إنتفاضة الحواضن قادمة.. التنسيقية العامة لأبناء الرزيقات بالداخل والخارج
عميد (م) إبراهيم عقيل مادبو
لنكن واضحين، أن التنسيقية لم تذهب للقاء رئيس المجلس السيادي والقائد العام لقوات الشعب المسلحة من أجل التفاوض أو طلب هدنة أو الدخول في جودية، فمنذ بداية الحرب رفضت التنسيقية أفعال وإنتهاكات المليشيا المتمردة وظلت في صف الوطن والقوات المسلحة عندما كان بعض الناس وقلة من الإدارات الأهلية ومجموعة من القوى السياسية يتماهون مع مليشيا آل دقلو الإرهابية ويساندوها دعماً إعلامياً أو بتفويج اللصوص والمجرمين إلى الخرطوم لسرقة ممتلكات المواطنين وهتك أعراضهم وتخريب مرافق الدولة ونهبها، وإن زيارة التنسيقية لبورتسودان تأتي في خضم عمل وطني كبير يتعاون فيه كل شعب السودان ويعضد وقوفه مع القوات المسلحة والمشاركة في معركة الكرامة ضمن صفوف المقاومة الشعبية.
نحن في التنسيقية العامة لأبناء الرزيقات ومنذ بواكير المعركة إتخذنا القرار الوطني ويشهد على ذلك السيد عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا، والآن ونحن نقف أمام الرئيس لنؤكد له دعمنا ووقوفنا مع القوات المسلحة وتبرؤنا من مافعله قادة الجنجويد والمرتزقة في الوطن والمواطن، كما نؤكد وقوف أهل دارفـور الذين نمثلهم مع القوات المسلحة لهزيمة الجنجويد وإستعدادنا لتكوين لجان الاستنفار والمقاومة الشعبية في مناطقنا، ولدينا عمل كبير داخل دارفور استطعنا به تحييد معظم مواطنينا وتغيير نظرتهم نحو مليشيا آل دقلو المتمردة بل والإعلان عن جاهزيتهم للإنخراط في القتال ضدها، ونحن على تواصل مع اهلنا داخل دارفور فهناك أغلبية من الشرفاء قلوبهم مع الوطن يرفضون ما تقوم به المليشيا وهم جاهزون للمشاركة في أي عمل قتالي متى ما بدأت معركة دارفور وإستعادة الضعين من ايدي المليشيا ومرتزقتهم، ونبشركم أن إنتفاضة الحواضن قادمة فهناك حراك مضاد ضد المليشيا المتمردة ورفض شعبي لممارسات مليشيا آل دقلو قد بدأ في التصاعد رغم الضغوط وأن بعض المناطق أصبحت تشهد وضع جديد رافضاً لوجود تلك المليشيا، وكل هذه التحركات باتت توضح أن مناطق واسعة من دارفور واجزاء من كردفان والتي كانت حتى وقت قريب تشكل جبهة «إسناد» للمليشيا المتمردة، ستكون بداية النهاية لأحلام آل دقلو.
هذه المعركة ليست معركة القوات المسلحة وحدها بل هي معركة كل سوداني وطني غيور على بلده، لا سيما وأن السودان الآن يعيش حالة غير مسبوقة من الانسجام والتلاحم بين مواطنيه وقواتهم المسلحة، وأن هذا الانسجام والتلاحم، سيبقى عائقاً أمام مخططات الأعداء، وسننتصر به في النهاية على كل محاولات المليشيا المتمردة والعملاء والمخذلين الذين كانوا يراهنون منذ 6 سنوات على الوقيعة بين الشعب والجيش وشيطنة المؤسسة العسكرية ولكن خاب مسعاهم الآن بفضل المقاومة الشعبية وتدافع الشعب نحو جيشه.
نهيب بكل المنضويين من أبناء الوطن داخل مليشيا آل دقلو والذين ما زالوا يقفون مع الباطل الزهوق وخاصة أبناؤنا وأهلنا في قبيلة الرزيقات بالخروج من دوامة المليشيا والإرتكان لصوت العقل والحق وهذا الباب لن يظل مفتوحاً إلى الأبد فستاتي ساعة الإغلاق وكل نفس بما كسبت في معركة الكرامة رهينة.
نحن الآن في معسكرين الأول هو الشعب بكل مكوناته وفئاته وطوائفه وأثنياته وايدلوجياته وجيشه، والثاني هو معسكر الجنجويد وقحاتتهم ومرتزقتهم وعملاؤهم وداعميهم من بعض الدول الإقليمية الطامعة في ثروات البلاد ضمن مخطط معروف ومكشوف منذ أمد بعيد، وحربنا الآن ليست سياسية بل حرب وجود، فهذه المليشيا المتمردة ليست لها عقيدة قتالية جامعة كالقوات النظامية لحفظ الوطن والمواطن، ولا تربطها إلا عصبية قبلية ومنفعة مالية ونزعة إجرامية، وقد رأيتم ما فعلوه بالوطن وإنسانه، والمال إلى زوال والعصبية القبلية البغيضة لن تعصم أحد من العقاب ولن يبقى إلا حبل الله والوطن والجماعة الذي نستمسك به، ولذلك نقول لا تفاوض مع المليشيا المتمردة ولا تفاوض مع جناحها السياسي تقدم وعملائها ولا قبول لأي وسيط اماراتي ونتمسك بمخرجات منبر جدة ولا بديل لهذا المنبر وإذا تم التدخل في هذا المنبر من أي دولة كانت او منظمة من المنظمات الإستعمارية فلنخرج منه وليكن لنا منبر هنا في السودان للسودانيين يأتي له من يرغب في السلام والتعمير ونرحب به، ومن يرفض فهو العدو وقد وجب قتاله.
ختاماً نترحم على أرواح كل شهداء الواجب والوطن من أبناء القوات المسلحة والنظامية الأخرى المشاركة في معركة الكرامة كما نترحم على شهداء المقاومة الشعبية والمواطنين الأبرياء من الجنينة إلى ودالنورة والشفاء العاجل للجرحى.
عميد ابراهيم عقيل مادبو
عضو تنسيقية الرزيقات اللجنة العسكرية وعضو لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية ولاية الخرطوم.