ترويج التطبيع
أمجد فريد
الحملة الإعلامية الحالية التي نشهدها من ابواق الجوقة والتي تحاول ترويج التطبيع مع احتلال قوات الدعم السريع لمنازل المواطنين، قبل محادثات جنيف، هي مؤشر آخر على مدى انحطاط هذه الجوقة في الدفاع عن سادتهم وتنفيذ تعليمات الكفيل حتى لو كان ذلك بالكذب المفضوح.
استندت حملة التدليس بالأساس على إنكار أن اعلان جدة الذي تم توقيعه في ١٢ مايو ٢٠٢٣، قد احتوى على بند ينص على إخلاء بيوت المدنيين التي قامت باحتلالها المليشيا. وانطلقت هذه الحملة بشكل منظم وعالي التنسيق وبمشاركة صحفيين كبار وسياسيين من أعضاء الجوقة بالاضافة إلى أبواق الجوقة والمليشيا. وهذه كذبة بلغاء لا تستحي الجوقة من ترديدها وهي تهرق ماء وجهها على مذابح ما يدفعه لهم آل دقلو والكفيل الاماراتي.
فالبند (٢-ج) ينص بوضوح على (اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين، فعلى سبيل المثال لا ينبغي استخدام المدنيين كدروع بشرية.) بينما ينص البند (٢-ز) على (الالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية).
نص الاتفاق الذي نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية موجود هنا لمن يود مراجعته (rb.gy/rsgug7)
وناهيك عن هذا كله، فما الذي يبرر للمليشيا في المقام الاول احتلال بيوت الناس وطردهم منها واجبارهم على التشريد والنزوح واللجوء. وكيف تجد جوقة الوضعاء في نفسها الاستحقاق لتحاول ان تحكم شعبنا، وهي تدافع وتحاول التبرير لتشريد أهلنا من بيوتهم ونهب ممتلكاتهم ومدخراتهم وشقا اعمارهم. أي جنون هذا أن تقوم عصابة مجرمة بانتهاك حرمات بيوت الناس، وطردهم منها، واحتلالها ثم تنبري ثلة من السياسيين لتبرير هذا الاحتلال والتشريد والدفاع عنه وعن استمراريته؟
ليس ثمة وضوح أكثر من ذكر اخلاء مساكن المدنيين بشكل مباشر والإجلاء والامتناع عن المرافق الخاصة أيضا. وهو ما لا يمكن أن تدعي جوقة الوضعاء أنها لم تقرأه في نص الاتفاق، ولكن الجوقة تحاول استغلال وتسخير رأسمال رمزي تظن انها لا تزال تمتلكه من ثورة ديسمبر لخدمة أهداف المليشيا، دون ان يفطنوا إلى أن الثورة قامت بالناس ومن اجل حقوق الناس والدفاع عن مصالحهم، ولن يستقيم ابداً تسخيرها للدفاع عن احتلال بيوتهم، وتشريدهم ونهبهم وقتلهم واغتصابهم.
الثورة اندلعت في وجه الطغيان وانتصرت من أجل الحياة الطبيعية في السودان، والمليشيا التي تتحالفون معها تمارس طغيان وفاشية لا تتفق مع هذه الحياة الطبيعية.