أخبار رئيسيةالأخبار

البرهان يكتب ل “وول ستريت جورنال”:السودان يقاتل من أجل بقائه وعلى واشنطن مواجهة داعمي ميليشيا الدعم السريع

الخرطوم – خاص

حذّر رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في مقال نُشر الاثنين بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، من أنّ الحرب الدائرة في السودان ليست نزاعًا على السلطة بين جنرالين كما يروَّج دوليًا، بل “تمرّد دموي شنّته ميليشيا الدعم السريع بدعم خارجي واسع”، مؤكدًا أن السودان يخوض “معركة وجود” تهدد استقرار الإقليم بأكمله.

وقال البرهان إنّ جذور الحرب واضحة: “قوات الدعم السريع، ذات السجل الطويل في الوحشية والانتهاكات، انقلبت على الدولة، وهاجمت المواقع العسكرية والحكومية في أبريل 2023 بعدما رفضت الاندماج في الجيش الوطني وفق خطة إصلاح أُعدت لتجنب الصراع”. وأشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وثّق جرائم قتل جماعي واغتصاب وترهيب ارتكبتها الميليشيا في مناطق واسعة من البلاد.

وتوقف البرهان عند مجزرة الفاشر الأخيرة قائلاً إنّ “المصادر الميدانية قدرت سقوط نحو 10 آلاف قتيل قبل انقطاع الاتصال”، واصفًا الفظائع بأنها “أكبر بكثير مما عرفه العالم منذ هجمات 11 سبتمبر”.

وحذّر من أن الدعم السريع “لا يتحرك وحده”، مضيفًا أنّ جهات إقليمية ودولية — “تعرف واشنطن بعضها جيدًا” — تقدم للميليشيا العتاد والدعم السياسي والمالي، في خطوة قال إنها “تهدد بتحويل السودان إلى ساحة لتصفية طموحات الآخرين”.

وأشار البرهان إلى اعتداءات استهدفت مصالح أميركية، بينها هجوم على موكب دبلوماسي، وحادث توفي فيه عنصر أمن بالسفارة الأميركية أثناء احتجازه لدى الدعم السريع عام 2024، مؤكدًا أن هذه الوقائع “تكشف الطبيعة المعادية للولايات المتحدة لدى الميليشيا”.

ورحّب البرهان بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال قمة السبع الأخيرة، معتبرًا أنها “أول توصيف صريح للحرب باعتبارها تمرّدًا مدعومًا من الخارج”. كما ثمّن مخرجات لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قائلًا إنّ السودان “يرى في هذه الخطوات فرصة لسلام عادل ومنصف”.

ورغم إشادته بالتحركات الأميركية-السعودية، شدّد البرهان على أن “أي تسوية حقيقية تتطلب تفكيك ميليشيا الدعم السريع ومرتزقتها”، معتبراً أن الباب الوحيد المتاح أمام بعض عناصر الميليشيا “هو الاندماج المهني الصارم داخل الجيش لمن لم تتلطخ أيديهم بأي جريمة”.

وأكد البرهان التزام القوات المسلحة السودانية بالانتقال إلى الحكم المدني بعد توقف الحرب، مضيفًا: “السلام الحقيقي لا يتحقق بالنصر العسكري وحده، بل بالديمقراطية وسيادة القانون”.

وختم مقاله برسالة مباشرة إلى واشنطن: “السودان لا يطلب صدقة، بل يطلب من العالم أن يختار بين دولة ذات سيادة تدافع عن شعبها وبين ميليشيا تمارس التطهير العرقي. وقد عانى شعبنا ما يكفي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى