انقسام حبة الخردل(2-2)
![](https://i0.wp.com/alahdaathnews.com/wp-content/uploads/2024/05/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A.jpg?fit=1920%2C2109&ssl=1)
علي عسكوري
*في كل تاريخ الصراع السياسي في السودان وعلى تعدد المعارضات وتنوعها، لم تحول أي معارضة سياسية معارضتها لنظام الحكم إلى عداوة مفتوحة مع الشعب، لكن (تقدم) بخوارقها استطاعت تحقيق ذلك, وحقيقة لا أعرف أي معارضة في العالم حولت معارضتها لنظام الحكم إلى عداوة مفتوحة مع الشعب الذي تزعم إنها تعارض باسمه.
*الآن لم تعد مشكلة (تقدم) مع السلطة واجهزتها، إنما عداوة مباشرة ومفتوحة مع الشعب السودانى وتلك هي المشكلة الحقيقية التي تواجهها، فلأي فرد ولأي أسرة حساب مع (تقدم) تعمل لتسويته متى ما وجدت إلى ذلك سبيلا .
*كنت كغيري اسمع (بعدو الشعب) وحضرت اكثر من فيلم سينمائي يدور حول القضية، واعتبرت ذلك نسجا من خيال الكتاب والمخرجين السينمائيين ..الخ, وأحمد الله أن مد في أيامي لأرى أن ما اعتقدت انه محض خيال سينمائي يتحقق في جماعة (تقدم). *أصبحت (تقدم) الآن عدوة للشعب اكثر بكثير من جناحها العسكري, فعساكر المليشيا مجموعة من الدهماء تقتل وتنهب وترتكب ما ترتكب من جرائم، لكن (تقدم) هي من خطط ونظر (بتشديد الظاء) للمليشيا ولقنها الفكرة وفتح لها الدعم الخارجي وباع لها الأماني الخلب ووعدها بالسيطرة على السلطة وبتملك منازل المواطنين وسياراتهم ومقتنياتهم وشقاء عمرهم لتصبح كلها ملكا لهم (بالقوة الجبرية). *وبالفعل استوطن قادة وعساكر المليشيا بيوت المواطنين ونهبوا السيارات واخذوا المقتنيات وفعلوا ما فعلوا بالمواطنيين من قتل وإرهاب وإذلال وطرد, كل ذلك وتقدم صامتة تبحث عن مفاوضات مع الجيش تنتهي بأن يبقى عساكر المليشيا في بيوت الناس ويمتلكوا سياراتهم ومقنياتهم، وتعود تقدم للحكم فوق مدافع المليشيا بعقالات خليجية وبدل امريكية، ونظارات شمس طليانية وفرنسية، وقمصان (لاكوستى و رالف ليورن) واحذية اديداس وربطات عنق من (شارفت) كل ذلك فوق جماجم السودانيين واحزانهم الممتدة.
*راهنت (تقدم) للعودة للسلطة على مليشيا مجرمة وتحالفت معها, خسرت الرهان, الآن انتهى الدرس يا ….بي, عليكم أن تنصرفوا في خزي وعار باق..! سيكون من الخطأ الكبير ان اعتقدتم انه يمكنكم البقاء في المشهد السياسي، سيكلفكم مثل هذا التوجه الاحمق تكاليفا لا احد يستطيع ان يتنبأ بها… لقد آن لكم ان تنصرفوا في صمت وعار.!
*في الجزائر، فيتنام، افغانستان، العراق وغيرها كان مصير المشاركين و المتعاونين مع العدو اما القتل او الهروب, هرب عشرات الالاف من الجزائرين الذين تعاونوا مع الفرنسيين الى فرنسا، وكذلك الفيتناميين والافغان والعراقيين، هربوا إلى امريكا، اما الافغان الذين تعاونوا مع الروس ابان احتلالها لبلادهم فهربوا الى روسيا, كل هذه حقائق تاريخية موثقة وموجودة لمن رغب! حدث ذلك وسيحدث، ببساطة لأن المواطنين – وليس بالضرورة السلطة- لا يقبلون لمن خانهم وتسبب في قتلهم وانتهك عروض امهاتهم، اخواتهم، زوجاتهم، ونهب مقتنياتهم واحتل منازلهم ان يعيش بينهم..! هذه حقائق التاريخ ولا جديد فيها. الشعب السودانى بشر له قيم انسانية وكرامة ادمية وبالطبع ستكون ردة فعله مثل مجتمعات البشر الآخري، هذا ان تركنا جانبا عقيدتنا التى تأمرنا بالقصاص، ولنا في القصاص حياة كما اخبرنا الخالق، وكما قال الرئيس برهان لن يكون هناك عفا الله عن ما سلف هذه المرة! ولم يكن الرئيس يعبر عن رأيه انما عبر عن راي الشعب قاطبه. ذلك هو رأى الشعب فيكم فاعلموه يا آل تقدم، وانى لكم من الناصحين.
*نصيحتي لحبة الخردل منقسمة أو موحدة ولكل من تعاون مع المليشيا بالبحث عن ملجأ بعيد جدا والانزواء تماما فذلك مصير كل من خان شعبه، ولا انصحكم بالبقاء في الامارات، اثيوبيا، اوغندا، كينيا وغيرها، فهذه الدول ستقوم بتسليمكم للحكومة السودانية متى ما تبدلت المصالح واقتضت منافع الدول ذلك. لكل هذه الدول سجل حافل بتسليم المعارضين, لذلك فروا بجلدكم الى بلاد بعيدة بعد زحل عن الارض وانزوا نهائيا، تلاحقكم لعنات السودانيين إلى يوم يبعثون.
*ختاما انقسام حبة الخردل لا يعني الشعب السوداني في شئ.
هذ الأرض لنا.
نقلا عن “أصداء سودانية”