بين الواقع والمخاطر : هل يتجاوز البرهان فخاخ الماضي؟
أدهم النور
في خطابه الأخير خلال ختام مشاورات القوى السياسية حوّل خارطة الطريق للحوار السوداني رسم الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ملامح المرحلة المقبلة متحدثا عن تشكيل حكومة تكنوقراط والتوافق على رئيس وزراء مدني مع التأكيد على عدم عودة حزب المؤتمر الوطني إلى الحكم ومع ذلك لايمكن تجاهل الحضور البارز لشخصيات كانت جزءا من النظام السابق مثل جعفر الميرغني وعبد الرحمن المهدي مايثير تساؤلات حول إمكانية تجنب تكرار اخطاء الماضي
دروس من الماضي : الحذر من تكرار الأخطاء
السودان شهد انهيار نظام البشير بسبب ضعف الرؤية الداخلية حيث أحاط نفسه بأشخاص ضللوه مما أدى الى انهيار حكمه ، اليوم أمامكم فرصة عظيمة الفريق اول عبد الفتاح البرهان لتجنب الوقوع فى نفس الفخ تحتاج الى مرافقين يحملون الخبرة والوعي الكاملين ويقدمون لكم النصح القائم علي المصلحة الوطنية بعيدا عن المجاملات والمصالح الشخصية
حكومة التكنوقراط : رؤية واختيار حقيقي
إعلانكم عن تشكيل حكومة تكنوقراط هو خطوة هامة لكنها تتطلب ضمان استقلالية الحكومة عن التأثيرات السياسية. من الضروري ان تكون هذه الحكومة مدفوعة بالكفاءة الحقيقة ، لا ان تصبح أداة لتقوية قوى سياسية معينة تحت شعار الحياد الفنى
نصيحة مباشرة : أحط نفسك بالحكماء
الفريق اول عبد الفتاح البرهان ، ان المرحلة الراهنة تتطلب منك اختيار من حولك بعناية. يجب أن تحيط نفسك بعقول ناضجة وذوي خبرة، قادرين على تقديم النصيحة الصادقة التي تخدم مصلحة السودان. لاتدع المجاملات تضللك كما حدث في الماضي ولاتسمح لأي شخص بتوجيهك نحو طريق مغلق
ختاماً : تحديات المرحلة المقبلة
السودان اليوم في مفترق طرق والفرصة لتغيير المسار مازالت قائمة. ان نجاحكم ، الفريق اول عبد الفتاح البرهان في قيادة المرحلة المقبلة يعتمد على قدرتكم على اتخاذ قرارات حكيمة واختيار من يساندكم بما يعود بالنفع على الوطن، بعيدا عن الرموز التي قد تعيد تكرار أخطاء الماضي.