تقارير

عدم أهلية قوات الدعم السريع و تهديد اتفاقيات السلام ف السودان

ف ظل جرائم الحرب والانتهاكات الممنهجة الت ارتكبتها “قوات الدعم السريع” ف السودان، تظهر هذه القوات عل أنها غير قادرة عل الحفاظ عل السيطرة عل قواعدها، مما يعكس ضعف تنظيمها وعدم أهليتها لأي مفاوضات سلمية. تكمن المش لة الرئيسية ف افتقار “قوات الدعم السريع” إل هي لية قيادة وتنظيم مح مة، حيث تتصرف العديد من وحداتها بش ل مستقل ودون تنسيق مركزي، وهو ما يبرز جليا ف الأحداث الدامية الت شهدتها البلاد

 

و عندما نتحدث عن عدم قدرة “قوات الدعم السريع” عل السيطرة عل قواعدها، فإننا نشير إل الفوض الداخلية الت تسود هذه المنظومة، والت تسببت ف سلسلة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، هذه الفوض الداخلية تعن أن القيادة العليا غير قادرة عل فرض السيطرة عل الوحدات الميدانية، مما يؤدي إل تنفيذ جرائم وحشية دون أي مساءلة أو عقاب ؛ ف هذه الظروف، فإن أي اتفاق سلام يتم توقيعه مع هذه القوة غير المنظمة سي ون غير مستدام، لأن القيادة العليا لا تملك القدرة عل ضمان التزام وحداتها بالاتفاقيات

 

إن محاولات التفاوض مع “قوات الدعم السريع” ف ظل هذه الظروف تعن تمديد أمد الحرب واستمرار الجرائم الإنسانية ف السودان ، فالمفاوضات الت تجري مع قوة لا تملك القدرة عل السيطرة عل عناصرها لن تؤدي إلا إل تعميق الأزمة وإطالة أمد النزاع ؛  إن أي اتفاق سلام يتطلب طرفا يملك القدرة عل تنفيذ تعهداته، وهذا ما تفتقر إليه “قوات الدعم السريع”، الت تعتمد عل نهج الفوض والعنف لتحقيق أهدافها

 

من المهم أن نؤكد أن الفشل التنظيم داخل “قوات الدعم السريع” ليس فقط تهديدًا للاستقرار ف السودان، بل هو أيضا عامل رئيس ف استمرار جرائم الحرب و الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. فعندما تفشل هذه القوات ف السيطرة عل قواعدها، فإنها تفتح الباب أمام تصاعد العنف والانتهاكات دون رادع ، وهذا ما تم توثيقه بش ل متكرر ف التقارير الدولية والمحلية حول الأوضاع ف السودان، حيث أن “قوات الدعم السريع” كانت مسؤولة عن تصاعد العنف ضد المدنيين والبنية التحتية الصحية.

 

الجرائم المروعة الت ارتكبتها “قوات الدعم السريع” ضد المدنيين والبنية التحتية الصحية ه دليل عل عدم أهليتها للالتزام بأي اتفاق سلام. فهذه القوات ارتكبت جرائم تطهير عرق واغتصاب ونهب بش ل ممنهج ف دارفور وغيرها من المناطق. هذه الجرائم لم تكن نتيجة لأفعال فردية، بل جاءت نتيجة لفشل التنظيم وعدم وجود قيادة مركزية قادرة عل السيطرة عل الوحدات الميدانية

 

ف هذا النص التفصيل، سنستعرض الجرائم والانتهاكات الت ارتكبتها “قوات الدعم السريع” بالتسلسل الزمن ، مع تحليل قانون لانتهاكات حقوق الإنسان، ودعوة للمجتمع الدول إل محاسبة هذه القوات عل جرائمها.

 

  1. الهجمات عل مدينة الجنينة (أبريل يونيو 2023)

منذ 24 أبريل 2023، شنت “قوات الدعم السريع” هجمات م ثفة عل مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور. استهدفت هذه الهجمات المدنيين العزل، مما أدى إل قتل وإصابة العديد منهم. وتفاقمت الأمور بش ل خطير عندما امتدت هذه الهجمات لتشمل النساء والأطفال، مما اضطر أكثر من 366 ألف شخص إل الفرار من منازلهم واللجوء إل دولة تشاد المجاورة. وفقا لشهادات الناجين وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية، تضمنت هذه الهجمات جرائم اغتصاب جماع لعشرات النساء والفتيات من إثنية المساليت، ف محاولة لترهيب هذه الإثنية وإجبارها عل النزوح أو الاستسلام. هذه الجرائم تعكس النمط المنهج والمتعمد لاستهداف جماعات معينة عل أساس عرق ، وه جرائم ترتق إل مستوى التطهير العرق والإبادة الجماعية.

