رأي

بيرييلو في القاهرة .. اجتماع ساخن

محمد وداعة

جاء في تصريح صحفي حول لقاء القوى السياسية السودانية بالمبعوث الأمريكي ( بدعوة من المبعوث الامريكي توم بيرييلو ، التقى وفد مشترك من الكتلة الديمقراطية وقوى الحراك الوطني وتنسيقية العودة لمنصة التأسيس بالسيد توم بيرييلو، المبعوث الأمريكي للسودان، في العاصمة المصرية القاهرة ، استعرضت القوى السياسية رؤيتها للحل وأدانت انتهاكات و جرائم الدعم السريع وأكدت أن الحل يبدأ بالالتزام بتنفيذ إعلان جدة كخطوة أولى لمعالجة الأزمة الإنسانية والتعامل مع القضايا الملحة، بما يشمل خروج مليشيا الدعم السريع من المدن ومنازل المدنيين والاعيان المدنية و المراكز الخدمية ، واستفسر الحضور عن أسباب التركيز على إدخال الإغاثة عبر معبر أدري مع تجاهل مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ومنافذ السودان الاخرى و تقدم المشاركون باستفسارات للمبعوث الامريكي، حول استمرار وصول الأسلحة الامريكية لدعم المليشيا عبر مطار أم جرس في تشاد ، وتباطوء إدارته في اعتبار المليشيا جماعة إرهابية وفق قانون ماغنتسكي ،والتغاضي عن قرار مجلس الأمن الذى قضى بفك الحصار عن الفاشر وعدم مهاجمتها، من جانبه أكد المبعوث الأمريكي حرص الولايات المتحدة على حل الأزمة السودانية، مشيرا إلى أن منبر جنيف كان مسارا عسكريا وليس سياسيا، ونجح في اقتراح صيغة لإيصال الإغاثة، وأوضح أن الولايات المتحدة تعتبر مساهمًا أساسيًا في الإغاثة وترى أهمية إيصالها عبر أقصر الطرق واقلها تكلفة ، وقال أن بلاده سبق ان اتخذت إجراءات حاسمة ضد المؤسسات والأفراد الذين يخرقون حظر السلاح المفروض في دارفور، وأن قرار مجلس الأمن بتجديد حظر السلاح في دارفور سيكون له تأثير كبير في الحد من انتشار السلاح ، وحول ما أثير فى تقارير عن نقل الامارات اسلحة امريكية لمليشيا الدعم السريع ، قال ان الاجهزة الامريكية المختصة تحقق فى ذلك، أكد المبعوث الأمريكي سعي بلاده لحل الأزمة السودانية عبر مفاوضات وقف إطلاق النار وتعزيز الحوار الشامل بين كافة الأطراف المعنية، مع حرص الولايات المتحدة على أن يكون الحل سودانيا ) ،
الاجواء فى الاجتماع كانت اكثر سخونة مما ظهر فى البيان لا سيما ان البيان يمثل راى مشترك متوافق عليه ، و كانت اكثر الموضوعات التى تحدث فيها غالب الحضور من الكتل الثلاث ، هي رفض وجود الامارات فى منبر جنيف ، أو أي منبر آخر ، باعتبار ان الامارات غير مؤهلة لدور الوسيط أو المراقب لمشاركتها فى العدوان ، و دعم المليشيا المتمردة بالمال و السلاح، كما ركزت المداخلات على دور الامارات فى تزويد المليشيا بالاسلحة و الاسلحة الامريكية على وجه الخصوص، وتساؤلات عن الاصرار على معبر ادرى ، فى حين ان الحكومة قدمت عرضآ لاكثر من (8)معابر، و الاكثر اثارة فى الاجتماع كانت لحظة التوضيح للمبعوث الامريكي أنه تحدث لوسائل الاعلام مرتين ، موضحا أن جهوده فى جنيف نجحت فى فتح معبرى ادرى و الدبة ، و تم تسليمه خريطة توضح موقع الدبة وانها ليست معبرا حدوديا، وربما سبب له هذا بعض الحرج ،
المبعوث لم يقدم إجابات لغالبية الأسئلة و الاستفسارات، خاصة الطلب اليه أن تقوم الادارة الامريكية باعلان ما أعلنه (المبعوث) من ان غالبية السودانيين لا يرغبون في وجود الدعم السريع في مستقبل بلادهم ، وأن المليشيا ارتكبت جرائم و انتهاكات ضد الانسانية ،وتباطؤ الرئيس الامريكى بايدن في إصدار أمرآ تنفيذيآ لاعتبار ( قوات الدعم السريع ) جماعة ارهابية ،استنادآ على طلب لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس لتفعيل قانون ماغنتسكي وهى تضم اعضاءآ من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي ،
بيرييلو انفعل فى نهاية الاجتماع مشيرا إلى التعاون السودانى مع روسيا وإيران ، واصفآ ( الجيش ) بالتعنت نتيجة لتأثيرات خارجية ، زاعمآ أنه على اتصال بقيادات في الجيش ، مطلقا بعض الاتهامات وخرج عن طوره و فشل في الظهور كوسيط محايد و نزيه بيرييلو لم ينتظر أي رد على حديثه الأخير ، وأنهى الاجتماع معتذرا ، و متعجلآ اللحاق بطائرته إلى تركيا ، على أمل اللقاء مستقبلآ ، وهو وعد لن يتحقق ،
قابلت أغلب المبعوثين الامريكان للسودان، بيرييلو لا يشبه الامريكان في طريقة إدارة الحوار ، بدأ مشتت الافكار و غير مركز و يخرج من موضوع إلى آخر دون ترتيب، وحضر الاجتماع منفردآ و لم يرافقه أحد ، و الله اعلم ماذا دون في مفكرته ، بيرليو ربما يمثل مدرسة جديدة تجيد الالهاء باحاديث متفرقة غير مترابطة ، ولا أظلم الرجل، بيرييلو ليس مؤهلآ لحل الأزمة السودانية لانه منحاز بوضوح للمليشيا وحلفاءها ، اللقاء يمكن وصفه بالاستكشافي ولم يتضمن أي تفاهمات او نقاط مشتركة ، و ربما اللقاء تم بغرض إكمال تقريره إلى إدارته، بيرييلو تبقت له بضعة أشهر في منصبه ، إن فازت هاريس بالرئاسة أو ترمب ، كلاهما لن يرغب فى استمراره مبعوثآ ، كما ان الكونغرس لديه تحفظات على أدائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى