أين ينتهي (القحاتي) وأين يبدأ (الجنجويدي)؟
محمد المبروك
يسألني عدد من الأصدقاء المهتمين بالتايم لاين السوداني؛ لماذا تتصدى الماكينة الاعلامية لمعسكر الدولة والجيش لخطاب قحت السياسي ودعايتها الاعلامية بهذه الجديّة والقسوة؟ رغم أن معطيات المسرح السياسي السوداني في مرحلة ما بعد حرب أبريل أخرجت قحت من المعادلة السياسية ولم تعد (قحت) فاعلاً أصيلاً بل تابع يدور حول كوكب العدوان الأماراتي وأن عودتها السلطة اضحت من سابع المستحيلات.. نحروها أم انتحرت تلك قصة أخرى!
عودة لإجابة سؤال الأصدقاء: ببساطة لأن خطاب قحت وخطها السياسي هو خطاب المليشيا الإرهابية وخطها السياسي المُعَد سلفاً في غرف أبوظبي الدعائية وكان ذكاءاً منهم التظاهر بأنه خطاب منفصل مع اعطائه لمسة مدنية وادغامه بخطاب ثورة ديسمبر وشعاراتها كي لا يتم كشفه بسهولة. ولكن ذلك لم يجدي نفعاً مع مرور يوميات الحرب ودعايتها الاعلامية ولم يعد الخيط الرفيع بين قحت والمليشيا مرئياً، لذا انشغلت ماكينة اعلام معسكر الدولة والسيادة بمطاردة وتتبع دعاية قحت السياسية والاعلامية وتفكيكها أكثر من دعاية المليشيا الصادرة من كوادر الجنجويد مباشرة في كثير من الأحيان ونجحت في ذلك نجاحاً معقولاً رغم الصرف البذخي الدولاري على غرف ومنصات عناصر قحت الإعلامية والتي وفقاً لتقدير وتقرير أماراتي تسرب مؤخراً فشلت في مهمتها ووقعت في مصيدة التصنيف القاتلة وفي التقرير، أيضاً، توصيات باستقطاب كوادر جديدة ستظهر مقبل الأيام بمنصات جديدة بميزانيات مغرية وإشراف مباشر من دقلو جونيور شخصياً و”ليبيا فتحت” ورزق المجانين على المهابيل.



