الفنون من ذاكرة أم درمان.. الأمين الكندي: والدتي لها قصائد تتداول على نطاق الأسرة
قهاوي أم درمان روادها شعراء ونواب برلمان
عاصرت تكريم جمال عبدالناصر وحفل أم كلثوم
أبو صلاح شحيح الكلام يتناول الشعر فقط مع شعراء مثله
الأمين الكندي رجل دفع للساحة الفنية بفنانيين “موسيقي ومسرح” إذ يعرف الجمهور أبناءه النجوم، المسرحي الكندي الامين، والفنان المطرب صلاح الامين نموذج لأهل أم درمان الذين يعرفون بطيب الانس والترحاب منذ بداية تشكل المدينة في عهد المهدية، فالمدينة تسكنها جميع سحنات وقبائل السودان، وكان القاسم المشترك بينهم هو روح التالف والتشبع بروح الأصالة الامدرمانية، كل الاسر تعرف بعضها البعض والأبواب مفتوحة على مصرعيها لكل طالب علم وعمل بشرط أن تتشرب ثقافة ام درمان، وهذا يعطيك حق الإقامة والمشاركة في كل الأفراح والاتراح.
الأمين الكندي الموسوعة في الثقافة والفن والرياضة وفي كل مجال يستحق أن نفرد له مساحة ذكريات وحكاوي
حوار :ابراهيم الجاك – وليد العشي
ورغم أن أبناءه نجوم في الساحة الفنية الا أنه قطع بأن الأسرة ليس لها ارتباط كبير بالفن، بمعنى أن ليس بها شاعر مشهور او مسرحي، وقال” لكن والدتي كانت لديها قصائد يتم تداولها على نطاق الأسرة والحي، أنا أيضا لدي محاولات في الشعر ولكن كانت قليلة يتم تداولها في نطاق العمل والأسرة.
ويحكي الأمين أن ام درمان مدينة ذات صخب وكانت بمثابة بوتقة لجميع انواع الفنون، وأضاف “كانت تقام بعض ليالي السمر في نادي العمال وشهد انطلاق أول الأعمال المسرحية قبل أن يتم الانتقال إلى دار الإذاعة والمسرح القومي بداية الستينات ونهاية السبعينيات، وكان أشهر المسرحيين في ذلك الوقت الفاضل سعيد ومحمود سراج أبو قبورة.
شهد كذلك على مجد المسرح القومي وحفلاته وضيوفه، وقال “كان المسرح القومي يعج بالفنانين ومن أشهر الحفلات التي عاصرتها تكريم الرئيس جمال عبد الناصر الحفل الذي أقامته الفنانة أم كلثوم بحضور أحمد المصطفى وعثمان حسين والكابلي الذي غنى مصر يا أخت بلادي يا شقيقة.
يتذكر أن أم درمان على تواصل مع العالم الخارجي حيث يتم جلب مجلة العربي من الكويت وروز اليوسف من مصر وتوزع في جميع المكتبات، وكان رواد المكتبات يقفون في الصفوف للحصول على النسخ .
من معالم الثقافة في ام درمان القديمة القهاوي، التي جمعت الفنانين خرجت منها أجمل النصوص، وزاد قائلا “من أشهر القهاوي على زمننا قهوة جوج مشرقي وسيد وشديد ود الحسين وحاج علي والحداد وود الاغا حيث كانت الأمسيات صاخبة وكل القهاوي كانت مليئة بالزبائن من مختلف طبقات المجتمع وكان الشعراء ونواب البرلمان يتواجدون بشكل يومي للتسامر والتفاكر واحياء النهضة الفكرية بام درمان.
العلاقات الاجتماعية كذلك كانت مميزة في ام درمان”، وتابع “كنت على صلة صداقة مع الشاعر أبو صلاح وكان قليل الكلام يقضي جل وقته في صياغة الشعر وكان شحيح الكلام مع أصدقائه وكان لا يميل إلى تناول الشعر الا مع شعراء مثله من خلال الأمسيات في المقاهي التي يؤمها أقرانه من الشعراء أمثال سيد عبدالعزيز وود البنا وعبدالرحمن الريح وابراهيم العبادي”.