أزمة الأحزاب السياسية السودانية (أزمة مشروع وأزمة قيادة)
د. إبراهيم الأمين
أبرز مظاهر الأزمة وجود خلل بنيوي أفرز حالة إختناق سياسي ونظرة غير متفائلة في ظل انسداد أفق المستقبل خاصة أمام الشباب نتيجة للوصاية والهيمنة والإقصاء.
التحديات التى تواجه الأحزاب السياسية كثيرة ومتنوعة و تفرض على كل حزب الآتي:
.1 ضرورة التقييم الموضوعي لتجربته والمراجعة النقدية المستمرة لمسيرته وأدائه.
.2 إزالة التناقض فى الخطاب السياسي فالمطالبة بدولة القانون والمؤسسات من أحزاب سياسية لا تحرص على تطبيق ذلك داخل أحزابها يجعل هذه المطالب في حالة تناقض مع واقعها التنظيمي والسياسي.
.3 المتنفذون داخل هذه الاحزاب خاصة المستفيدون من الريع الحزبي المادي والمعنوي قد يعرقلون كل محاولات تحديثه أو اصلاح مساره تحت ذرائع مختلفة غالباً ما تلبس رداء الحق فى دفاعها عن الباطل لذلك أصبحت مسألة تحديث الحقل الحزبي أمراً ملحاً يتطلب إرادة سياسية حقيقية لدي الفاعلين الحزبين وهناك استحالة أن يتم هذا دون اعتماد الديمقراطية أسلوباً ومنهجاً فى بناء المؤسسات الحزبية وفتح المجال أمام الطاقات والكفاءات المختلفة مع الاحتكام الى مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة سواء فيما يتعلق بالمسؤوليات التنظيمية أو المسؤوليات التمثيلية أي القيام بعملية غربلة لضمان عدم تكرار الأزمة.
.4 الاعتراف بأن ما حدث من انشقاقات وقيام أحزاب جديدة تحمل أسماء شبيه لسابقاتها مغامرة طائشة كانت لها آثار سالبة على الأحزاب وعلى الوطن
.5 إعتماد مبدأ تداول الادوار والمناصب دون احتكار .
.6 عدم إكراه الاعضاء على الطاعة العمياء لأن ذلك يعني حرمانهم من حقهم الطبيعي فى حرية الرأي التى تعد أولي أسس الديمقراطية.
.7 الإيمان بتعدد الاتجاهات والاراء داخل الحزب فى اطار الخط العام الذي يتم التوافق عليه والالتزام به لتحاشي عوامل الانشقاق وابراز وحدة الحزب وتماسكه.
.8 طرح البرامج السياسية للحزب للنقاش والتنظير وضمان حرية المناقشة وتجنب الاتهامات والنعوت والتشكيك والابتعاد عن ممارسة الارهاب الفكري للإتجاهات المعارضة.
.9 على الحزب أن يحدد بوضوح برنامجه السياسي واهدافه الاستراتيجية ورؤيته الشاملة لمختلف القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
.10 الاهتمام أكثر بالقاعدة العريضة خاصة فى الاقاليم وربطها بتنظيم حركي قادر على التواصل مع القواعد ونشر افكار الحزب وتعبئة جماهيره(تمهيدا لتطبيق مبدأ فدرالية الاحزاب السياسية في السودان ).
.11 الاصلاح يعني احداث تغيير حقيقي تقوم به القوي الحية منعاً لتكرار التجارب الفاشلة وتقديم نموذج مختلف يخاطب قضايا الناس ويقدم القدوة كقيادة.
.12 حتمية التغيير واستشراف المستقبل تعتمد على الشباب ودوره الفاعل فى صناعة المستقبل الملازم للحاضر والذى يستدعي مفهوم المشاركة وتكامل الرؤى بين الاجيال يتم هذا بتجاوز حالة الوصاية المفروضة من أعلي.
.13 ابرز مظاهر الأزمة غياب الديموقراطية والمؤسسية وإحتكار رئيس الحزب للقرارات السياسية, والمال , والعلاقات الخاريجية.
.14 لمخاطبة الأزمة وتمشياً من النظام الديموقراطي الفيدرالي … يطبق مبدء فيدرالية الاحزاب السياسية باعطاء صلاحيات واسعة لقيادة الحزب بالإقليم المعني وبمشاركة حقيقية في قرارات الحزب على المستوى القومي.
.15 على ان يتم مبدء الرئاسة الدورية للحزب ( بأن يتولى الرئاسة احد رؤساء الحزب بالاقاليم).