رأي

اليد الواحدة

راشد عبد الرحيم

هنالك قول مشهور وهو حقيقي وينطبق علي حالنا مع وزارة خارجيتنا وهو أن (اليد الواحدة لا تصفق) .

في عالم اليوم لم يعد العمل الخارجي مقصوراً علي وزارة الخارجية.

هذا في كل العالم وخاصة الغرب الذي نحتاج للانفتاح عليه والتعامل معه باستمرار وتزداد الحاجة لهذا التعامل في هذه الحرب التي استطالت و هي في عامها الثاني.

اكبر المؤثرات السلبية في معركتنا الحالية هي الخارج الذي يأتي منه الدعم للتمرد ويُقدم بالمال والسلاح والعتاد والمواقف، خاصة في المؤسسات الدولية والإقليمية.

هنالك منظمات أهلية فنلندية ونرويجية وفرنسية و غيرها تدعم ورش وأنشطة تقدم، بل قدم الإتحاد الأفريقي عبر الإيغاد دعما و مساعدات ونظّم تحركات وأنشطة لتقدم.

المعارضة السودانية هي أكبر محفز ومحرك للعمل ضد الوطن والقوات المسلحة.

تقود هذه التحركات (تقدم) وقياداتها وهم ليسوا بدولة.

مآسي الجزيرة واعتداءات التمرد الوحشية ضد أهلنا فيها أحدثت حراكاً خارجياً إيجابياً كبيراً و تلقائياً دون أن ينطلق أو يدعم من جهات سودانية.

المنظمات والمؤسسات الأهلية المؤثرة عالميا مثل الصليب الأحمر الذي لم يتحرك إلا لإطلاق سراح أسري من إخوتنا الأقباط و منظمة أطباء بلا حدود وصحفيون بلا حدود جميعها أو أغلبها تقف من السودان موقفاً عدائياً ولا تتحرك منظماتنا الموازية والشبيهة تجاهها.

مؤسسات مثل مجلس الصداقة الشعبية و جمعيات الصداقة مع عدد من الشعوب سكتت وماتت عند الحاجة لها.

ومثلها عدد من مراكز الأبحاث والمنصات المعنية بالثقافة والأدب .. هنالك مجالات يمكن أن تتحرك فيها تجاه ما حدث للمواقع الأثرية والمتاحف والمكتبات العامة والخاصة التي نهبت وأحرقت ودمرت.

هنالك البرلمانات وخاصة في الغرب ساحة للتأثير علي الحكومات وقرارها.

لو تحرك عدد من السودانيين الذين خرجوا في تظاهرات ضد (تقدم) في بريطانيا و غيرها نحو برلمانات البلاد التي يقيمون فيها لأحدثوا اختراقا لحكومات الغرب.

شخصيات داعمة ومساهمة بقدر كبير لم تجد السند والدعم لا رسمي و لا شعبي و كمثال المعلق و المحلل السياسي الامريكي كاميرون هدسون الذي يتحرك من تقديراته يخطئ و يصيب دون تواصل رسمي أو شعبي معه.

كما ينعدم التواصل مع الشخصيات الكبيرة و المؤثرة مثل الذين لهم متابعات كبيرة في مواقع التواصل الإجتماعي و المؤثرين من نجوم الرياضة والفنون و المطربين و المبدعين في شتي المجالات.

لا تتركوا الخارجية لوحدها لأنها لا تملك كفين لتصفق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى