تقارير

الانتهاكات بالجزيرة.. المدنيون في مرمى نيران حملات المليشيا الانتقامية

الأحداث – متابعات

خيمة من حصير، يتناثر تحتها المرضى وتتدلى فوق رؤوسهم قوارير السوائل الطبية التي تتصل بأذرعهم عبر إبرة غزت في العروق، وسط تطاير الغبار وتحت أشعة الشمس ودون أدوات طبية معقمة.
هذا المشهد ليس الأقسى بين المشاهد التي ينشرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لضحايا مليشيا الدعم السريع في قرى ولاية الجزيرة.

جوع وتعذيب

فقد نشرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بيانا أحصت فيه أكثر من 200 قتيل قضوا على يد مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة بسبب “المرض والجوع والعطش والتعذيب”، في حين ذكر البيان وجود “حالات وبائية وحالات تسمم كيميائي” وسط شح الأدوات الطبية.
ونشرت أيضا صفحة مؤتمر الجزيرة على فيسبوك تدوينة بأنه منذ 20 أكتوبر الماضي، تاريخ انضمام قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل للجيش السوداني، وحتى تاريخ هذا التصريح الصحفي في العاشر من نوفمبر 2024، “سقط أكثر من1237 مواطنا بولاية الجزيرة”.
وقالت شبكة أطباء السودان إن 11 قتلوا وأصيب 18 آخرون بينهم أطفال على يد قوات الدعم السريع في قرية الحضور في ولاية الجزيرة.
ونشر حساب ترند السودان مقطع فيديو يظهر رجلا مضرجا بالدماء وهو يقول إنه تعرض لإطلاق نار من عناصر من الدعم السريع بسبب ما قال إنهم أرادوا الحصول على أمواله وسيارته رغم أنه لا يملك سوى دابة يركبها.
كما نشر الحساب نفسه بيانا أحصى فيه أكثر من 1200 قتيل على يد قوات الدعم السريع في 77 قرية في ولاية الجزيرة منذ 21 يوما، منها قرى الهلالية وتمبول والسريحة والعقدة وغيرها.

قتل وانتقام

وقال ناشطون إن الضحايا تحولوا من أفراد إلى عائلات، فأخبار القتلى أصبحت تأتي على شكل “فلان وزوجته أو فلان وأولاده”.
وأضاف آخرون أن قوات الدعم السريع أصبحت ترتكب الجرائم من باب الانتقام المتعدة من الشعب السوداني، وأنه يجب أن تحاسب على قتلها للمدنيين الأبرياء، وطالب هؤلاء المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط على الدول الداعمة لقوات الدعم السريع لإيقاف الدعم عنها وتقديمها للعدالة.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد اتهمت قوات الدعم السريع بممارسة أعمال تعذيب وقتل جماعي في ولاية الجزيرة السودانية، وذلك على خلفية انشقاق حليفها السابق أبو عاقلة كيكل يوم 20 أكتوبر الماضي، في حين أكدت الأمم المتحدة فرار نحو 120 ألفا جراء تلك الهجمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى