إشراقة سيد محمود في حوار مع (الأحداث): الموقف الأمريكي غير مستقر و(تقدم) شريك أساسي وجنائي وسياسي لجرائم المليشيا
إشراقة سيد محمود في حوار مع (الأحداث):
الموقف الأمريكي غير مستقر و(تقدم) شريك أساسي وجنائي وسياسي لجرائم المليشيا
أي دعوة من آلية الاتحاد الأفريقي هي محاولة لإعادة عقارب الساعة للوراء
هنالك حرب لا مجال فيها لأي حديث عن تسوية سياسية
الحكومة أمامها مساحات واسعة للمناورة والتحالفات الدولية
ليس لدينا تفاصيل حول مؤتمر مصر وشروط الخارجية طبيعية
مياه كثيرة جرت ولازالت تحت جسر المشهد السوداني في ظل استمرار مليشيا الدعم السريع في تمردها على القوات المسلحة السودانية والتحركات الخارجية التي برزت بشكل كبير خلال الأيام الماضية بدءً بإعلان جمهورية مصر العربية إستضافة مؤتمر للقوى السياسية والمدنية نهاية الشهر الجاري مروراً بالدعوة الأمريكية للعودة لمفاوضات جدة ثم نية الاتحاد الأفريقي عقد حوار شامل خلال الفترة المقبلة وغير ذلك من القضايا التي وضعتها (الأحداث) على منضدة رئيس الهيئة القيادية للحزب الإتحادي الديمقراطي عضو تنسيقية القوى الوطنية إشراقة سيد محمود وخرجت بالحصيلة التالية..
حوار – آية إبراهيم
لنبدأ باعتزام الاتحاد الأفريقي تيسير حوار شامل بين السودانيين خلال الأسابيع المقبلة ما تعليقك؟
أي دعوة من آلية الاتحاد الأفريقي خاصة إنها تحدثت عن نيتها بعد مقابلة ما يعرف (تقدم) هي محاولة لإعادة عقارب الساعة للوراء.
كيف ذلك؟
هو ذات ماحدث في الخرطوم إبان الثلاثية عندما كان الاتحاد الأفريقي جزء منها، أي عمل من ذلك هو عودة للاتفاق الإطاري ومحاولة إحداث تسوية سياسية للقضية العسكرية هذا لن يحدث، هنالك حرب فلا مجال فيها لأي حديث عن تسوية سياسية أو لقاءات سياسية أو عقد عمل سياسي مشترك لا نحتاج لأي نوع من التيسير للحوار بين السودانيين، السودان في حاجة لمفاوضات عسكرية عسكرية لإنهاء الحرب، أي حديث عن محاولات لجر البلاد إلى تفاوض سياسي بين قوى سياسية لا تحمل السلاح وبعض منها لايمثل السودان كتقدم محاولة للعودة للإطاري والعبث الذي تم بالبلاد وذلك سيؤثر تأثيراً خطيراً وسالب على مجرى الأمور العسكرية وسيفتح جبهة سياسية ستعقد من الأمور العسكرية.
إذن الدعوة الأفريقية المرتقبة مرفوضة حسب رأيك؟
أي دعوة مثل هذه خطيرة وتؤثر على الأمن القومي وعلى الجبهة السودانية الموحدة، السودان ليس في حاجة لها، على الاتحاد الأفريقي أن يذهب تجاه تسهيلات مفاوضات جدة حتى يتم الإيفاء بما تم الاتفاق عليه ثم بعد ذلك تنطلق مفاوضات عسكرية إن أراد الاتحاد الأفريقي مساعدة السودان.
بالحديث عن مفاوضات جدة ما تعليقك بشأن الدعوة الأمريكية الأخيرة بالعودة لها؟
يأتي ذلك في إطار أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن توسط جهات ذات علاقة قوية بالسودان كمصر في حل الأزمة خاصة بالرجوع لمنبر جدة.
يلاحظ أن هنالك تحركات خارجية مختلفة في هذا الصدد؟
هنالك محاولات أخرى من الإمارات التي تحاول أن تلعب دوراً بالتأثير على بعض الدول في الإقليم للضغط على السودان لتقديم التنازلات والعودة للتفاوض بشروطهم وشروط المليشيا كل هذا يصب في هذه التحركات، الملف السوداني والحكومة السودانية واضحة في ذلك
القوى السودانية الوطنية التي تدعم الجيش واضحة أنه مالم يتم الإيفاء بما حدث في منبر جدة بخروج المليشيا من بيوت المواطنين لن يكون هنالك أي عودة للتفاوض مهما حدث من تدخلات أمريكية حتى اتصال وزير الخارجية الأمريكي برئيس مجلس السيادة قالت فيه الدولة كلام واضح بتصريحات مهمة وقوية لنائب الرئيس مالك عقار الذي أوضح الرفض التام لهذه الدعوة وأن العودة لمنبر جدة ليس بهذه السهولة مالم يتم الإيفاء بالشروط الأساسية وهو موقف جيد وشجاع من حكومة السودان هذا لايعني أن الحكومة تتعرض لضغوط أمريكية كبيرة لكن الحكومة أمامها مساحات واسعة للمناورة والتحالفات الدولية.
لنتحدث في هذا الصدد عن توجه السودان نحو روسيا والتحرك الأمريكي من جهة ؟
التوجه نحو روسيا خطوة مهمه وجيدة وإن تأخرت لأن الموقف الأمريكي في الحرب لم يخرج من إطار الضغوطات التي تمارس من الدول الراعية للمليشيا.. الموقف الأمريكي إلى حد كبير غير مستقر يكاد يكون متزعزع ومتقلب بين دعم المؤسسة الأمريكية لمؤسسات الجيش السوداني وبين تقلبات الآراء في الانحياز للإمارات والسكوت عن انتهاكات المليشيا وتصنيفها كجماعة إرهابية وعدم إدخال شكوى السودان ضد الإمارات في مجلس الأمن بصورة واضحة الموقف الأمريكي إن لم يكن متماهياً لكنه غير مستقر ومتقلب مما يجعل السودان يحتاج إلى تحالفات قوية تؤمن بدور المؤسسة السودانية ولها موقف واضح في الحرب كروسيا وإيران والصين، هذه الدول تسعى نحو العدالة في العالم ومزيد من التوازن العالمي توجه السودان نحو الشرق سيحدث توازن كبير وسيسارع بعملية حسم الحرب إيجابياً.
لقاء جديد لتنسيقية القوى الوطنية جمعكم برئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لنتحدث عنه وأهميته؟
ضم الاجتماع عدد كبير من قيادات التنسيقية برئاسة مالك عقار وهو يأتي في إطار ترتيبات التنسيقية لعقد مؤتمر مهم قادم بشأن الترتيبات الداخلية للتنسيقية ومتابعة قضايا البلد بصورة عامة فيما يتعلق بسير المعارك ودعم القوى السياسية لجبهة الجيش وحراك المقاومة الشعبية في الأقاليم كل هذه القضايا ستناقش وتم إطلاع البرهان عليها في الاجتماع.
قدمتم للبرهان ميثاق تنسيقية القوى الوطنية لنتحدث عن الميثاق ورد البرهان عليه؟
نعم تم تقديم ميثاق من التنسيقية فيه حديث مهم جداً عن مبادئ العمل السياسي في فترة الحرب وترتيبات ما بعد الحرب التركيز الآن في الميثاق على قضايا دعم معركة الكرامة والمقاومة الشعبية والحوار السوداني- السوداني بالداخل هي أهم القضايا التي تناولها الميثاق
البرهان رحب بالتنسيقية وأوضح أنه كقائد للجيش يعمل على ضم الصفوف الوطنية التي تعمل في صف الوطن ومعركة الكرامة حتى تكون جبهة موحدة على ذلك، الفترة المقبلة ستشهد مزيد من التحالفات الكبيرة فقد انضمت للتنسيقية عدد من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالخارج هنالك عمل كبير يقوم به عدد من الأشقاء وقيادات التنسيقية في هذا الإطار قبل الاجتماع المقبل ستكون هنالك الكثير من الأوراق التي ترتبت خاصة بخصوص التحالفات السياسية الكبرى لدعم جبهة الجيش السوداني.
يأتي لقائكم بالبرهان بالتزامن مع إعلان مصر لاستضافة مؤتمر للقوى السياسية والمدنية هل وصلتكم دعوة بالخصوص وما تعليقكم على رد الخارجية؟
لم نعلم تفاصيل اللقاء.. الخارجية أوضحت أن هنالك محاور مهمة لانعقاد أي لقاء للقوى السياسية بالخارج خاصة في الدول الصديقة مثل مصر الشقيقة التي لجأ إليها عدد من السودانيين.. شروط الخارجية متوقعة وطبيعية، أكيد أي دعوة ستتم لن يكون فيها أي اعتراف بقوى الدعم السريع ولن يجلس فيها الجيش مساوياً له.. الأشقاء في مصر حكومة وشعب يعلمون ذلك ومصر أكثر دولة تعترف بالجيش السوداني وتعطي مؤسسات الدولة وسيادة السودان حقه.. مصر لن تتجاوز هذه النقطة المهمة وهي من أوائل الدول التي نادت بإبعاد المليشيا حتى قبل الحرب ظل الرئيس السيسي يتحدث كثيراً في ثلاث مؤتمرات قمة عربية سبقت الحرب عن ضرورة إبعاد المليشيا من أفريقيا والشرق الأوسط والإعتراف بسيادة الدول ومؤسساتها وجيوشها وهو يعني السودان، موقف مصر واضح بدعم شرعية الجيش السوداني وسيادة البلاد ومؤسساتها من شروط الخارجية شرط طبيعي ومهم أي جهة خارجية تتم دعوتها ينبغي على السودان الموافقة عليها خاصة أن الدعوة المصرية فيها إشارات للاتحاد الأفريقي ومنظمات إقليمية لابد أن توافق حكومة السودان للأسف خلال الحرب ظهرت جهات كثيرة معادية للموقف السوداني ولم تحترم سيادة السودان خاصة الإيغاد والاتحاد الإفريقي لم يتناولوا أزمة السودان بالشكل الذي ينبغي أن تكون عليه الأمور من حق السودان فرض شروط بأنه لايريد جهات معينة حتى إن شاركت ينبغي أن تكون مهامها واضحة لا تتعدى فقط المراقبة.
لنذهب للحديث عن المؤتمر الذي أقامته تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) والخلافات التي سبقته؟
مايعرف بتقدم أو الحرية والتغيير المجلس المركزي هي حملة إعلامية ودعائية لإظهار تقدم بمظهر كبير وقوي لمحاولة أن يفهم أنها تمثل الجانب المدني من خلال المؤتمر حملة دعائية ظلت مستمرة طيلة الحرب لصناعة تقدم وهي مصنوعة كاملاً بالخارج وتم الإتيان بحمدوك ليكون رئيساً لها وهي صناعة كذلك المؤتمر لم يتجاوز (قحت) حتى الذين تمت دعوتهم مجرد أشخاص ليسوا تنظيمات أو كيانات تظل نفس القلة القليلة التي حاولت أن توقع الإطاري ولن يزد على ذلك شيء سوى دعوة عدد من الأعضاء خاصة من دول المهجر ليمثلوا حملة دعائية لما يعرف ب(تقدم) إتضح فشل المؤتمر أنه حاول أن يتبنى شعار لا للحرب لكن ظهر أثناء المؤتمر إن الفئة الموجودة فيه تدعم بقوة مليشيا الدعم السريع والانتهاكات مما يؤكد أنها شريك أساسي وجنائي وسياسي لجرائم المليشيا لم يقدم المؤتمر لتقدم إلا مزيد من الفشل الذي لن يحل مشكلة السودان أو مشكلتهم.
الاتحادي (الأصل) تبرأ من ظهور منسوبين له في المؤتمر ماتأثيرات ذلك على الحزب وكيف تنظرين لمن يشاركون بإسمه ويدعمون المليشيا؟
ليس فقط الاتحادي (الأصل) لكن كثير ممن شاركوا تبنوا لافتات كبرى لا وجود لها، في الحقيقة لا يمثلون مؤسسات سواء كانت أحزاب أو مجتمع مدني نجد لافتات للمرأة وهي غير حقيقية وشباب السودان والمقاومة لايوجد فيها تمثيل حقيقي إنما لافتات وضعت لتعبر عن حضور شخصي.
كيف تنظرين لمسار المعركة بمدينة الفاشر واهتمام المجتمع الدولي بها؟
معركة الفاشر شكلت إنقلاباً كبيراً على مستوى النصر في المعركة لصالح الجيش والدولة القومية انقلاب فكري في العالم للدرجة التي أصبح كل العالم مهتم بالفاشر لأن المجتمع الدولي يقف أمام مايحدث من تجمع للدولة القومية السودانية وبعض المنظمات الحقوقية الغربية كثيراً ما حاولت أن تتبنى دعاوى الفصل بين القبائل في السودان والفصل الثقافي والعرقي والادعاء بالتهميش وفصل الشمال النيلي والوسط للسودان عن الغرب، معركة الفاشر هزمت هذه المنطلقات السياسية والفكرية وهزمتها بإعلان الدولة القومية السودانية على بوابة الفاشر هنالك إلتقى الشمال النيلي والوسط النيلي وعرب الشمال بالأفارقة وبأهل دارفور والجيش السوداني والحركات المسلحة حتى من القبائل العربية المستنيرة التي لم تكن جزء من ممارسات وانتهاكات المليشيا تم تشكيل دولة قومية رغم أنها حرب لكنها لوحة رائعة عن الدولة القومية للسودان. أصبح العالم حائر وهو يتفرج على هذا المشهد ولايستطيع أن يفعل شيء أو يدعي التهميش الذي كان يدعيه ولا يستطيع أن يقف مع الأعراب الذين يمثلون المليشيا الذين أتوا من خلف الصحراء وهو يتفرج على المجتمع السوداني الأصيل وأهل السودان الحقيقيين وأهل المصلحة ليحسموا أمر الحرب في دارفور والفاشر وجميع السودان.
بعد دخول التمرد عامه الثاني ماهي السيناريوهات المتوقعة بالبلاد وهل ستنتهي الأزمة بحسم عسكري أم تفاوض؟
هنالك حسم عسكري يحدث على أرض الواقع ما لم تتوقعه المليشيا والدول الراعية لها والعالم هو صمود الجيش السوداني الكبير وحسمه لكثير من المعارك، اتضح للمليشيا والدولة الراعية لها أن الحرب ضد الجيش السوداني ليست نزهة وأنها حرب يديرها جيش بخبرات كبيرة ما سيجعل الأمور تتضعضع على المليشيا وستتراجع وتنهزم لكن هذا لا يمنع من أن أي حرب ستنتهي بتفاوض لكن هذا التفاوض سيكون تفاوض المنتصر إقامة الدولة السودانية المؤسسة على السلام وليس فقط على النصر العسكري قد يحدث نصر للجيش لكننا نحتاج لإحلال السلام المجتمعي ومعالجة كثير من الظواهر التي أفرزتها الحرب سيكون تفاوض المنتصر.