رأي

البرهان بين اختبار القيادة وحكم التاريخ

على السطر

د. عبدالله المحجوب احمد

 

لقد توليتم قيادة البلاد في ظرف هو الأكثر تعقيدا في تاريخ السودان الحديث وسط مناكفات وصراعات كان أبرزها موقف نائبكم السابق وقوى سياسية لم تنسجم معكم فكان التحدى كبيرا والضغوط اعظم ورغم ماوقعتم فيه من اخطاء في بداية المرحلة فإنكم اليوم أصبحتم رمزاً لحرب الكرامة والتف حولكم الشعب في معركة الدفاع عن الوطن وسيادته

وفي هذه اللحظة التاريخية نؤكد لكم أن الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني كانوا وسيظلون دائما سنداً للدولة والجيش في معركة الحفاظ على وحدة السودان وسيادته ورفض التمرد والفوضى. هذا موقف راسخ وثابت ينبع من إيماننا بوطن يسع الجميع ودولة تحمي شعبها ومؤسساتها

لكن الحرب على وشك نهايتها وتنتظركم معركة أخرى لاتقل أهمية، معركة الاقتصاد وإعادة بناء البلاد وهذه معركة تحتاج إلى عقول الخبراء ورؤية واضحة وسياسات رشيدة تخرج السودان من أزماته . فلا ترهقوا أنفسكم بالاستماع إلى أصوات المزايدين وصناع الجدل في الميديا الذين لايقدمون حلولاً بل يزرعون الفتنة ويصنعون الأوهام

سيادة الرئيس ، الشعب قدم تضحيات عظيمة صبر على الحرب وفقد الأمن والاستقرار وتحمل فقدان مصادر رزقه من أجل الدفاع عن الوطن والآن ينتظر منكم أن تبادلوه هذه التضحيات بقرارات جريئة وإصلاحات حقيقية تعيد له الحياة الكريمة

التاريخ يسجل والشعب يراقب فاجعلوا ما يكتب عنكم صفحات مضيئة من الإنجاز والتغيير لا فصولاً من التردد والأخطاء . المستقبل ينتظر منكم قرارات شجاعة وخطوات ثابتة نحو البناء ولن يتحقق ذلك إلا إذا أحطتم أنفسكم بأصحاب الكفاءة ، لا المتسلقين وأصحاب المصالح

الفرصة مازالت أمامكم، فاجعلوا مصلحة البلاد والمواطنين فوق كل اعتبار حتى يسجل التاريخ أنكم كنتم قائداً ارتقى بوطنه إلى بر الأمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى