الصمود الخرافي لكوادر النو وصحة الخرطوم
![](https://i0.wp.com/alahdaathnews.com/wp-content/uploads/2024/10/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8-%D9%82%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF.jpg?fit=198%2C169&ssl=1)
الطيب قسم السيد
مع كل انتهاك جديد وعدوان بربري وحشي يتعرض له المرضى والمرافقين وكوادر مستشفى النو بأم درمان، تتبدى صور من الصمود الخرافي الذي يظهره المرضى وذويهم، والكوادر العاملة بالمستشفى على مختلف مهامها وواجباتها، وتهب كوادر صحة الخرطوم تتفقد ما يطال الناس والمباني والآليات والمعدات والاحتياجات من استهداف وتدمير.
يحدث ذلك تحت القصف الماثل والمحتمل، وما يخلفه من أعباء وضحايا وجروح تطال الأجساد وتدمي القلوب، بفعل ما ينجم عن موجات الاستهداف المتكرر لهذه المؤسسة المدنية الطبية التي ظلت صامدة في وجه تمادي الجماعة الإرهابية، التي ظلت اعتداءاتها تشكل دلالة دامغة متكررة وموثقة، على وحشية وغجرية عصابة الدعم السريع، تدلل وتطعن في نزاهة كل من هو وراء هذا السرطان الذي حل بجسد هذا الوطن الغالي ونال من هذا الشعب الأبي الصامد الصابر المحتسب.
أقول قولي هذا وقد استمعت إلى حوار قصير مباشر أجرته قناة الجزيرة مع مدير مستشفى “النو” عشية العدوان الوحشي السافر على سوق صابرين.. فشدني والله ثبات الرجل وهو يتحدث بنبرة واثقة عن الحالة التي نحسب أنها مشفقة فرضها الاعتداء الهمجي على سوق صابرين، وما خلفه، من الضحايا، من القتلى والمصابين، الذين تم إجلاؤهم إلى المستشفى، فتحدث الرجل بثبات، عن إمكانات متوفرة لمقابلة تداعيات العدوان.. وعمليات جراحية كبرى ،تجرى .. وحالات إصابات متفاوتة تنظر، وصمود للكوادر على تدرجاتها وتخصصاتها كافة.. قالت به كلماته وأعطت الشعور بينا به نبرته،الثابتة الواثقة المطمئنة.
ويبدو أن ثبات الرجل، وتماسكه ذاك النبيل، مستمد من مواقف سلطات ولاية الخرطوم التنفيذية والصحية بقيادة واليها الذي ظل يسجل حضوراً ميدانياً عاجلاً، في قلب كل حادثة وكارثة تعمد لارتكابها العصابة المجرمة الفاجرة مَن تسمى بالدعم السريع ..فظل يهرع مع كل تحدي إلى مكان الحدث وموقع الكارثة يصحبه المساعدون والمعاونون، والمستشارون، من صناع القرار ومتخذيه ومنفذيه. ففي لجنة طوارئ صحة الخرطوم، أفادت التقارير أنها شغلت (12) عربة أسعاف.بمجهوداتها الذاتية واحتوت كل التداعيات الصحية لأحداث (سوق صابرين).
فقد تجلت قدرة وهمة وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في احتواء التداعيات الصحية الحرجة، التي خلفها القصف البربري الممنهج للمليشيا الإرهابية المتمردة، لسوق صابرين الذي أودى بحياة (57) مواطناً مدنياً، وأصابه (160) آخرين. أصابات معظمها بالغ الخطورة.
إن الذي يملأنا يقينا ويعبئنا صلابة وثباتا، ما كشف عنه اجتماع لجنة الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم، الأسبوعي، الذي أعلن عن تحدٍ كبير، وانجاز نموذجي، تمثل في تأهيل وإعادة تشغيل اثنتي عشرة عربة إسعاف مزودة بالأجهزة والكوادر لإجلاء المصابين من موقع الحادث لمستشفى النو التعليمي لاخضاعهم للإسعافات اللازمة وتلقي العلاج، وتمكنت الكوادر الطبية بالمستشفى من أسعاف (110) مصابا كانت حالاتهم حرجة في غضون ساعة واحدة.. وأحالت عربات الإسعاف مصابين آخرين لمستشفى أم درمان بعد أن أجريت لهم الإسعافات الأولية العاجلة ، وما ورد عن الاجتماع الأخير ذاك المهم للجنة طوارئ صحة الخرطوم، من تأكيد لاستقرار حالات المصابين، و احتواء فوري للكارثة التي وقعت بسوق صابرين وما بذل من مجهودات لتوفير للإمداد الدوائي الخاص بالطوارئ، والدم الكافي ببنك الدم بمستشفى النو، وما صاغوه من إشادة وانصاف وتقدير بحق إدارة مستشفى النو وكوادرها العاملة وكفاءتها العالية في تصنيف الحالات الحرجة واسعافها في الحال، وما بثه المجتمعون في الحقل الصحي بولاية الخرطوم فينا، وكل أهل الخرطوم، من طمأنينة وارتياح، بأن كل المستشفيات العامة بولاية الخرطوم جاهزة و قادرة على إدارة الحوادث والأزمات بذات الإمكانات المتوفرة بمستشفى النو، شكل ارتياحاً ورضي مشى به المواطنون.
وهكذا تتجلى المعاني وتمتشق القيم بأننا أيها الكرام أحفاد شعب أبي وأمة نبيلة.
نقلا عن “المحقق”