رأي

 الحركة الاسلامية وسؤال الهُوية

د. أمين حسن عمر

أحد الأسئلة المهمة التي تطرح حول الحركة الإسلامية هو سؤال الهوية أى سؤال الانتماء. ولاشك أن عنوان الحركة الإسلامية نفسه يجيب عن السؤال . فهي حركة إسلامية سودانية. والبعض يفضل أن يقول أنها الحركة الإسلامية – السودان. أي الحركة الإسلامية بأمتدادها على التراب السوداني. وهذا وصف إفتراضي يفترض أن هنالك حركة إسلامية على مستوى العالم الإسلامي . وأن جزءاً منها يوجد في السودان. ولاشك أن هذا الوصف لا يعدو الأماني إلى الواقع المعاش. فلا يوجد ما يسمى بالحركة الإسلامية المنظمة على مستوى العالم الإسلامي. وربما من المتعذر في ظروف الحياة الراهنة أن يوجد تنظيم موحد للحركة الإسلامية في أى وقت منظور. إذاً فنحن نتحدث عن حركة إسلامية نشأت ووجدت في السودان . فهي حركة سودانية المنشأ تأثرت بكل الظروف والأوضاع السائدة في السودان. وعنوان الحركة يحمل اشارتين أولهما إلى الإسلام والثانية إلى السودان. وصفة الإسلامية لا تعني أنها حركة أيدولوجية. فالأيدولوجيا تعني إعتناق الحركة لمنظومة أفكار منهجية تهدي نظمها وسياساتها وبرامجها لأنها يُزعم لها صفة العلمية التي لا تحتمل الخطأ . وهذا على الأقل تعريف الأيدولوجيات السائدة في العالم.

أما مذهبية الحركة الإسلامية فهي ليست أيدولوجية . لأنها وإن إستندت إلى الأصول الإسلامية وهدفت لتحقيق المباديء والمقاصد الإسلامية فأنها لا تزعم إمتلاك دليل فكرى جاهز لا يحتمل الخطأ أو النقصان . بل إن مذهبها أصولي إجتهادي. فالأصول ثوابت تتمسك بها الحركة وتهتدي بها وفق القواعد والضوابط التي إستقر القبول بها وسط جمهور المسلمين . وأما إجتهاد الحركة أي محاولتها لإستنباط حلول لمشكلات المتغيرات المعاصرة فهي تحتمل الخطأ والصواب مثلها وأى إجتهاد إنساني- وهي مفتوحة للمراجعة متى ما تبين وجه الصواب من المسألة قيد النظر بظهور معلومات جديدة أوبمراجعةٍ للفهم عن النصوص الهادية لإجتهاد المجتهدين. فالحركة الإسلامية ليست حركة أيدولوجية مثل الحركات الماركسية أو الفاشية أو حركات اليمين الجديد بل هي أقرب إلى كونها حركة اجتماعية فكرية . تستقي من ذات مشارب الفكر والثقافة التي يستقي منها المجتمع الذي تعمل في أوساطه . وتسعى إلى النهوض به إلى مراقى النماء والتقدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى