رأي

حكومة الأمل…تداعيات التأخير…

عبدالملك النعيم احمد

قبل المغيب.
بعد مرور أكثر من شهر علي آدائه القسم وبث خطاب لبرنامج حكومة الأمل هكذا كان إسمها لتبعث الطمأنينة في نفوس المواطن الغلبان ولتقنع المجتمع بأن تحولاً جديداً قد حدث في السودان…بعد كل هذه الفترة التي عاشها المواطن في انتظار تحقيق آماله ها هو الدكتور كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء يعلن عن خمس وزارات في حكومته من جملة مايزيد عن عشرين وزارة…
واضح أن إعلان الحكومة بالتجزئة وبالقطاعي بلغة التجارة يشير لوجود أزمة داخلية في كيفية ومعايير التشكيل…بعض أوجه الأزمة يبدو ظاهراً بل معروفاً للجميع وهو الحوار الداخلي الجاري الآن بين رئيس مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء من جهة وقيادات إتفاق سلام جوبا من جهة أخري حول نصيبهم في الحكومة…وبعض اوجه ازمة التشكيل وسبب تأخيره أصبح في طي الكتمان ولكن من الواضح أنه يتعلق بالمعايير التي للأسف أصبحت هي محل الإختلاف ورئيس الوزراء القادم من الخارج ربما أحاطت به مجموعة مساهمتها في تأخير التشكيل والتشويش عليه أصبحت أكبر من عونها له ومساعدته في تجاوز بعض عقبات التشكيل…
إن إفترضنا أن أزمة وزارات حركات إتفاق جوبا لم يتم حسمها بعد فماذا بشأن بقية الوزارات؟؟ انا افهم جيدا ربما يريد رئيس الوزراء خلال التفاوض ان يتحرك وزراء اتفاق جوبا لوزارات أخري لم تكن محل رغبتهم ورغم أن ذلك خطأ في منهج تفكير هؤلاء ويشير الي تمسكهم بوزارات إيرادية أكثر من كونهم متجردين لخدمة الوطن في أي موقع متاح داخل حكومة الأمل طالما أن هناك إلتزاما بالإتفاق ولكن مما يبدو ان الأمر ليس كذلك…لذلك يجيئ هذا التعنت والتأخير الذي نتج بسببه خصما علي التعهدات وعلي الإلتزام الذي أعلن من قبل وقد فتح بالفعل ثغرات كثيرة ربما تعطل التشكيل الوزاري بأكثر مما هو عليه الآن وهذا أمر مؤسف ومضر بوضع البلد وحاجته للحكومة…
من التداعيات السالبة لهذا التأخير والناتج عن تمسك قيادات حركات اتفاق جوبا بأكثر مما يستحقونه وأعني بذلك ليس فقط مشاركتهم في الحكومة بعدد محدد من الوزارات وإنما تمسكهم بوازارات بعينها رغم ان ذلك لم يرد في الاتفاقية ولكنه تساهلاَ ممن يقومون بأمر تنفيذها أو الذين نفذوها في دورتها التي إنتهت بحل الحكومة….هذا التعنت والتأخير جعل بعض القيادات الشريكة في اتفاق جوبا أن ترفع مذكرة للوسيط الجنوب سوداني والذي كان راعياً للإتفاق مطاليين فيها بحقهم في الوزارات تماما كما تم اعطاء قيادات الحركات المسلحة…هذه المجموعة الأخيرة التي ظهرت بقيادة الجاكومي لم تطالب في المرة الاولي بنصيبها في الحكم ربما مراعاة لحالة البلاد وربما لقلة حيلتها لأنها لا تدعم مطالبتها بقوة السلاح كما تفعل الحركات..ولكن واضح أن تمسك الحركات بوزارات محددة وعدم استجابتهم لمتطلبات المرحلة قد أجبر مجموعة الجاكومي من الموقعين علي إتفاق جوبا علي الإقدام علي هذه الخطوة وتلك المطالبة رغم أن تلك المطالبة وذلك الإحتجاج تبدو من حقهم تماما لإختلاف تفسير بعض بنود الاتفاق من جانب ولإحساس قيادات حركات اتفاق جوبا أن هذا الاتفاق يخصهم وحدهم دون غيرهم وأنهم هم فقط من عليه أن يفسر بنود الاتفاق بما يحقق له مصالحه دون غيره بدليل أن احد قيادات حركات جوبا صرح بأن المذكرة التي رفعها شركاؤهم للوسيط الجنوب سوداني لا تعنيهم بشيئ طالما حقهم محفوظ في التشكيل الوزاري …
في تقديري أن تأخير تشكيل الحكومة أيا كانت المعايير أو الأسماء فإنه بالقطع لاينال رضا الشعب السوداني بأكمله وهذا أمر طبيعي وطبيعة الشعب السوداني طبيعة ناقدة ولها رأي في كل شيئ…لذلك يجب ألا ينتظر رئيس الوزراء نيل رضا كل الشعب في حكومته القادمة فهذا لن يحدث…حتي وزارة الصحة التي أعلنت دار حولها سجال طويل وربما حظو وزارتي التعليم العالي والزراعة بالقبول جاء بسبب معايير الاختيار والمؤهلات من جانب وعدم اشتهار من تم تعيينهم بأي عمل سياسي حزبي في الماضي…
عليه يجب ألا يتأخر رئيس مجلس الوزراء في إعلان حكومته بأكثر مما تأخر…لأن للتأخير ثمنه وتداعياته السالبة بأكثر مما يمكن أن يحدث بسبب إعلان حكومة ليست محل اتفاق الجميع…أعلن حكومتك معالي رئيس مجلس الوزراء اليوم قبل الغد ودع الشعب يحكم علي الوزراء من خلال آدائهم الفعلي وليس من خلال أسمائهم او تاريخهم السابق ذلك أفضل وأنفع للبلاد ولك كرئيس حكومة يرجي منها الكثير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى