ثقافة وفنون

الفنان مصطفى السني في حوار مع (الأحداث): كل المهن تزاول نشاطها من أجل لقمة العيش والفنان ليس استثناء

الفنان مصطفى السني في حوار مع (الأحداث):

 

الفن أسرع وسيلة لعرض القضايا والمواقف

 

الفن مؤثر في حالة السلم والحرب

 

أغنيات الحنين سببها الشعور بالغربة

 

كل المهن تزاول نشاطها من أجل لقمة العيش والفنان ليس استثناء

 

الموسيقى لم تشعل حرباً ولن توقفها

 

حوار – ماجدة حسن

تعرض الفنانون الذين قدموا حفلات خلال عام الحرب إلى حملات نقد واسعة، من بين هؤلاء الفنان مصطفى السني، فهو لتقديرات تخصه شارك في حفل وقدم مرافعة كبيرة عن موقفه ووضعه كفنان، وقال السني من خلال حوار مع (الأحداث) يجب أن يعلم الجميع ضرورة الفن في حالة السلم وحالة الحرب وسرعته في إيصال الرسائل.

 

قيمة تكافلية

وقال السني إنه كفنان على المستوى الشخصي لا يحمل هم إعالة نفسه فقط وما وقع  على أبناء الوطن وخصوصاً الخرطوم وقع عليه وفقد مثل الجميع ممتلكاته وأمواله وتمت سرقة بيته، وأضاف “ولست بصدد العويل أو طلب مد يد العون، والحفلات التي أشارك فيها ماهي إلا ملتقيات اجتماعية يعرفها من جرب الحضور إليها وهي بقيمة تكافلية توفر لمن يحضر شيئاً من الإحساس الذاتي بالهوية وترويح عن النفس بالاستماع والاستمتاع بقيمة قد لا تؤثر عليه هو شخصياً ولكنه هو فعلاً يساهم فى إعاشه أسر عازفين وفنيين صوت ومنظم ومن يغني في تلك الليلة.. وأسر متعففة لا تملك قوت يومها وتستحي أن تطلب ثمن الرغيف الحاف حتى من أقرب الأقربين”.

 

في الهم سواء

 

ويبدي السني استغرابه من حملة الانتقاد خاصة وأن الفن مهنة كغيره من المهن، وقال “لم نحجر على التاجر والطبيب والمعلم والمهندس وأصحاب المدارس وكل أصحاب المهن حقهم في مزاولة أنشطتهم التي يحترفونها لكسب لقمة العيش.. لم نطلب ممن يعملون في دول خارج السودان نحن نعاديها الآن ونرفض أدوارها في إشعال الفتن والحرب الدائرة الآن أن يتركوا عملهم أو يقدموا استقالاتهم لأن لدينا حرب في السودان.. كلنا في هذا الوضع البائس سواء.

 

رفض صكوك الوطنية

 

وقال “الموسيقى لم تشعل حرباً ولن توقفها إن توقفت، نرى ونشاهد فيديوهات البطش والظلم والقتل والنهب ونشاهد مع الخلفية الموسيقية ولم نحتج”، وأضاف “الإمعان في أن تكون نظرتنا دائماً استعلائية وتصنيف شرائح المجتمع حسب ما نرى ونعتقد هو أمر بغيض يستوجب منا أن نقف عنده ونراجع أنفسنا وطريقة تفكيرنا ونكف عن توزيع صكوك الغفران والوطنية حسب المزاج وفهمنا المحدود للأشياء ولنتعلم أن الفنان والموسيقى والعازف والحداد وكل أصحاب المهن هم في الهم سواء كل يسعى للعيش وتوفير مستلزمات الحياة.. نجدد احترامنا وتقديرنا لكل رأي ونرد بمثل ما اختار صاحب النقد أسلوبه في الانتقاد.. ونسأل من يسألنا الاختشاء والاستحياء.. ألم تبحث عن طرق توفر لك لقمة العيش؟ ألم تسعى لمساعدة أهلك إن كنت داخل السودان أو خارجه.. هل امتنعت عن الطعام والشراب والنوم مؤازراً لهم؟.. نقول للكل نحن نكتوي بكل نار تصيب أهلنا في خاص أو عام.. ولنا الحق في الكسب لنتصدق ونساعد وندعم دون إعلام أو رياء.. ولنا حق قبول المبادرات التي نراها تصب في نفس الهدف المعلن ورفض مانراه يعلن خلاف مايخفي.. ونتمنى أن تضعونا في مرتبة البشر الذي يسعى لأجل نفسه وأهله والتزامات الحياة”، ويضيف “نؤكد أن أبوابنا مفتوحة لكل مكرمة ولكل إعانة تعيل أو تعالج أو ترفع المعاناه عن أهلنا في مصر أو السودان غير مدخرين جهداً في ذلك بكل ما هو ضمن استطاعتنا وحدود إمكانياتنا”.

 

شعور بالغربة

 

وعن موجة أغنيات العودة المنتشرة قال السني “هي فعلاً موجة ولكنها ليست جديدة بالنسبة لي، لكن زادت بحكم الظروف التي تمر بها البلاد”، وأضاف “أن هذه النوعية من الأغنيات كانت موجودة لكن الإحساس بها اختلف بحكم الوضع الحالي المختلف للبلد هناك أناس هجروا من مناطقهم إلى المجهول وأصبحت هناك غربة داخلية وخارجية ولك أن تتخيل أن هناك شخص عمره لم يغادر أم درمان أو بحري إضطر أن يخرج قسراً من أماكن نشاطهم وذكرياتهم لذلك جاءت فكرة الحنين وهناك من سمعوا بمصطلح غربة لكن لم يجربوا إحساسها قد يكونوا لأول مرة يخرجوا خارج السودان وهؤلاء عرفوا أن قيمة الشخص في وطنه وأحسوا بطعم الغربة الحقيقي لذلك أصبح لديهم أغنيات لها علاقة بالوطن بل وأصبح الاستماع إليها مختلف وفي بيئة مختلفة”.

وأكد السني أن هذه الاغنيات لن تكون بداية لغناء جديد، وقال “أنا متأكد هذه الفترة ستملأ الساحة بالغناء الوطني والرجوع والعودة ستكون أغنيات مسيطرة وفي السطح في الساحة الفنية”.

وأشار السني إلى أنه جزء من هذه الموجة، وأردف “أنا داخل هذه الموجة عبر أغنية (الخرطوم) كلمات الشاعر محمود الجيلي وألحان أحمد المبارك وهذا المنحى لأنه في هذا الوقت يفترض أن نلتف حول البلد ونغني لها مع أمنياتنا أن ترجع سليمة معافاة وتعود الخرطوم سالمة غانمة”.

 

مفعول السحر

 

ويعتبر السني الفنون عامة وسيلة سريعة وسهلة في إيصال الرسائل لذلك هو مع إعلاء قيمتها في هذه المرحلة ، وقال “أنا مع شعار الحل في الفن، والفن به حلول كثيرة جداً واعتقد أن الفن في حالة الحرب والسلم مؤثر جداً ويستطيع أن يجمع السودانيين ويوحدهم ويرسل رسائل للسلام ويشجع الناس على الالتفاف حول القضية المعينة وله دور كبير خاصة وأن الفنانين لهم معجبين مستمعين يستطيع الفن أن يوحدهم خاصة وأن يقتدوا بالفنان ويسمعون له ويتفقون معه في مواقفه، وأشار السني إلى أن الفن أسرع وسيلة لعرض القضايا والمواقف عالمياً، أكثر من الاقتصاديين والسياسيين وغيرهم وبطريقة محببة ويقدم رسائل قوية في وقت سريع ووجيز لا تحتاج إلى قنوات تلاقي، يمكن أن نصنع أغنية تجوب كل العالم في نصف ساعة، لذلك أنا مع الحل في الفن لأن له مفعول السحر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى