بعد التحرك الحكومي الأخير… هل تصبح جدة نقطة عبور لمباحثات جنيف؟
الأحداث – آية إبراهيم
مع إقتراب موعد المباحثات التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية كل من القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع لبحث الازمة التي تمر بها البلاد بمدينة جنيف السويسرية والتي حدد لها الرابع عشر من أغسطس الجاري تتسارع الخطوات من جانب الإدارة الأمريكية لعقد المباحثات في الموعد المحدد وذلك من خلال إستجابتها السريعة لعدد من المطالب والملاحظات التي دفعت بها الحكومة السودانية قبل الإنخراط في المباحثات بينها عقد مشاورات مع وفد حكومي سوداني بمدينة جدة السعودية.
وكانت الحكومة السودانية قد قررت، الجمعة، إرسال وفد إلى مدينة جدة السعودية للتشاور مع الإدارة الأميركية بشأن الدعوة الأميركية لحضور مفاوضات جنيف مع مليشيا الدعم السريع.
وقالت الحكومة في بيان إن وفدها الذي غادر إلى جدة سيتشاور مع الحكومة الأميركية “حول الدعوة لحضور مفاوضات ستنعقد بجنيف في 14 أغسطس الجاري بشأن الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع”.
وأكد أن الخطوة تأتي حرصاً من حكومة السودان على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد، ولرفع المعاناة الناتجة عن الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع على السودان.
رؤية واضحة
رئيس لجنة السياسات بحزب الأمة القومي إمام الحلو قال إن طلب الحكومة الإلتقاء بالإدارة الأمريكية في جدة لإجراء مشاورات حول مباحثات جنيف مفهوم ومعقول بإعتبار أن الأطراف يجب أن تكون على علم بما يجري قبل المباحثات والإجراءات.
وشدد الحلو لـ (الأحداث) على ضرورة أن تكون هنالك رؤية واضحة وجدية لوفدي التفاوض لإنجاز تقدم وتحقيق السلام الذي أصبح فرض عين على كل طرف، وقال “محادثات جنيف إذا كانت ثنائية تعني وقف الحرب ووقف إطلاق النار والعدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية”، وأشار إلى إن أي عملية سياسية يستبعد فيها الطرف المدني في إطار تحقيق المبادئ العامة للعملية السياسية مرفوض ولن يحقق شيء لأن جميع الإتفاقيات الثنائية التي كانت خارج إطار القوى المدنية لم تحقق سلام ، وقال إن الهدف الأساسي الآن هو تحقيق السلام ووقف الحرب والإنسحاب من الأعيان المدنية وفتح الطرق للمساعدات الإنسانية غير ذلك مايحدث في جدة عبارة عن قطعة شطرنج في اللعبة الإقليمية والدولية التي تجرى الآن، وأضاف “لانريد أن نكون في خضم العواصف الإقليمية نريد وقف القتل والحرب في السودان بأسرع فرصة لإعادة بناء الدولة بأسس جديدة وسليمة تحقق طموحات وآمال الشعب السوداني”.
ضرورة معالجة
وكان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد تلقى إتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وقال البرهان إنه تحدث مع بلينكن حول ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات، وأبلغه بأن “الميليشيا المتمردة” تحاصر وتهاجم الفاشر وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم.
بدورها قالت الخارجية الأميركية إن بلينكن أكد للبرهان ضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية بمحادثات وقف النار في سويسرا وأهمية عقد محادثات لوقف النار وإيصال المساعدات إلى السودان.
ترحيب بالخطوة
بدوره يرحب القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر بأي مشاورات حول الحرب والأزمة السياسية في السودان.
وقال عمر لـ (الأحداث) “نتمنى أن تفضي المشاورات إلى خطوات متقدمة في ملف وقف إطلاق النار”.
إعتراف أمريكي
سبق إتصال بلينكن بالبرهان ماكشفته مصادر رفيعة لـ”الشرق” عن تأكيد الخارجية الأميركية الإعتراف بالفريق أول عبد الفتاح البرهان كرئيس لمجلس السيادة الانتقالي وإستعدادها لإستخدام الصفة فى الدعوات الرسمية وتوضيح الخارجية بأن الدول التي تم منحها صفة مراقب بمباحثات جنيف لن تكون جزءاً من الوساطة، بل ستساهم في وقف الحرب وتأكيد إستعدادها لعقد لقاء مع مسؤولين سودانيين للتشاور بشأن مفاوضات سويسرا حيث جاء ذلك رداً على بيان الخارجية السودانية بشأن عدم مخاطبة الخارجية الأميركية للبرهان بصفته رئيس مجلس السيادة إضافة إلى ملاحظاتها حول مباحثات جنيف.
إنتقال جديد
رئيس المجلس العام للتيار الوطني سليمان الغوث قال إن الإدارة الأمريكية أصبحت تتحدث عن حكومة السودان وهو إنتقال جديد لمربع جديد في تناول الإدارة الأمريكية للشان السوداني لأنهم في السابق كانوا يتحدثون عن قيادة الجيش والدعم السريع وأن انتقالهم للإعتراف بالحكومة القائمة الآن لم يجئ اعتباطا لأن الحكومة الآن تقوم بحماية الشعب السوداني وتصريف حياته فهي تمثله.
وثمن الغوث في حديث لـ ( الأحداث) الخطوة الحكومية للتشاور في جدة، وأكد أنها ضرورية وتمثل مدخل أساسي ولازم لجنيف ومن بعده لجدة ومفاوضات الحل الشامل والنهائي الذي يجب أن يقتصر الآن على المسائل العسكرية ووقف الحرب ويمضي إلى مصلحة الإصلاحات والدمج.