*ديمقراطية محمد لطيف*

إبراهيم عثمان
* محمد لطيف: (الحديث عن الانتخابات، أنا دائماً أقول أن البرامج ومهام مرحلة الانتقالية لا يجب أن تكون مربوطة بمواقيت بل يجب أن تكون مربوطة بإنجازات لا بآماد، مجرد تحديد فترة زمنية ليس بالضرورة أن تكون متسقة مع تنفيذ المطلوبات التي تطلبها الشعب السوداني، من هذه القوى، من هذه المرحلة الانتقالية)
١/ الثنائية الزائفة:
* بنى الحجة على ثنائية لفظية زائفة: “إنجازات لا آماد” و”مهام لا مواقيت”. هذا التلاعب اللفظي يخلق تقابلاً وهمياً يلزم الناس أن يختاروا بين الإنجازات (الخيار الجيد) أو الالتزام بالزمن ( الخيار السيئ).
* هذا التجاور اللفظي يوجه المستمع عاطفياً لقبول الفكرة الأولى ورفض الثانية، دون إتاحة الفرصة للتفكير في أن يكون الخيار هو تحقيق الإنجازات ضمن المواقيت المحددة، فالعلاقة ليست علاقة تنافر، بل علاقة تكامل. فالتنافر هنا مصطنع لأجل مصلحته السياسية.
٢/ حكم بلا سقف زمني:
* الديمقراطية عقد زمني، الزمن فيها ليس رفاهية، ليس تفصيلاً، ليس هامشاً، بل شرط وجود: دورة انتخابية محددة، تفويض شعبي مؤقت، ومساءلة دورية بناءً على ما تحقق خلال مدة محددة. فما بالك بحكومة غير منتخبة وتمنح لنفسها ما لا تستحقه الحكومات المنتخبة!
– بنى حجته على افتراض أن الزمن ليس عنصراً جوهرياً في تقييم النجاح، فإذا كان الزمن مفتوحاً، فمتى يمكن محاسبة الحكومة؟
– شخص ينتمي لقوى تسمي نفسها “بالقوى الديمقراطية” يُفترَض أن يكون أول المدافعين عن الإطار الزمني كأداة مساءلة، لأنه من دونها يصبح الإنجاز غير قابل للقياس
٣/ الإنجاز كذريعة للتهرب من الانتخابات:
– تجاهل حقيقة أن تسليم السلطة لحكومة منتخبة في وقت محدد هو بحد ذاته أهم “إنجاز” في أي مرحلة انتقالية. بذلك تحتوي الحجة على “مغالطة تجاهل المطلوب”.
– فتح المجال لأن يكون بطء الإنجاز، أو غيابه، أو ادعاؤه، حجةً للتمديد: إن لم نحقق الرفاه فلنحكم لمدة أطول، إن لم نكمل سحق خصومنا فلنحكم لمدة أطول، إن لم نطمئن إلى أننا هندسنا الانتخابات على مقاسنا فلنحكم لمدة أطول!
* تجاهل الإجابة على سؤال من هو الذي يحدد أن “الإنجاز” قد تحقق، او أنه يحتاج إلى وقت إضافي؟ مسألة تقييم “الإنجاز” عنده فضفاضة وخاضعة لتأويل وادعاءات السلطة، لأنه فتح المجال أمام إعادة تعريف المطلوبات بحسب المصلحة السياسية لهذه القوى
* قال: (المطلوبات التي ينتظرها الشعب من هذه القوى)، ثم استدرك (من هذه المرحلة الانتقالية)، وهذا يكشف عن أنه يربط هذه الميزة بمصلحة القوى التي يؤيدها، ويزعم ان الشعب ينتظر منها مطلوبات، وهو ذاته الشعب الذي تغيِّب هذه القوى أحد أهم مطلوباته؛ حقه في الاختيار!
٤/ رد خالد عمر يوسف:
* نترك لزميله خالد عمر يوسف ان يرد عليه بنقده الذاتي القديم: (نحن البندعي إننا قوى ديمقراطية وقوى حديثة، بنجي بنقول والله نحن بعد الثورة ما دايرين الانتخابات سريع، ما دايرين الانتخابات سريع، دايرين فترة انتقالية طويلة، دايرين فترة انتقالية طويلة، ليه لأنو الانتخابات ما بتجيبنا، لأنو الانتخابات ما بتجيبنا، الانتخابات بتجيب القوى التقليدية والقوى الطائفية، يبقى نحن البندعي إننا دايرين الديمقراطية لمن تجي الديمقراطية بنقول ما دايرين الناس يختاروا ممثلنهم، ما دايرنهم يختاروا ممثلنهم)
رغم أن خالد عمر يوسف قد تراجع لاحقاً ــ بأقواله وأفعاله ــ عن هذا النقد الذاتي الصادق، إلا أن ما قاله، بما فيه من تكرار للنقاط الأساسية، يظل هو الحقيقة التي حاول محمد لطيف التهرب منها وتغطيتها.



