التحركات المصرية بشأن الأزمة السودانية.. هل تنهي حرب المليشيا وتضع الأمور في نصابها؟
الأحداث – عبدالباسط إدريس
مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحوار السوداني في مصر، تشهد القاهرة حراكا دوليا ودبلوماسيا كثيفا جعل من القضية السودانية على رأس الأجندة التداولية، في وقت تتمسك الحكومة المصرية بشدة في أن يظل مؤتمر الحوار السوداني وما ينتج عنه سودانيا صرفا دون تدخل أي جهة خارجية.
ترحيب سوداني:
وأعلنت القوى السياسية التي تلقت الدعوة المصرية ترحيبها بالمبادرة، مؤكدة تلبية الدعوة والحضور إلى القاهرة للمشاركة في المؤتمر، وأعلنت تنسيقية القوى المدنية “تقدم” مؤخراً ترحيبها بالدعوة، وأعلنت عن مشاركتها في المؤتمر . وتداولت وسائل إعلامية نقلا عن مصدر رسمي مصري أن القاهرة لم توجه الدعوة لحزب المؤتمر الوطني لأنه حزب محلول بقانون، مؤكداً احترام مصر للقوانين والسيادة السودانية.
تغلب واشتراطات:
وقالت مصادر دبلوماسية ل(الأحداث) إن القاهرة تحاول التغلب على الحرج البالغ بعد الشروط التى دفعت بها وزارة الخارجية السودانية بشأن المؤتمر الذي دعت له مصر .
وفي وقت سابق أعلنت القاهرة عن حضور مؤسسات وأطراف إقليمية ودولية من بينها الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى والإيقاد والسعودية والإمارات واميركا والاتحاد الأوروبي.
وطالبت الخارجية السودانية بتعريف طبيعة مشاركة الأطراف الدولية التي ستقوم مصر بدعوتها لحضور المؤتمر ووضعت عدة شروط أبرزها عدم مشاركة أي جهة خارجية تعادى السودان في إشارة منها لرفض مشاركة الإمارات التي يتهمها السودان بدعم مليشيا الدعم السريع والاتحاد الأفريقي الذي يرفض السودان التعامل معه بعد أن جمد الاتحاد عضويته.
وقالت مصادر دبلوماسية ل(الاحداث) إن القاهرة تعتزم اطلاق مبادرة لإزالة التوترات وإعادة العلاقات بين بورتسودان وأبوظبي.
لقاءات دبلوماسية:
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن أي حل سياسي حقيقي في السودان لابد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم دون إملاءات أو ضغوط من أية أطراف خارجية.
والتقى شكري، الإثنين ، كومفورت إيرو، رئيسة مجموعة الأزمات الدولية.
وقال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية إن الوزير شكري أعرب خلال اللقاء عن قلق مصر البالغ إزاء انزلاق السودان إلى كارثة إنسانية نتيجة استمرار القتال الدائر، مشدداً على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، باعتبارها العمود الفقري للحفاظ على وحدة وسلامة الدولة السودانية.
وتفيد متابعات (الأحداث) أن وزير الخارجية المصرى سامح شكرى بحث في لقاء آخر مع د. عبد الله الدرديري مساعد السكرتير العام ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تطورات الأزمة في السودان.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن اللقاء تطرق لعدد من القضايا الإقليمية حيث أوضح المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن مصر تعد شريكاً للبرنامج في استراتيجياته لشمال إفريقيا والقرن الإفريقي والمشرق العربي.
وحول الأزمات الإقليمية الأخرى، أعرب المسؤول الأممي عن رغبة البرنامج في دعم قدرة مصر على الصمود فيما يتعلق بتداعيات الأزمة السودانية، مشيراً لتخطيط البرنامج لدعم السودان واليمن بعدد من مشاريع التعافي في المستقبل.
تداعيات الازمة:
وطبقاً لتقارير دولية فان مصر من بين أكثر دول الجوار تأثراً بتداعيات حرب السودان، وبحسب آخر إحصاء بلغ عدد السودانيين المقيمين بمصر 4 ملايين شخص، وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها سجلت أكثر من 300 الف سوداني.
وتمتلك مصر معرفة بالسودان ومصادر قوة ترتكز على عوامل تاريخية وجغرافية واجتماعية بين البلدين تجعلها مؤهلة للعب دور إيجابي في إنهاء الأزمة.