استباحة النساء.. جرائم المليشيا (القذرة) في حرب السودان
الأحداث – عبدالباسط ادريس
فى وقت تتواصل فيه جرائم مليشيا حميدتي المدعومة اماراتيا ، بحق المدنيين ، تشكل انتهاكاتها بحق النساء السودانيات صدمة عالمية كبرى، ولم يتوقف استهداف المليشيا عند قتل وتهجير واغتصاب النساء وحسب بل أضافت إليها جريمة قرن جديدة بسبيهن وبيعهن في أسواق قد طواها العالم بالنسيان وأصبحت من مخازى التاربخ الانساني.
حرب على أجساد النساء:
وكشف أحدث تقرير لصندوق الامم المتحدة للسكان عن انتهاكات جسيمة ارتكبت بحق النساء خلال الحرب، ويأتى التقرير اتساقا مع الذي ذهب اليه خبراء من المنظمة الدولية الذين اعربوا عن قلقهم بشأن تقارير تفيد أن النساء والفتيات تعرضن للاختفاء القسرى وأعمال ترقى الى الحد الذي أجبرن فيه على السخرة والاستغلال الجنسي من جانب قوات الدعم السريع.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان في أحدث تقرير له، الثلاثاء، إن نحو 6.7 ملايين إمراة في السودان، يواجهن خطر عنف النوع الاجتماعي.
وأوضح التقرير أن النازحات واللاجئات هن الأكثر تضرراً.
وجاءت هذه الإحصائية ضمن تقرير إخباري بعنوان: (حرب على أجساد النساء والفتيات).
وأشار التقرير إلى أنه وعلى الرغم من التقارير التي تتحدث عن ارتفاع حوادث العنف الجنسي جراء الصراعات إلى مستويات قياسية، في أرجاء المعمورة، إلا أن الهجمات المبلغ عنها لا تمثل سوى جزء صغير من العدد الحقيقي، حيث تحجم العديد من الناجيات عن الإبلاغ، مخافة الوصمة أو الانتقام أو الوقوع ضحية مرة أخرى.
وفي وقت سابق قالت منظمة العفو الدولية، إن عشرات النساء والفتيات لا تتجاوز أعمار بعضهن 12 عاماً، تعرضن للعنف الجنسي في السودان، بل واحتجز بعضهن لعدة ايام، وفي ظروف من الاستعباد الجنسي.
اغتصاب وسبي:
في السياق قالت مديرة البرامج بجمعية تنظيم الاسرة السودانية ، د. لمياء عبدالغفار ، فى بيان عن المجتمع السوداني بجلسة مجلس الامن الدولى إن الحرب ادت لمقتل مايقارب 16650 شخصا ،ونزوح مايقارب 20 مليون مواطن بجانب وجود حوالى 10 مليون شخص يواجهون احتمال خطر المجاعة فى مناطق سيطرة الدعم السريع.
وكشفت لمياء عن أن العنف المبني على النوع والعنف الجنسي ارتفع بمعدلات مقلقة ما يعرض 6.7 ملايين للخطر، وأوضحت أن العديد من النساء والفتيات تعرضن للاغتصاب والسبي والاستغلال الجنسي من قبل الدعم السريع في المناطق التي اجتاحتها وأثناء النزوح والعبور والملاجئ المؤقتة.
وأكدت لمياء في جلسة مجلس الأمن التي خصصت للإحاطة بالوضع فى السودان إن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات باستهداف النساء والفتيات باغتصابهن وسبيهن، وقالت إن جمعية تنظيم الأسرة السودانية وثقت لعدد من الناجيات وقدمت خدمات صحية لهن.
أوضاع مظلمة:
وتواجه الملايين من النساء السودانيات بالداخل أوضاع مأساوية مظلمة، ويواجهن ثالوث القتل والاغتصاب والتهجير القسري ففي مجزرة ودالنورة التي ارتكبتها مليشيا حميدتي، كان القتل في أوساط النساء والفتيات والأطفال حوالي 40% من حصيلة قتلى المجزرة التي بلغت 200 قتيل، وشهدت مستشفيات المناقل والدويم وصول نساء حوامل في أوضاع صحية معقدة حيث أجريت لعدد من النساء عمليات قيصرية مجانية لانقاذ حياتهن، وعقب اجتياح المليشيا لمدينة الحوش فر الالاف الناجين من المدينة والقرى المجاورة وأغلبهم من النساء والفتيات والاطفال الى المناطق الآمنة، وقالت النازحة فاطمة أحمد عمر لـ(الأحداث) إنها وأطفالها الثلاثة هربوا سيرا على الأقدام لمسافة حوالى 16 كيلو متراً، حتى وصلوا الى منطقة “حمدنا الله” شرق المناقل ،حيث تم نقلهم بواسطة ارتكازات الجيش إلى داخل المناقل، أما النازحة نسيبة محمد قالت لـ(الأحداث) إنها نجت مع أخريات باعجوبة وتمكن من الفرار من قرية الفريجاب عقب اجتياح مليشيا حميدتي للقرية، وقالت إن أعداد كبيرة من النساء والفتيات تم احتجازهن من قبل المليشيا في المساجد وفصول المدارس حيث تطالب المليشيا بدفع فدية تبلغ 4 ملايين جنيه للمرأة الواحدة نظير اطلاق سراحهن.
وفي ذات الوقت تواجه النساء اللاتي نزحن إلى خارج البلاد أوضاع انسانية متدهورة ، ومن مقر إقامتهن بالغابات في اثيوبيا قتلت، الاثنين، امرأة وأصيبت ثمانية اخريات في هجوم مسلح من عصابة الشفتة الاثيوبية التي تمارس السلب والابتزاز والاعتداء الجنسي على النازحات السودانيات بحسب إفادة بعضهن، أما في تشاد فقد تحولت المعسكرات لسجون كبيرة تمتهن فيها كرامة النساء اللاتي يفتقدن أبسط مقومات الرعاية والخدمات بالمعسكرات، وأوردت الطبيبة ايثار خليل ابراهيم تفاصيل تعرض نساء وفتيات المساليت للاغتصاب والقتل، ونقلت عقب عملية الإبادة الجماعية التي ارتكبتها مليشيا حميدتي في الجنينة وقرى غرب دارفور نقلت ايثار عن النساء والفتيات الناجيات تفاصيل الاغتصاب والاعتداء الجنسي الذي تعرضن له.
في مصر التي تحولت إلى معسكر مفتوح لمئات الآلاف من السودانيين قطع آلاف النساء باطفالهن رحلة الموت عبر التهريب حيث يصطف الآلاف منهن يوميا فى طوابير صفوف مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دون تمكن أغلبهن من اكمال اجراءات تسجيلهن بسبب بطء عمل المفوضية.