رأي

انقسام حبة الخردل(1-2)

 

علي عسكوري

*جاء في الأخبار أن ما يسمى بجماعة (تقدم) قد انقسمت، حقيقة أزعجني الخبر لانه ينافي منطق الاشياء وما هو معروف بداهة، مصدر انزعاجي هو صعوبة استيعاب انقسام حبة خردل، نعرف أن حب الخردل يتم سحنه ويستخرج منه الزيت والتوابل والأدوية التقليدية الخ، لكننا لم نسمع قط بأن حبة خردل تم تقسيمها إلى نصفين لذلك أن تقسم إلى نصفين فهذه جديدة كرت.

*ربما تكون هذه من خوارق ما يعرف بي (تقدم) وما أكثرها كما سيرد, نعلم جميعا ان جماعة تقدم هي أحد خوارق العمالة السياسية في هذا الزمن, فتقدم خارقة للعادات والتقاليد والاصول والمفاهيم والشرف، بل خارقة حتى لمعنى ان يكون الإنسان إنسانا له مقدار حبة خردل من ضمير فالضمير هو الوازع الداخلى عند انسان سوي، وعندما ينزع الله منك الضمير تصبح اقل مرتبة من البهائم، فللبهائم والانعام فوائد كثيرة نزع الله الضمير عن جماعة تقدم فاصبحوا يهللون لاغتصاب حرائر (وطنهم) ويشمتون في قتل الابرياء بالراجمات والتدوين ويفرحون لتدمير البنية التحتية للبلاد الذي مارسه و يمارسه جناحهم المسلح! مؤسسات درسوا فيها ومستشفيات تعالجوا فيها وطرق سافروا عليها ومحطات كهرباء أنارت لهم ظلماتهم وما أكثرها، تخرب بجناحهم العسكري وهم يهللون! ألم أقل إن جماعة تقدم من خوارق العمالة.

*والخارقة لغة هي كل ظاهرة يتجاوز تفسيرها المنطق والتفسيرالعلمى أو كل ما علمه الناس بالتجربة وتراكم معرفتهم عن طبيعة وحقيقة الظواهر.

*ورد ذكر حبة الخردل في الذكر الحكيم مرتين للاستدلال على صغر حجمها- قال تعالي في سورة لقمان:( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) وقال تعالى في سورة الانبياء:( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ).

*ورد ذكرها ايضا على لسان السيد المسيح عليه السلام: (لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شئ غير ممكن لديكم متى).

*وإن كانت حبة الخردل هي من الصغر بذلك الحجم قد يحتاج الانسان (لمايكروسكوب) او (ماقنيفايا) ليراها، فدون شك تقدم هى حبة خردل السياسة السودانية، ولذلك فانقسامها يعتبر من خوارق العصر السياسية، و ما تنفك تقدم تتحفنا بالخوارق في السقوط إلى حيث لا قاع.

*أعتقد إن كان هنالك ثمة شئ يجعلنا نغفر لتقدم ما ارتكبت في بلادنا وشعبنا من جرائم وخيانة، فهى التزامها بالشرح والتوضيح لكيفية هذا الانقسام الخردلي! فنحن شعب يحب الخوارق، وانقسامها من الخوارق الكبيرة التي أرى أنها مؤهلة لتدخل موسوعة جنيس للخوارق السياسية.

*المضحك كما ورد في الخبر أن تقدم انقسمت بسبب تشكيل حكومة منفى! الخارقة الأخرى هنا أن حبة الخردل هذه وقبل أن تنقسم لا يكفي عدد أفرادها لشغل مجلس وزراء من عشرين وزيرا، دعك من أي مواقع قيادية اخرى في الدولة, ولو استلمت تقدم السلطة اليوم فستكون نصف مقاعد مجلس الوزراء شاغرة، لن يجدوا أحدا ليشغرها إلا أن يستعينوا (بصديق) أجنبي، لانه لا يوجد بين الشعب السوداني من سيشاركها! لأن مشاركة الخائن خيانة لدماء السودانيين

ونواصل

هذه الأرض لنا

نقلا عن “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى