اقتصاد

أكاديمي يدعو لتدارك الأوضاع الاقتصادية

شندي – رحاب عبدالله

كشف مدير معهد حضارة السودان، عضو المجمع الثقافي العربي والمحاضر بجامعة الخرطوم، البروفيسور جعفر ميرغني أن السودان مواجه حالياً بأمرين أحدهما المجاعة الشاملة، لجهة أنها الآن موجودة في بعض المدن والولايات، وأضاف أن المجاعة الشاملة هي بانعدام القوت واستناداً للنظر للموسم الزراعي الحالي، مضيفاً أن الأمر الآخر الذي يواجهه السودان هو الانهيار المالي، معتبراً أن الانهيار الاقتصادي قد حدث، وقال إن الدولة الآن تمضي بالاقتصاد الشعبي بعد توقف الرسمي، وحذر من خطورة الانهيار المالي الذي ظهر الآن بعد ارتفاع الدولار وفقدان الجنيه السوداني لقيمته.

ودعا لتدارك الأمر وأن يفكر الجميع في الخلاص من خطر المجاعة، وأردف “الذين يحملون السلاح لهم مهمتهم”، وحث على وضع معالجات اقتصادية فيما يتعلق بالإنتاج، وتحسر على حال محصول البصل بولاية نهر النيل  والإنتاج الكبير من البصل، مشيراً إلى أهمية وجود مؤسسات خاصة بالبصل لإنشاء مخازن صحيحة لضمان السعر المناسب أو التصدير وإقامة مصانع تجفيف، وأكد أن واحدة من المشاكل تعطيل الطرق، وشدد على ضرورة الاهتمام بالأمن والأمان مع بناء خطة اقتصادية.

وقال خلال تقديمه محاضرة (المدن الراحلة والمستحدثة) في منتدى الكرامة الذي تنظمه الإدارة العامة للثقافة والإعلام والاتصالات إن الحالة التي تمر بها بالبلاد الآن أشبه بفترة أواخر المهدية لأن الجميع هاجروا لأمدرمان حينها.

وأشار إلى أن التمرد والمهاجمين الآن يستهدفون كل مدن السودان وتهديمها واستهداف أصحابها ومقتنياتهم، مشيراً إلى تعطل الإنتاج بهذه المدن، وأضاف أن معظم المدن أصبحت خراب بعد رحيل مجتمعها، وشدد على التفكير لتدارك أوضاعها الاقتصادية، لافتاً إلى أن القوة الحقيقية للبلدان بالاقتصاد وليس السلاح لمواجهة النظام الاقتصادي العالمي.

وأبدى تفاؤله باقتراب نهاية الحرب لأن المهاجم سيفقد ميزانيته، وأكد على ضرورة وضع خطة لكيف يعاد بناء الخراب لأنه لن يقوم من تلقائية ويحتاج إلى فلسفة اقتصادية، ورهن بناء الدولة بالتصالح بين المجتمعات لإنشاء حكومة منتخبة.

وبشر بإعمار مدينة الخرطوم وتطويرها، منوهاً إلى أن الخرطوم التي فقدناها كانت متخلفة منذ 50 عاماً، وأكد إمكانية النهوض والتطوير بما تتوفر لها من ميزات تفضيلية منها أن السودان تلتقي عنده شبكة طرق جوية ويمكن الاستفادة بتوسيع وتطوير المطار لضمان هبوط طائرات أكثر.

ودعا ميرغني إلى عدم انتظار نهاية الحرب لإنشاء المدن الجديدة والتعمير لتدارك مآلات الحرب على بعض المدن خاصة العاصمة الخرطوم، وأكد أن النظرة للمستقبل تستند على التفكير في الطفرة الحضارية والقفز فوق كل التخلف وبناء مدن جديدة من خلال برنامج شامل وعمل جاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى