صحفية ھاربة من جحيم عصابات الدعم السريع (1)
إحلام سلمان
*كان ذلك اليوم بدايته تشبه بداية أي يوم عادي ولكن كل شئ انقلب رأسآ على عقب حينما ضجت الأخبار بتمرد الدعم السريع على الجيش, ومضت أيام الأخبار المقلقة تنتشر ھنا وھناك والناس كانوا يظنون أن الأمر مثل أي تمرد أو محاولة مثل محاولات كثيرة للإستيلاء على السلطة, ومرور الوقت كان يجلب معه القلق والمخاوف, كنا نسمع ونشاھد عبر الأجھزة المسموعة والمرئية حتى جاء ذلك الصباح الذي بدأت فيه متاعبنا التي وصلت للرعب والھلع في منطقة الوادي الأخضر التي كانت تمتاز بھدؤھا الشديد.
*استيقظ الناس على أغرب مشھد وھو دخول عشرات العربات القتالية إلى منطقة الوادي الأخضروعلى متنھا عدد كبير من جنود الدعم السريع غزوا السوق, ھكذا فجاءة وتوزعوا داخل المنطقة بعدھا جلبوا الكثير من المسروقات إلى سوق الوادي الأخضر, أجھزة كھربائية مواد غذائية, ملابس وسلع أخرى من ضمنھا أثاثات فخمة لم نكن نراھا في ھذا المكان, ولدھشتنا الشديدة كان الثمن خمس سعر كل شئ, ضعاف النفوس فرحوا ومضوا يشترون, والبعض لم يكن يقترب من السوق اطلاقآ إلا بعد نفاد المواد الغذائية اضطروا حينھا للشراءمن تلك الأسواق التي سميت (أسواق دقلو) كغيرھا من الأسواق التي تباع فيها المسروقات, واجتمعت بعض نسوة الحي والتففن حولھم, كانوا حينما يخرجون لكسر المصانع والشركات ياخذونھن ياخذوا ھم النقود والنساء ياخذن الأجھزة الكهربائية والمواد الغذائية, وتطور الأمرإلى كسر البيوت في الاحياء الراقية, بالخرطوم كانوا ياخذونھن ياخذوا ھم الذھب والأموال والنساء يأخذن الاثاث والاشياء الاخرى.
* قلبي كان يحدثني بأننا سنشھد أيام عصيبة خاصة أن قوات الدعم السريع كانت تتعامل مع العزل والكبار والنساء والأطفال والشيوخ بصلف, وأنتشرت في الشوارع الألفاظ النابية, ورائحة المخدرات كان تھرب من الشوارع التي ضاقت بھا إلى داخل بيوتنا, توارت الفتيات داخل البيوت خوفآ منھم ومن معاكساتھم الوقحة, يعاكسون أي فتاة يرونھا ويتحرشون بمن أضطررن للخروج مساء حتى أن أغلب الفتيات تنقبن خوفآ منھم ولم يتركوھن في حالھن كانوا يستھدفون المنقبات في كل مكان.
*في الأيام الاولى كان لديھم الكثير من المال المسروق لذا اقتصر اجرامھم على البطش بالناس في الشوارع في صلف وتكبر وظلم إذا مر بھم شخص ونظر إليھم ضربوه وإذا سلم نھروه وإذا لم يسلم يمكن أن يطلقوا عليه النار. *كانوا مجموعة من المجرمين الأوباش يقتلون في أي لحظة لو شكوا فيك يقتلوك فورا أو يسحبوك إلى احد معتقلاتھم ويقتلوك ھنالك بالرصاص, وھذه الطريقة تعتبر منتھى الرحمة, وإما أن يقتلوك بالركل أو الضرب أو بالتجويع ومنع الماء عنك, ولم يكن أحد يستطيع ايقافھم أو حتى الوقوف وھم يقومون بقتل شخص أوضربه في الشارع بالعصي أو السياط أو بأطراف بنادقھم.
*كان ذاك اليوم موجع لحد القھر وكانت البداية حينما جاء رجل شيخ إلى السوق بيده (معزة) يريد بيعھا فسأله أحدھم عن السعر فاخبره عن السعر فساله ھل معھا إحدى بناتك بضحكة ساخرة, فغضب وقال له بناتي لسن للبيع لينقض عليه الدعامي المجرم وينھال عليه ضربآ, وكما يحدث في كل مرة حضر أكثر من عشرة من جنود عصابات دقلو المجرمين وانھالوا على الشيخ ضربآ حتى دون أن يعرفوا ما الأمر, وبعد أن سقط مضرجآ بالدماء أخزوه معھم وبعد أيام أخرجوه ليموت بعد أيام وتوالت الفصول المؤلمة والموجعة لحد القھر
-نواصل-
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”