تأملات في الثقافة السودانية
الأحداث/لمياء شمت
يعد عبد القدوس الختم أحد أكثر النقاد الأدبيين تأثيراً إذ قدم مساهمات هائلة في الأدب السوداني.لقد كتب الكثير من الانتقادات المدروسة والتي وضعته بين أهم الشخصيات الناقدة في السودان ما بعد الاستقلال.يقع الكتاب في 134 صفحة مقسم إلى ثلاثة أقسام. يتضمن الجزء الرئيسي 29 نقداً للمشهد الأدبي والثقافي السوداني منذ أوائل الثلاثينيات وحتى الوقت الحاضر. الجزء الثاني عبارة عن مجموعة مختارة من القصائد الإنجليزية التي ترجمها المؤلف، بما في ذلك أعمال شعراء مثل دبليو بي. ييتس، وكارل شابيرو، وألكسندر بوشكين، وفلاديسلاف خوداسيفيتش، في حين أن الفصل الثالث عبارة عن مجموعة من المقابلات الصحفية مع المؤلف.
يبدو الخاتم منزعجاً من حقيقة أن النقد الأدبي لم يبني تدفقاً مستداما يمكن أن يكون بمثابة منصة صلبة للخطاب النقدي المستمر. ويرى أنه في ظل وجود مثل هذه المنصة، “لن نحتاج إلى إثبات أن المحجوب كان أول من كتب قصيدة قدم في العالم العربي، وأن معاوية محمد نور كان أول من أدخل تيار الوعي في العالم العربي”. القصة العربية الحديثة . كما أننا لن نجد صعوبة في تتبع بدايات النقد الثقافي في السودان إلى كتابات محمد عشري الصديق.
بالنسبة للخاتم، كان محمد عشري الصديق ناقد رائد بدأ يتألق في وقت مبكر من الثلاثينيات. منذ ذلك الوقت، برز بقوة كناقد ملحوظ، صاحب أسلوب فريد، يتميز برباطة الجأش والتفكير المدروس.ويشيد الخاتم برائد آخر هو محمد محمد علي، الذي يصفه بأنه «رجل ذو عقلية جدلية نفذ إلى قلب الأشياء»، و«سباح ماهر ضد التيار».
وفي إشارة إلى ما أسماه المؤلف “ظاهرة الانقسامات السياسية والأدبية التي ظهرت بقوة بعد الاستقلال”، أشار إلى أن الخدمة المدنية أنجبت طبقة نخبوية انفصلت عن الجمهور وعاشت في أبراج عاجية.ويشير إلى أن الثقافة السودانية لا تزال تعاني من مزيج من الأمراض المزمنة مثل الفصام الاجتماعي والانقسام والإقصاء والتناقض والجهوية والقبلية.