رأي

حال المليشيا: الانهيار والخيارات 

 

د. إبراهيم الصديق علي

تحولات عميقة فى مسرح العمليات ، وبسرعة وايقاع مؤثر فى كثير من ابعاده..

1. – خلال 3 أيام تم تحرير مناطق مهمة ومؤثرة ، وتم تشكيل أكبر جبهة عمليات ، بقوة إنتشار وترابط سحقت أى وجود للمليشيا وشتت قدراتها وافقدتها القدرة على المواجهة أو حتى الثبات للدفاع عن مواقعها ، و تم بحمد الله – تأمين أكثر من 120 كيلو متر طولي من رفاعة وحتى العيلفون ، فى شرق النيل ، وبالغرب من فداسي ومروراً بالحصاحيصا والكاملين ، مع امتداد إلى عمق الجزيرة وصولاً إلى أبو قوتة ، وإلتقاء جيش المناقل مع تماسيح النيل الأبيض على مشارف القطينة ، وانتهت مغامرة المليشيا فى الجزيرة بشكل كامل..

2. – هذا التشكيل العسكري احدث ضغطاً على منطقة شرق النيل وجنوب الخرطوم ، وهى المنطقة التى ظلت بعيدة عن أى ضغط عسكرى سوى انفتاح وتقدم قوات منطقة الشجرة العسكرية ، واصبحت هذه المنطقة نقطة إخلاء وتجمع للهروب أكثر منها تجميع قوات أو إعادة تموضع..

– وتلاحظ خلال عمليات الايام الثلاثة الماضية ، عدم ثبات المليشيا للدفاع عن مناطقها مع ملاحظة ضعف التسليح وفاعلية العناصر المقاتلة ، ومع ذلك هناك خسائر كبيرة فى عناصرهم وفقدان كمية من العتاد والذخائر فى المخازن والمستودعات..

3. – فقدت مليشيا آل دقلو الارهابية قادتها فى الخرطوم والجزيرة بنسبة 90% ، فقد اغتيل جلحة وقتل عبدالله حسين واختفى قجة وحاول الدخول إلى وسط الجزيرة (مناطق السديرة وحول ابوقوتة) ، وغير معروف أى مساهمة للمدعو شارون بعد هروبه من كاب الجداد دون مواجهة ، وقد استسلمت أمس كل قوة عبدالله حسين بعناصرها وعتادها.. وفى الخرطوم اختفى ادريس حسين من كافوري..

4. – هذا التحرك قابله ضغط آخر فى الخرطوم بحرى وآخر معاقل مليشيا آل دقلو الارهابية فى كافورى ، وبدأ تنظيفه بناية واخرى من أكثر من محور.. وكذلك فى جنوب أمدرمان وغربها ، واصبحت فعالية عناصر المليشيا ضعيفة وهشة ، مع محاولاتها الاضرار بالمواطن وبالبنيات الاساسية..

5. – محاولات المليشيا السيطرة على مدينة الفاشر اصبحت كلفتها البشرية والعسكرية والاخلاقية عالية ، وقد شهدت المعركة الأخيرة رقم 181 مشاركة آخر كروت مليشيا آل دقلو الارهابية وهى مجموعة الحياد ، أى الحلفاء ، بقيادة نمر محمد عبدالرحمن الوالي السابق لولاية شمال دارفور والقيادي ب تقدم ، وحشد المشاة الرعاع ب(الخيول والحمير والجمال) لتكثيف العدد وارهاب المواطنين فى احياء المدينة..

6. – ومع غياب أى افق لخيارات اخرى وتراجع الضغط الدولى وتقلص الاهتمام والاسناد الامريكي لحاضنة المليشيا السياسية (تقدم) ، وحتى ضعف التفاعل الإعلامي ، فقد تعالت الاصوات داعية للحل السياسي ، وهو خيار على اهميته ، فإن شروطه تبدو صعبة ومستحيلة..

7. – واستحالتها من كون بعض القوى السياسية وعلى راسها (تقدم) مع أطراف دولية واقليمية تبحث عن دور للمليشيا فى المشهد السياسي السوداني فى مرحلة ما بعد الحرب أو نهايتها ، وهذا ما لا يمكن قبوله سياسياً او مجتمعياً ، ووقوف الحرب ونهايتها مرهون بإنهاء (تمرد الدعم السريع) ..

8. – وهذا أمر سنأتي عليه بالتفصيل إن شاءالله ، وخلاصته ان على القوى السياسية والمجتمعية والمسماة مدنية (فك الارتباط مع مليشيا الدعم السريع عملياً ) وفى كل مظاهر تعاملاتها واتصالاتها وخطابها ، فقد ظل قادة تقدم وآخرين يرددون ذات خطاب ومنطق المليشيا حول الحرب وربط ذلك بالتغيير فى 2018م ، وهذا اختلال فى المنظور ، هذه حرب ومخطط تفكيك وطن ومؤامرة أكبر من كونها مجرد متغير فى معادلات السياسة اليومية..

9. – خلاصة الأمر لم يعد احد عاقل لديه عشم فى (جيفة) مليشيا آل دقلو الارهابية وبندقيتها.. فشلت المهمة..

حفظ الله البلاد والعباد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى