أبرزها الدالي والمزموم.. الجيش يستبق إضطرابات الجنوب بتحرير المناطق الحدودية

الأحداث – وكالات
نفذ الجيش السوداني، الأربعاء، تحركات سريعة ومباغتة نجح خلالها في تأمين حدود السودان مع دولة جنوب السودان، وتمكنت الفرقة 18 مشاه من السيطرة على منطقة التبون أقصى جنوب النيل الأبيض، حيث كانت المنطقة مركزا لمليشيا الدعم السريع، وانفتحت الفرقة 17 مشاه وحررت منطقتي الدالي والمزموم الحدوديتين مع دولة الجنوب، بينما تمكنت الفرقة الرابعة مشاه من تحرير منطقة رورو, بهذه التحركات يكون الجيش قد أمن حدود السودان مع الجارة دولة جنوب السودان بشكل كامل .
قطع طريق:
ويقول خبراء تحدثوا ل (أصداء سودانية)، إن الجيش سارع بتحرير هذه المناطق الحدودية، لقطع الطريق أمام أي انسياب للسلاح جراء الاضطرابات التي تشهدها دولة جنوب السودان، والتي اقتربت كثيرا من مدينة الرنك.
هذه الأسباب أيضا دفعت الجيش للتقدم والسيطرة على كل حدود السودان خاصة في الدالي والمزموم بسنار والتبون بالنيل الأبيض وقُلي وأقدي بالنيل الأزرق.
ويقول خبراء إن سيطرة الجيش على هذه المناطق من شأنها منع أي تدفقات للسلاح لمليشيا الجنجويد المتواجدة في حدود البلدين.
تأثيرات سلبية:
يرى أستاذ العلوم السياسية د. محمد عمر، أن السودان بظروفه المعلومة للجميع، أخر ما يرغب فيه وجود اضطرابات في دولة جارة، لأن ذلك يعني ببساطة اتساع الرقعة الأمنية التي تتحرك فيها مليشيا الدعم السريع، مشيرا إلى أن الاضطرابات بجنوب السودان ستلقي بظلال سالبة على السودان، وستسهل دخول عناصر المليشيا مع أي موجة نزوح نحو السودان، وأوضح عمر، أن خطوة الجيش بالسيطرة على الحدود وتحرير المناطق المتاخمة ستسهل كثير من التعقيدات وتمنع على الأقل دخول المظاهر المسلحة لداخل السودان، مشيرا إلى أن مناطق التبون والدالي والمزموم لم تكن ضمن أولوية الاهتمام العسكري، لكن التطورات المتسارعة في جنوب السودان والاضطرابات سيما في ولاية أعالي النيل المجاورة للنيل الأبيض، دفعت هذه المناطق الحدودية التي احتلتها المليشيا لتكون في سلم أولويات الجيش السوداني.
تأثيرات أخرى:
ويقول خبراء استنطقتهم (أصداء سودانية)، إن الاضطرابات في جنوب السودان ستجعل من أراضي الجنوب المتاخمة للسودان، منصة انطلاق للمليشيا لمهاجمة الجيش، ولن يكون في مقدور حكومة السودان شكوى سلفاكير، لأن معظم مناطق أعالي النيل المتاخمة للسودان تقع تحت سيطرة الجيش الأبيض الذي يقاتل ضد سلفاكير، وهو ما يفسر هروب عناصر المليشيا في الدالي والمزموم بقيادة حمودة البيشي لداخل الأراضي الجنوب سودانية عند وصول الجيش، ويعتبر خبراء أن المليشيا في هذه المناطق الحدودية ليست لديها القوة لمواجهة الجيش لكنها قطعا ستستفيد من الاضطرابات الأمنية بالجنوب ومهاجمة الجيش، وهو الأمر الذي دفع القوات المسلحة لتحرير هذه المناطق وتأمين الحدود.
تحوطات مسبقة:
خطوة القوات المسلحة تقرأ بحسب خبراء في إطار نظرة كلية للأوضاع السياسية والأمنية فإغلاق الحدود مع جنوب السودان يساعد الجيش في فحص أي موجة نزوح متوقعة من جنوب السودان حال اشتداد المعارك هناك، وتتعاظم هذه النقطة لأنه قد يتسرب من بين هؤلاء النازحين مقاتلين يرغبون في الانضمام لمليشيا الدعم السريع، وبالتالي فإن إغلاق وتأمين الحدود يعني أن تعامل السودان مع حركة النزوح لن يكون بالعفوية التي تحدث في كل مرة، وإنما سيخضع الأمر لتقييم أمني دقيق، ولفعل كل ذلك بالضرورة يتطلب وجود سيطرة للجيش على الحدود، وهو ما سعى اليه ونفذه الجيش.
بعيدا عن كل ذلك، فإن تحرير هذه المناطق التي كانت منسية لوقت طويل، سيكون له زخم إعلامي، حيث لن يعد في مقدور المليشيا أن تقول بعد اليوم أنها موجودة في سنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق، حتى ولو كان وجودها غير مؤثر من الناحية العسكرية، بينما إعلاميا يمكن القول أن الجيش وضع يده على كامل ولايات سنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق، وأن كل المتبقي للمليشيا في الوسط، جزء من محلية الخرطوم وجزء يسير من مدينة أم درمان فقط.
نقلا عن “أصداء سودانية”