 

  1. مجزرة غرب دارفور (28 مايو 2023)

ف 28 مايو 2023، ارتكبت “قوات الدعم السريع” والميليشيات العربية المتحالفة معها مجزرة مروعة ف ولاية غرب دارفور، استهدفت فيها أفرادا من إثنية المساليت. وبحسب تقارير حقوقية موثوقة، قامت هذه القوات بإعدام 28 شخصا عل الأقل بدم بارد، بينهم نساء وأطفال. لم تكن هذه المجزرة مجرد حادثة معزولة بل جزءا من حملة واسعة وممنهجة تهدف إل القضاء عل وجود إثنية المساليت ف المنطقة. لم تتوقف الجرائم عند القتل فقط، بل شملت أيضا تدمير عدد كبير من القرى والبلدات وقتل وجرح العشرات من المدنيين الآخرين.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المجزرة وقعت ف ظل غياب شبه كامل للمساءلة أو التدخل الدول، مما سمح لهذه القوات بمتابعة نهجها العنيف دون خوف من العقاب.

 

  1. مجزرة أرداماتا (نوفمبر 2023)

 

ف أوائل نوفمبر 2023، ارتكبت “قوات الدعم السريع” والميليشيات المتحالفة معها مجزرة أخرى ف منطقة أرداماتا، وه إحدى ضواح الجنينة ف غرب دارفور. هذه الهجمات كانت بمثابة تصعيد خطير للعنف العرق ف المنطقة، حيث أسفرت عن مقتل مئات المدنيين من إثنية المساليت. وفقا لتقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد القتل نحو 800 شخص خلال هذه الهجمات. لم تقتصر الجرائم عل القتل الجماع فقط، بل شملت أيضا أعمال نهب واسعة النطاق واحتجاز غير قانون لعشرات من أفراد إثنية المساليت، مما أدى إل تفاقم الوضع الإنسان المتردي ف المنطقة بش ل كبير. هذه المجزرة تعكس

استراتيجية واضحة لتدمير نسيج المجتمع المحل ف دارفور وتفكيك الهوية الثقافية والإثنية لشعوب المنطقة.

  1. مجزرة جنوب كردفان (19 فبراير 2024)

 

ف 19 فبراير 2024، شهدت ولايتا هبيلا والدلنج ف جنوب كردفان واحدة من أفظع الجرائم الت ارتكبتها “قوات الدعم السريع”. خلال هذا الهجوم، قامت القوات بقتل واختطاف أكثر من 60 مواطنا، مما تسبب ف حالة من الرعب والذعر بين س ان المنطقة. تميزت هذه المجزرة باستخدام تكتي ات عنيفة تهدف إل ترويع الس ان وإجبارهم عل النزوح من مناطقهم. وفقا لشهادات الناجين، كانت الهجمات موجهة بش ل رئيس ضد العائلات الت تعيش ف المناطق الزراعية، حيث تم استهداف المزارعين والعاملين ف الحقول. هذه الهجمات أدت إل شل الحياة الاقتصادية ف المنطقة، حيث اجبر الناس عل الهروب وترك أراضيهم الزراعية.

 

  1. مجزرة أم عضام (6 أبريل 2024)

 

ف 6 أبريل 2024، تعرضت قرية أم عضام ف وحدة طابت الإدارية بولاية الجزيرة لهجوم وحش من قبل “قوات الدعم السريع”. أسفر الهجوم عن مقتل 25 مدنيا، معظمهم من النساء والأطفال. هذه المجزرة تعتبر جزءا من سلسلة من الهجمات الت تستهدف المناطق الريفية ف السودان. تميزت هذه الهجمات باستخدام أسلحة ثقيلة وقذائف مدفعية، مما أدى إل تدمير جزء كبير من البنية التحتية للقرية. وفقا للتقارير، لم تكن هذه الهجمات عشوائية بل كانت جزءا من حملة متعمدة لترويع الس ان وإجبارهم عل مغادرة قراهم.

 

  1. مجزرة ود النورة (5 يونيو 2024)

 

ف 5 يونيو 2024، شهدت قرية ود النورة الت تقع عل بعد 20 كيلومترا جنوب شرق ود مدن ف ولاية الجزيرة، واحدة من أفظع الجرائم الت ارتكبتها “قوات الدعم السريع” خارج منطقة دارفور. وفقا لشهادات الناجين وتقارير المنظمات الحقوقية، شنت قوات الدعم السريع هجوما واسع النطاق عل القرية، استخدمت فيه أسلحة ثقيلة بما ف ذلك مضادات للطائرات. أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 100 مدن، وإصابة العديد بجروح خطيرة. لم يتوقف العنف عند هذا الحد، بل قامت القوات بنهب المنازل والمتاجر، مما دفع بالس ان إل الفرار من المنطقة بحثا عن الأمان. هذه الحادثة تمثل نموذجا واضحا عل كيفية توسع نطاق جرائم “قوات الدعم السريع” ليشمل مناطق أخرى من السودان، حيث لم تقتصر عل دارفور فقط. منع هذه القوات وصول المساعدات الإنسانية والصحفيين إل المنطقة، مما جعل توثيق هذه الجرائم أمرا ف غاية الصعوبة.

 

  1. مجزرة قرية الشيخ السمان (13 يونيو 2024)

 

ف 13 يونيو 2024، شهدت قرية الشيخ السمان ف ولاية سنار مجزرة أخرى ارتكبتها “قوات الدعم السريع”.

هذه المجزرة أسفرت عن مقتل 17 مدنيا، بينهم أطفال ونساء. يعتبر هذا الهجوم جزءا من الاستراتيجية المتعمدة لتدمير القرى النائية وإجبار س انها عل النزوح. وفقا لشهادات الناجين، استخدمت القوات

المهاجمة أساليب وحشية، حيث تم تدمير المنازل ونهب الممتل ات قبل قتل الس ان بدم بارد. هذا النمط من العنف المتكرر ف مناطق مختلفة من السودان يعكس سياسة واضحة تستهدف السيطرة عل الأراض والموارد من خلال ترويع الس ان المحليين.

 

  1. مجزرة قرية العدناب (1 أغسطس 2024)

 

ف 1 أغسطس 2024، ارتكبت “قوات الدعم السريع” مجزرة جديدة ف قرية العدناب بولاية الجزيرة، حيث قتل أكثر من 20 مواطنا عل يد هذه القوات. تم تنفيذ الهجوم بوحشية شديدة، حيث تم إطلاق النار عل المدنيين العزل بش ل عشوائ ، مما أدى إل مقتل عدد كبير منهم وإصابة آخرين. تعد هذه المجزرة جزءا من استراتيجية واسعة النطاق تعتمد عل استخدام القوة المفرطة والترهيب لإح ام السيطرة عل مناطق جديدة.

بحسب التقارير الواردة من المنطقة، فإن الهجوم لم يقتصر عل قتل المدنيين فقط، بل شمل أيضا نهب الممتل ات وتدمير المنازل. هذه الأفعال تعكس النية الواضحة لقوات الدعم السريع ف نشر الخوف والذعر بين الس ان المحليين لإجبارهم عل الخضوع أو النزوح.

 

9.مجزرة جلنق ف ولاية سنار: حلقة أخرى ف سلسلة الجرائم

 

ف أغسطس 2024، شهدت قرية جلنق ف ولاية سنار مجزرة أخرى ارتكبتها “قوات الدعم السريع”، حيث تم قتل أكثر من 50 مواطنا بحسب شهادات س ان المنطقة. هذه المجزرة تأت ف إطار الهجمات الممنهجة الت تشنها هذه القوات ضد المدنيين ف مختلف أنحاء السودان. تشير التقارير إل أن الهدف من هذه الهجمات هو ترويع الس ان وإجبارهم عل النزوح .

 

إن قوات الدعم السريع لم تكتفِ بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بل اتخذت نهجا مروعا ف تدمير البنية التحتية الصحية ف السودان بش ل ممنهج ومتعمد، مما يش ل خرقا صارخا للقانون الدول الإنسان وانتهاكا سافرا للقواعد الأساسية الت تحم المدنيين والمرافق الطبية خلال النزاعات المسلحة. تركز هذه الورقة القانونية عل توثيق الهجمات المتعمدة الت قامت بها قوات الدعم السريع عل المستشفيات والمرافق الصحية، والت لم تكن مجرد أضرار جانبية للصراع، بل حملة ممنهجة تهدف إل شل قدرة المدنيين عل الوصول إل الخدمات الصحية الضرورية، وبذلك إحداث أكبر ضرر مم ن عل المجتمعات المحلية وإضعاف قدرتها عل الصمود ، إن النمط المتكرر والممنهج لهجمات قوات الدعم السريع عل المستشفيات والمرافق الصحية ف السودان لا يم ن اعتباره مجرد حوادث معزولة أو نتائج

عرضية للعمليات العس رية ، بل تشير الأدلة المتوفرة إل أن هذه الهجمات تأت كجزء من استراتيجية عس رية

متعمدة تهدف إل تدمير النظام الصح ف البلاد، وتجريد المدنيين من أي وسيلة للوصول إل الرعاية الصحية الضرورية، مما يفاقم من معاناتهم ويضعف قدرتهم عل البقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى