تقارير

الأمم المتحدة: 30 مليون سوداني في حاجة ماسة مع استمرار الحرب والأزمة الإنسانية

دخلت الأزمة السودانية عامها الثالث، لتتحول إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، حيث أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 30 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدات عاجلة للبقاء على قيد الحياة.

في إحاطة من نيويورك، قالت إيديم ووسورنو، مديرة العمليات والدعوة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن السودان يعاني من تصاعد معدلات سوء التغذية، تفشي وباء الكوليرا، وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية. وأضافت أن الوضع “يفوق حدود الاحتمال”، مشيرة إلى أن زيارتها إلى السودان وتشاد كشفت حجم الدمار والمعاناة الإنسانية.

مدن محاصرة وأزمة غذاء خانقة

تشير التقارير إلى أن مدنًا رئيسية مثل الفاشر في شمال دارفور، وكادوقلي في جنوب كردفان، والأبيض في شمال كردفان، ترزح تحت الحصار منذ شهور طويلة، ما يمنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية.

وفي الفاشر، المحاصرة منذ أكثر من 500 يوم، يتزامن القصف المستمر مع تفشي الكوليرا التي لا تميز بين المدنيين والعسكريين. فيما تظل عشرات الشاحنات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية عالقة في نيالا بانتظار الإذن بالعبور.

تقدّر الأمم المتحدة أن نحو 680 ألف شخص في السودان يواجهون مستوى كارثياً من انعدام الأمن الغذائي خلال موسم العجز الغذائي الحالي، بينما تحولت بعض مناطق النزوح، مثل معسكر زمزم في شمال دارفور، إلى بؤر لمستويات المجاعة.

الخرطوم.. من عاصمة نابضة إلى “مدينة أشباح”

رغم تراجع حدة المعارك في الخرطوم، وصفت ووسورنو العاصمة السودانية بأنها “مدينة أشباح”، حيث تنتشر مخلفات الحرب المتفجرة بين المباني المدمرة، بينما يعيش السكان تحت صدمة نفسية هائلة.

لكنها لفتت أيضاً إلى مظاهر أمل، إذ رأت مجموعات من السكان يحاولون تنظيف الشوارع واستعادة شيء من الحياة الطبيعية، ما يعكس إصرارًا على النهوض رغم الدمار.

تشاد.. بوابة إنسانية مكلفة

مع صعوبة التحرك داخل السودان، باتت تشاد المنفذ الأساسي للمساعدات الإنسانية. وأشادت المسؤولة الأممية بالسلطات التشادية لإبقاء معبر أدري مفتوحًا أمام الإمدادات واللاجئين، لكنها أوضحت أن رحلة الإمدادات طويلة ومعقدة، إذ تبدأ من دوالا في الكاميرون، مرورًا بالعاصمة التشادية نجامينا، قبل أن تصل إلى الحدود السودانية. ووصفت العملية بأنها “جهد ضخم ومكلف”.

نداء إلى المجتمع الدولي والأطراف المتحاربة

اختتمت ووسورنو تصريحاتها بدعوة المجتمع الدولي إلى زيادة التمويل وتحسين وصول المساعدات، مشيرة إلى أن ما يحتاجه السودان يوميًا هو 55 سنتًا فقط للفرد لتوفير المساعدات الأساسية.

كما وجهت نداءً مباشراً إلى الأطراف المتحاربة من أجل وقف القتال وإفساح المجال للمساعدات، قائلة:

“حتى بعد أن تصمت المدافع، سيظل الناس بحاجة إلى التعافي وإعادة البناء”.

خلفية

• اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف وتشريد الملايين.

• تشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 ملايين شخص نزحوا داخليًا أو لجأوا إلى دول الجوار، خاصة تشاد ومصر وجنوب السودان.

• يُنظر إلى السودان، الذي كان يعرف بـ”سلة غذاء القرن الإفريقي”، اليوم كأرض مهددة بالمجاعة والانهيار الكامل، في ظل عجز دولي عن وقف الحرب أو توفير تمويل كافٍ للاستجابة الإنسانية.

خلاصة: السودان يقف على حافة كارثة ممتدة، حيث يختنق الملايين بين الحصار والمرض والمجاعة، بينما تبقى المساعدات رهينة التمويل الدولي والقيود الأمنية، في انتظار أن تضع الحرب أوزارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى