الأخبار

تحذيرات من وفاة 10 آلاف طفل بنهاية العام في السودان 

تقرير – نوال شنان

حذرت منظمتا اليونيسف والصحة العالمية،من ان المزيد من الهجمات والتعطيل لخدمات الصحة والتغذية في السودان يمكن ان يؤدي الى فقدان حياة أكثر من 10,000 طفل بحلول نهاية العام الجاري.

وقالتا، إن 6 أشهر من النزاع تترك ملايين الأطفال عرضة لخطر الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا وغيرها من الأمراض دون القدرة لإحتوائها

وأكدت المنظمتان في بيان ،انهما ومن اندلاع النزاع في السودان في 15 أبريل تدعما والشركاء وزارات الصحة الاتحادية والولائية للحفاظ على الخدمات الحيوية في جميع أنحاء البلاد، “ولكنها تواجه تحديات متزايدة بسبب القيود المفروضة على السلامة والأمن والوصول والموارد”.

وحذرت المنظمتان، من أن المزيد من الاضطرابات في النظام الصحي ستؤدي إلى أعداد كبيرة بشكل غير مقبول من الوفيات التي يمكن الوقاية منها بين الأطفال والسكان الهشين. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة الآن للحفاظ على النظم الصحية في السودان، وخاصة على مستوى المجتمع والرعاية الصحية الأولية.

ونوهتا،إلى انه وبعد مرور ستة أشهر على النزاع، يظل العاملون الصحيون دون أجر لعدة أشهر، واحتُلت المرافق الصحية أو نُهبت أو دُمرت، و70%من المستشفيات في المناطق المتضررة من النزاع خارج الخدمة،وتحققت الصحة العالمية من 58 هجوما على الرعاية الصحية، أسفرت عن مقتل 31 عاملا صحياً ومريضاً وإصابة 38 آخرين بجروح.

وبالإضافة إلى القتال الدائر في الخرطوم ودارفور وكردفان، فإن موسم الأمطار يزيد من صعوبة الوصول إلى المجتمعات الضعيفة، بينما يخلق مساحة مؤاتية لانتشار الأمراض المنقولة بالمياه والنواقل.

وكشفتا،ان ملايين الأسر عالقة في مناطق النزاع، وأكثر من 5.8 مليون شخص بينهم 2.5 مليون طفل، نزحوا حديثا، ومع وجود أكثر من 7.1 مليون نازح داخليا – 4.5 مليون منهم منذ اندلاع النزاع – “يوجد الآن في السودان أكبر عدد من النازحين داخليا في العالم”، وبسبب افتقارهم إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة والبيئة النظيفة والرعاية الصحية والعديد من الخدمات الأساسية، فإن خطر الوفاة بسبب مضاعفات الولادة، وانخفاض التطعيم، وتفشي الأمراض، وسوء التغذية آخذ في الإرتفاع بسرعة.

وعلى الرغم من عدم وجود بيانات كافية للتحقق، تشير التوقعات المستندة إلى نمذجة أداة إنقاذ الأرواح التي أعدتها جامعة جونز هوبكنز إلى أن ما لا يقل عن 10,000 طفل دون سن الخامسة يمكن ان يموتون بحلول نهاية عام 2023 بسبب زيادة انعدام الأمن الغذائي، وتعطل الخدمات الأساسية منذ اندلاع النزاع في السودان – أي أكثر من 20 ضعف العدد الرسمي للأطفال من جميع الأعمار الذين قتلوا بسبب القتال.

وقد تضاعف تقريباً عدد الأسر التي تعاني من الجوع ، ويعاني 700,000 طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، ويحتاج 100,000 طفل إلى العلاج المنقذ للحياة نتيجة لمضاعفات طبية من سوء التغذية الحاد الوخيم. كما أعلنت وزارة الصحة الاتحادية في 26 سبتمبر تفشي الكوليرا في ولاية القضارف ، وفي وقت لاحق ، في 7 أكتوبر ، في ولايتي الخرطوم وجنوب كردفان، كما تم الإبلاغ عن حالات مشتبه فيها من ولاية الجزيرة. الكوليرا مرض شديد العدوى ومميت للسكان الضعفاء، بما في ذلك الأطفال، وأودى بالفعل بحياة 65 شخصا، كثير منهم أطفال من أصل 1310 حالة في الولايات الأربع،وتشعر اليونيسف والصحة العالمية بقلق عميق إزاء انتشار الكوليرا والحصبة والملاريا وحمى الضنك في جميع أنحاء البلاد، مما يشكل مخاطر مميتة على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. واضافتا ،أبلغت السلطات الصحية الحكومية بالفعل عن 4296 حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة، و 108 حالة وفاة ، و 4307 حالة يشتبه في إصابتها بحمى الضنك و 16 حالة وفاة ، وأكثر من 710,000 حالة ملاريا سريرية مع 27 حالة وفاة.

وتشكل محدودية الوصول إلى المواقع المتضررة والصعوبات في نقل العينات إلى مختبر الصحة العمومية العامل الوحيد الموجود بورتسودان، الذي تم تحديثه لتوفير خدمة المراجع الوطنية من خلال دعم منظمة الصحة العالمية تحدياً لتأكيد هذه الوبائيات.

وتعمل الصحة العالمية واليونيسف والشركاء في مجال الصحة على ضمان وصول النازحين وغيرهم من الفئات الضعيفة الى الرعاية الصحية الأولية والإمدادات الطبية المنقذة للحياة والتغذية، كما أنها تدعم استجابة السلطات الصحية لتفشي الكوليرا. ومع ذلك، لا يمكن للموارد الحالية أن تدعم الوصول إلا إلى جزء صغير من المحتاجين إلى هذه الخدمات الحيوية.

وقالت ممثلة اليونيسف في السودان، مانديب أوبراين: “إن تقديم خدمات الصحة والتغذية للأمهات والمواليد الجدد والأطفال هو شريان الحياة في بلد يحتاج فيه ما يقرب من 14 مليون طفل إلى الدعم الإنساني بشكل عاجل ولكن قد تم تدميره في بعض المناطق. لم يتلق العاملون الصحيون رواتبهم منذ عدة أشهر. الإمدادات مستنفدة ولا تزال البنية التحتية الحيوية تتعرض للهجوم. يجب أن يتوقف القتال الآن. إن الخسائر التي تلحق بالأطفال غير مقبولة. يحتاج الشركاء في مجال الصحة بشكل عاجل إلى الوصول والموارد لمساعدة السودان على إنقاذ صحة ورفاه أصغر مواطنيه”.

وقالت الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان “إن الرعاية الصحية الأولية بعيدة عن متناول ملايين السودانيين في وقت هم في أمس الحاجة إلى الرعاية الصحية وإن الشركاء الصحيين موجودون على الأرض مع الالتزام الكامل بتقديم الخدمات المنقذة للحياة ومنع الخسائر غير الضرورية في الأرواح من الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها. لقد حان الوقت الآن لوقف الهجمات على الرعاية الصحية، وضمان الوصول الآمن ومن دون عوائق، وتوفير الموارد الكافية للعمليات الصحية. لكن السلام هو الحل في نهاية المطاف”.

واضافتا،عتبارا من 17 أكتوبر الجاري تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للصحة والتغذية في السودان بنسبة 63.1%. (الصحة 41.7%، التغذية 21.4%).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى