تحليل يربط تغيّر موازين الحرب بمعركة كردفان الحاسمة

الأحداث – متابعات
قدّم الباحث السياسي الدكتور محمد وازن قراءة معمّقة لمجريات الحرب الدائرة في السودان، مؤكدا أنّ مركز الثقل العسكري ينتقل بسرعة من دارفور إلى شمال وغرب كردفان، حيث أصبحت هذه المناطق – بحسب تحليله – خط الدفاع الرئيسي لقوات الدعــم السريـع بعد إعادة انتشار قواتها خلال الأسابيع الماضية.
وأوضح وازن أنّ التراجع الملحوظ في وجود الميليـشيا داخل معظم مدن دارفور سببه سحب وحدات قتالية مؤثرة نحو كردفان، ما جعل الإقليم “أقل قدرة على الصمود” في حال نجح الجيش في اختراق خطوط الميليـشيا هناك.
ويرى أن معركة كردفان تمثل بوابة الحسم، إذ إن كسر دفاعات الدعـم السريـع سيجعل الطريق إلى عمق دارفور “مفتوحًا”، بما قد يؤدي إلى انهيار سريع للقوات المتمركزة داخل الإقليم نتيجة فقدان خطوط الإمداد والدعم.
وأشار وازن إلى أن تحريك قوات الميليشيا من دارفور خلّف فراغا أمنيا نسبيا لصالح الجيش، وهو ما يزيد احتمالات تقدّمه غربا دون مقاومة كبيرة، على غرار السيناريو الذي شهده القتال في الخرطوم خلال الأشهر الأولى للحرب.
كما لفت إلى أنّ المزاج الشعبي المؤيد للجيش بات ينظر إلى المواجهة مع الدعـم السريـع باعتبارها معركة كرامة وطنية وعدالة مؤجلة، في ظل رغبة واسعة لدى السودانيين في محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتُكبت في مختلف أنحاء البلاد.
وختم وازن تحليله بالتأكيد على أنّ المعركة في كردفان ترسم الخطوط النهائية لخريطة النفوذ في السودان، وأن أي انهيار للميليـشيا في تلك الجبهة سيشكّل منعطفًا يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتثبيت الأمن، وفتح الباب أمام مسار مساءلة وطنية ودولية عن الجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب.


