاً في بورصة دبي أو أي بورصة أخرى، ودعا لتصكيك الذهب لتمكين السودان من توفير عملات حرة لتغطية احتياجاته من السلع الضرورية وكذلك الاحتياجات الأخرى.
وأوضح عزمي في حديثه ل(الاحداث)، أن التصكيك يعني إصدار سندات وصكوك تعادل قيمة الذهب الذي يتم حفظه في أحد المصارف بالخارج أو الداخل تحت إشراف بنك السودان المركزي.
وأكد عزمي توقف إجراءات تأسيس بورصة الذهب في السودان نتيجة الحرب الحالية، فضلاً عن توقف إجراءات ترفيع مصفاة الذهب بالخرطوم لنيل الاعتمادية، علماً بأن بورصة الذهب كانت قد اتخذت إجراءات عديدة لمزاولة عملها، منها تعديل سيستم التداول الإلكتروني بسوق الخرطوم للأوراق المالية بحيث يصبح قابلاً لتداول الذهب، بجانب توفير مقر للبورصة وتعيين مدير لمشروع البورصة واختيار موظفين ذوي خبرة ودراية للتنفيذ.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن السودان قريباً من مواصلة هذا النشاط بعد أن تتوقف أسباب تعطله، خاصة وأنه مواجه بعمليات إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها آلة الحرب.
اشتراطات التصكيك
وأوضح الخبير الاقتصادي د.محمد الناير، أن تصكيك الذهب يعني به إصدار صكوك أو سندات مسنودة باحتياطي من الذهب، ورأى الناير في حديثه ل(الاحداث) أن تصكيك الذهب يعتبر من أقوى الصكوك أو السندات المصدرة، طالما أنها مسنودة بقيمتها من الذهب المحتفظ به لدى بنك السودان، وشدد على ضرورة أن يكون هنالك التزام واضح، بحيث يكون هنالك كمية من الذهب مقابل الصكوك التي تصدر، تعادل قيمة الصكوك، وأكد الناير أن هذا الأمر لا جدال حوله وعدّه رؤية جيدة.
جملة محاذير
إلا أن الناير أشار إلى أن هنالك جملة من المحاذير، من بينها ضرورة دراسة تجربة (بريق) السابقة وهي كانت أصلاً مبنية على إنشاء صندوق لموضوع الذهب ولابد من دراسة هذه التجربة، مضيفاً أن (بريق) سبقتها تجربة أخرى لإصدار صكوك أو سندات بالعملات الأجنبية، لافتاً إلى أن تصكيك الذهب يتم بالعملات الأجنبية ولا يمكن أن يتم بالعملة المحلية، وذلك بغرض المحافظة على قيمتها.
ورأى الناير صعوبة إصدار صكوك للذهب في ظل الظروف الراهنة، بيد أنه أكد الإمكانية حال أصدر بنك السودان شهادة تؤكد أن لديه كمية من الذهب موجودة، تم مقابلها إصدار صكوك، واقترح إرسالها إلى السودانيين العاملين بالخارج، مع التأكيد على أن هنالك أرباح مقدّرة بالنقد الأجنبي، على أساس أن الصكوك نفسها تصدر بالعملة الأجنبية فضلاً عن وجود ترويج لها، وأكد إيجاد وسيلة بحيث تمكن كل السودانيين المساهمة في هذا المشروع، شريطة أن يكون فعلاً ذهب حقيقي موجود لدى بنك السودان ومعلن من قبل البنك المركزي وتصدر صكوك أو سندات بقيمته الفعلية ويمكن أن تطرح للمغتربين، غير أن الناير رأى أن مثل هذه الحلول في الوقت الراهن تجد صعوبة، وعزا ذلك لأنه طالما هنالك ذهب موجود وأصدرت صكوك مقابله فمن باب أولى أن تستفيد البلاد من الذهب نفسه الموجود في الوقت الراهن إلى حين تحسن الموقف ثم بناء احتياطيات من الذهب للمرحلة القادمة ويتم إصدار صكوك في مرحلة لاحقة (مرحلة ما بعد الحرب).
جدوى التصكيك
والتصكيك عموماً وفقاً لرئيس بورصة الذهب أزهري الطيب له دور مهم في السياسة النقدية، وتمويل عجز الموازنة وتمويل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن السودان في وقت سابق اتجه لإيجاد آلية جديدة لشراء الذهب عبر إصدار صكوك حكومية ممولة من الجمهور ومن بينها إصدار صندوق (بريق).