تقارير

استخدام المليشيا للصواريخ ضد المدنيين بالفاشر.. (الأحداث) تستنطق خبراء عسكريين وقادة حركات مسلحة

العدل والمساواة: استخدام المليشيا للصواريخ نتاج طبيعي لتلقيها ضربات موجعة من الجيش والقوة المشتركة والمستنفرين

خبير بمركز البحوث الاستراتيجية: استخدام المليشيا للصواريخ يدل على عجزها في الوصول للفاشر

التحالف السوداني: المليشيا تُخطط للسيطرة على الفاشر لإعلان حكومة بدارفور

مدير مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية: الصواريخ التي استخدمتها المليشيا لن تساعدها في كسب الحرب لافتقارها للدقة

في تطور لافت خلال الأيام الماضية اتجهت مليشيا الدعم السريع لاستخدام الصواريخ في هجومها على مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور ما أدى إلى مقتل نحو 60 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، (الأحداث) طرحت عدد من التساؤلات على خبراء عسكريين وقادة حركات مسلحة حول التوجه الجديد للمليشيا باستخدام الصواريخ في معركة الفاشر في المساحة التالية.

الأحداث – آية إبراهيم

هجوم دموي
على مدى الثلاثة أيام الماضية تتعرض حاضرة ولاية شمال دارفور الفاشر لهجوم عنيف بواسطة مليشيا الدعم السريع باستخدام الصواريخ والطيران المسير مما أودى بحياة العشرات من المواطنين فضلاً عن الدمار الهائل الذي طال البنى التحتية.
وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن قائد المليشيا عبد الرحيم دقلو أحضر صواريخ قبل أيام عن طريق الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، وأشار مناوي إلى أن الفاشر تعرضت لهجوم دموي، ولفت إلى إنّ المليشيا قررت دخول المفاوضات بدماء الأبرياء بعد قصفها تجمعات المدنيين في المساجد والمستشفيات وخاصة المستشفى السعودي.

تطور خطير
خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الإستراتيجية
اللواء د. أمين إسماعيل مجذوب اعتبر استخدام المليشيا للصواريخ بالفاشر تطور خطير في معركة الفاشر، وعزا الخطوة لأمرين أولهما عجز المليشيا عن الوصول إلى الفاشر بالتالي لجأت للقصف من المسافات البعيدة باستخدام الصواريخ التي قال إن مداها يزيد عن الخمسة آلاف كيلو متر.
وقال مجذوب لـ(الأحداث) إن الأمر الثاني يدل على أن هنالك تمويل وإمداد مفتوح من الجهات الداعمة للمليشيا الإقليمية والدولية بهكذا صواريخ وإمكانيات تساعد على استمرار المعركة لأشهر وربما لأكثر.

مخالفة قوانين
وأعلنت حكومة ولاية شمال دارفور مقتل نحو 60 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات إثر القصف المدفعي العنيف الذي نفذته مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر لثلاثة أيام على التوالي.
وقال بيان أصدرته حكومة ولاية شمال دارفور إنه “خلال الثلاث أيام الماضية قتل أكثر من 60 شخص وأصيب ما يزيد عن 100 مواطن في الفاشر جراء القصف المدفعي لمليشيا الدعم السريع”.
وأوضح بأن ما حدث في سوق الفاشر الجنوبي والمواشي خلال اليومين الماضيين يعد واحدة من أكبر المجازر البشرية التي ارتكبتها مليشيا التمرد في حق المدنيين العزل.
واتهم البيان مليشيا الدعم السريع بتعمد استهداف الأسواق والأحياء السكنية والمرافق الخدمية.
ورأى البيان أن إستهداف المليشيا للمدنيين بصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة يعد عملاً مخالفاً لقوانين الحرب التي تؤكد أهمية حماية المدنيين أثناء القتال.

تقليل خطوة
لكن مدير مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية الخبير العسكري الفاتح محجوب قلل من استخدام المليشيا للصواريخ في معركة الفاشر، ويقول إنها تستخدم صواريخ الكاتيوشا وهي ليست تطورا كبيراً في الحرب لكونها أصلاً موجودة لدى الجيش السوداني وامتلك الدعم السريع أيضاً بعض تلك الراجمات لكن للأسف استخدمها في قصف المدنيين في محلية كرري ومن ثم الفاشر.
وأكد محجوب في حديث لـ(الأحداث) أن الصواريخ التي استخدمها الدعم السريع لن تساعده في كسب الحرب لأنها تفتقر للدقة لكنها مرعبة جداً للمدنيين وتسبب في أوساطهم خسائر جسيمة كما حدث في الفاشر.

هجمات متعددة
ويأتي استخدام مليشيا الدعم السريع للصواريخ في هجومها على مدينة الفاشر بالتزامن مع هجمات أخرى نفذتها المليشيا بالطائرات المسيرة حيث هاجمت طائرتان مسيرتان لمليشيا الدعم السريع، ليل الإثنين، مقار حكومية بالدامر بولاية نهر النيل واستهدفت إحدى المسيرتين مبنى وزارة الحكم المحلي ما أدى لاشتعال النيران في المبنى، بينما سقطت الأخرى بالقرب من أمانة الحكومة، كما استهدفت طائرة أخرى معسكراً للعمل الخاص بولاية النيل الأبيض ونجحت المضادات الأرضية التابعة للجيش في التعامل مع المسيرة وحالت دون وصولها للهدف.

إضافة جرائم
وقال المتحدث الرسمي بإسم التحالف السوداني محمد السماني إن استهداف المليشيا لمدينة الفاشر بالأسلحة الثقيلة والصواريخ والطائرات المسيرة يأتي في إطار خطتها للسيطرة على المدينة المكتظة بضحايا الحرب بإقليم دارفور بإعتباره آخر المواقع في الإقليم وذلك من أجل إعلان حكومة فيه.
وأشار السماني في حديث لـ(الأحداث) إلى أن عمليات القصف التي مارستها مليشيا الدعم السريع خلال الأيام الماضية على أحياء ومنازل المدنيين بالفاشر إحدى الجرائم التي تضاف إلى الجرائم التي ترتكبها المليشيات بحق المدنيين العزل، وقال إن معظم أسواق المدينة أصبحت خارج الخدمة بسبب قيام المليشيات بضرب أماكن تجمع المواطنين مثل المخيمات أو أماكن تقديم الخدمات مثل الأسواق أو المرافق الصحية مثل ما حدث للمستشفى السعودي، وأضاف: “كل هذه التصرفات تشير إلى أن الدعم السريع الآن يشن حرباً على الشعب السوداني ويريد أن يجعل من الدولة السودانية. شبه دولة”.

بدء حصار
ومنذ أبريل الماضي، فرضت مليشيا الدعم السريع حصاراً مطبقا على الفاشر، قبل أن تبدأ في العاشر من مايو الماضي هجوماً عنيفاً على المدينة في محاولة للسيطرة عليها دون جدوى فيما يتصدى الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة للهجمات.
وتسببت المواجهات المباشرة والقصف المدفعي في مقتل أكثر من ألف شخص، وتشريد ما يزيد عن 500 ألف مواطن.
ولجأت مليشيا الدعم السريع مؤخراً إلى استهداف المرافق الطبية في الفاشر في محاولة لشَل القطاع الصحي، حيث تسبب القصف العشوائي في تدمير مركز غسيل الكلى إضافة لمستشفى الفاشر الجنوبي والسعودي، فضلاً عن عدد من المراكز الطبية المملوكة للقطاع الخاص كما استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للمليشيا مستشفى نبض الحياة التابع للقطاع الخاص، مما أدى إلى تضرر كبير في أنظمة الطاقة الشمسية.

ضربات موجعة
بدوره يرى القيادي بحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم فضل أن استهداف المليشيا للمدنيين بشكل مستمر وممنهج يؤكد أن ليس لها هدف غير المدنيين وممتلكاتهم، ولفت إلى أن تصاعد الهجمات من المليشيا واستخدام الصواريخ نتاج طبيعي لتلقيها ضربات موجعه من القوات المسلحة والقوى المشتركة والمستنفرين لذلك كثفوا القصف وهو تحرك معلوم الدوافع.
وقال فضل لـ(الأحداث) إن المليشيا تحاول عبثاً إحداث أي تقدم أو إختراق قبل انطلاق جولة المحادثات المرتقبة في جنيف خلال شهر أغسطس، وأكد أن القوات المسلحة والقوة المشتركة والمستنفرين يقدمون تضحيات جسام ويتمتعون بمعنويات عالية وإصرار وتجهيز عالي وأنهم سيلقنون المليشيا دروس في الفداء والتضحية حتى دحر آخر مليشي فوق تراب أرض السودان الطاهرة.

تعمد استهداف
وفي وقت سابق قال المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، لـ”سودان تربيون” إن 25 شخص “قُتلوا على الأقل وأصيب أكثر من 50 شخصاً جراء القصف الذي نفذته مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر”
واتهم خاطر مليشيا الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان الفاشر بتعمدها استهداف المواقع المدنية بالأسلحة الثقيلة.
وأوضح أن الإصابات التي وصلت إلى المستشفى، ومن خلال ملاحظته كطبيب، تبين أن السلاح المستخدم هو سلاح “كيميائي”، وهو سلاح غير عادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى